بينما تتواصل العمليات العسكرية التي تنفذها «عاصفة الحزم» لدعم الشرعية في اليمن، تتوافد البعثات والممثليات الدبلوماسية إلى منفذ الطوال الحدودي الذي يعتبر البوابة الرئيسية على الحدود السعودية اليمنية، ويحوي كل الجهات الحكومية ذات العلاقة، مهيئاً لخدمة أكثر من أربعة آلاف شخص يومياً. وكشف مدير جوازات المنفذ الرائد حسن الصميلي ل «الرياض»، أن وزارة الخارجية السعودية، خاطبت الممثليات والبعثات الدبلوماسية الدولية، في اليمن موجهة بالتنسيق مع الجهات المختصة في المنفذ، وتزويدها بأسماء رعاياها في الداخل اليمني، قبل توجههم إليه. وقال: «خصصنا صالة مكيفة لاستقبال القادمين من رعايا الدول، ووفرنا ما يحتاجونه من وجبات غذائية ورعاية صحية، في الوقت الذي تتولى فيه الجوازات إنهاء اجراءاتهم في فترة وجيزة، والعمل على تذليل كل الصعوبات التي تعترضهم، مثل إصدار وثائق موقتة أو جوزات بديلة لفاقدي أوراق سفرهم أو التي انتهت صلاحيتها، ومن ثم تفويجهم بالتنسيق مع بعثاتهم إلى مقر إقامتهم، ومنه إلى مطار جازان في اتجاه مدينتي الرياض وجدة، وفق التعليمات المنظمة من وزارتي الداخلية والخارجية». وذكر مدير عام جمرك الطوال زياد بن سليمان البلوي، أن رجال الجمارك يعملون على مدار الساعة لصد الممنوعات التي يحاول المهربون تمريرها عبر المنفذ، سواء كانت مخدرات أو اسلحة أو متفجرات، أو المواد المقلدية والمغشوشة. يمنيون فارون من جحيم الحوثي وفي المنفذ التقت «الرياض» المواطن اليمني سليمان طاهر الأهدل القادم من مدينة تعز، الذي شكا سوء الوضع في مدينته، حيث يواصل الحوثيون بمعاونة ميلشيات المخلوع علي صالح قتل المواطنين وهدم المنازل وقطع الطرق، ونصب نقاط تفتيش تمنع المواطنين من محطات الوقود وإماكن التبضع. وشهد عبده علي شميري، الذي قدم من مدينة الحديدة، أن الحوثيين ومعاونيهم أصابهم الرعب من ضربات عاصفة الحزم، وباتوا يخبئون الأسلحة داخل مباني السكان وقتل وتصفية من يحاول منعهم، كاشفاً أنهم قصفوا مصنعاً للألبان بالمدفعية بسبب امتناعه عن دفع مبالغ مالية لهم. ورفعت اليمنيتان ليلى وفاطمة، اللتان وصلتا إلى المنفذ من مدينة عدن، أكف الشكر على سلامة الوصول الى أرض المملكة، مؤكدتين أن احياء عدن تعيش وضعاً مأساويا جراء القصف الحوثي، الذي يستهدف كل شيء حتى المنازل والمساجد، حتى غرقت المدينة في ظلام دامس.
مشاركة :