تحل اليوم الذكرى 67 لـ ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بحكم الملك فاروق والأسرة العلوية في مصر، بعد أن قاد تنظيم الضباط الأحرار بقيادة اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبد الناصر، ونجحوا في السيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وإذاعة البيان الأول" للثورة " بصوت الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش.وكان من بين تنظيم الضباط الأحرار الذي لم يتردد لحظة في الانضمام إلى الثورة الضابط يوسف صديق، الذي منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي قلادة النيل في العام الماضي في ذكرى الثورة، تكريمًا له ولدوره في نجاح الثورة.بدأت علاقة الضابط يوسف صديق بتنظيم الضباط الأحرار عندما تعرف علي النقيب وحيد جودة رمضان إبان حرب فلسطين عام 1948، وبعدها بثلاث سنوات عرض عليه وحيد رمضان الانضمام لتنظيم الضباط الأحرار فلم يتردد لحظة واحدة في الموافقة، وقبل الثورة بأيام زاره جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر في منزله للتنسيق من أجل إتمام ثورة يوليو.وفي العيد العاشر لثورة يوليو، تحدث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن دور يوسف صديق في ثورة يوليو وقصة اعتقاله بواسطة قوات الثورة وسعادته لرؤية يوسف صديق الذي فك أسره على الفور، وكذلك أكد دوره الريادي في تنفيذ الثورة كل من اللواء محمد نجيب وعبد اللطيف البغدادي وجمال حماد وحمدي لطفي في مذكراتهم التي جاءت مطابقة لمذكرات يوسف صديق.أنقذ ثورة يوليو في كتابه قصة ثورة يوليو يروي أحمد حمروش أن اللجنة القيادية للثورة اجتمعت وقررت أن تكون ليلة 22 أو 23 يوليو 1952 هي ليلة التحرك وأعطيت الخطة اسمًا كوديًا " نصر"، وتحددت ساعة الصفر في الثانية عشرة مساءً، إلا أن جمال عبد الناصر عاد وعدل هذا الموعد إلى الواحدة صباحًا وأبلغ جميع ضباط الحركة عدا يوسف صديق لكون معسكره في الهايكستيب بعيد جدًا عن مدى تحركه ذلك اليوم فآثر انتظاره بالطريق العام ليقوم برده إلى الثكنات وكان لهذا الخطأ البسيط على العكس أعظم الأثر في نجاح الثورة. وتم إبلاغ يوسف صديق أن ساعة الصفر هي الثانية عشر منتصف الليل وليست الواحدة صباحًا، وهو الموعد الذي تم التعديل له دون إمكانية تبليغ يوسف بالتعديل، وكان يوسف قائداً ثانيًا للكتيبة مدافع الماكينة ولم يخف الموقف على ضباطه وجنوده، وخطب فيهم قبل التحرك وقال لهم إنهم مقدمون هذه الليلة على عمل من أجل الأعمال في التاريخ المصري وسيظلون يفتخرون بما سيقومون به تلك الليلة هم وأبناؤهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم. اعتقال قائد الفرقةتحركت قوة يوسف صديق من معسكر الهايكستب دون أن تدري ما يدبر في مركز القيادة، وكان يوسف صديق راكبًا عربة جيب في مقدمة طابور عربات الكتيبة المليء بالجنود، وما أن خرجت القوة من المعسكر حتى فوجئت باللواء عبد الرحمن مكي قائد الفرقة يقترب من المعسكر فاعتقلته القوة بأوامر من يوسف صديق، وتم اقتياده بصحبة طابور القوة بسيارته التي يرفرف عليها علم القيادة محصورا بين عربة الجيب التي يركب بها يوسف في المقدمة والطابور، وعند اقتراب القوة من مصر الجديدة صادفت أيضًا الأميرالاي عبد الرؤوف عابدين قائد ثاني الفرقة الذي كان يسرع بدوره للسيطرة علي معسكر هايكستب، فأمر يوسف صديق أيضا باعتقاله وأركبه إلى جانب اللواء المعتقل من قبل بنفس سيارة اللواء وساروا مع القوة والمدافع موجهة عليهما من العربات الأخرى.ولم يكن أحد يعلم على وجه اليقين ما يتم فـي رئاسة الجيش، حيث كان خبر الثورة قد تسرب إلى الملك فاروق الذي أبلغ الأمر للقيادة لاتخاذ إجراء مضاد على وجه السرعة، وكانت قيادة الجيش التابعة للملك مجتمعة في ساعته وتاريخه تمهيدًا لسحق الثورة أو الانقلاب بقيادة الفريق حسين فريد قائد الجيش قبل الثورة.وأصر يوسف صديق على مواصلة طريقه لاحتلال مركز قيادة الجيش، وفي الطريق لمركز القيادة أعد يوسف خطة بسيطة تقضي بمهاجمة مبنى قيادة الجيش، وبالفعل وصل يوسف إلى المبنى وقام وجنوده باقتحام مبنى القيادة بعد معركة قصيرة مع الحرس سقط خلالها اثنان من جنود الثورة واثنان من قوات الحرس ثم استسلم بقية الحرس فدخل يوسف مع جنوده مبنى القيادة وفتشوا الدور الأرضي وكان خاليًا.وعندما أراد الصعود إلى الطابق الأعلى اعترض طريقهم شاويش حذره يوسف لكنه أصر على موقفه فأطلق عليه طلقة أصابته في قدمه، وعندما حاول فتح غرفة القادة وجد خلف بابها مقاومة فأطلق جنوده الرصاص علي الباب ثم اقتحموا الغرفة، وهناك كان يقف الفريق حسين فريد قائد الجيش، والأميرالاي حمدي هيبة وضباطًا آخرين أحدهم برتبة عقيد وآخر غير معروف رافعين منديلاً أبيضاً، فتم القبض عليهم حيث سلمهم لليوزباشي عبد المجيد شديد ليذهب بهم إلى معسكر الاعتقال المعد حسب الخطة في مبنى الكلية الحربية.ويعتبر يوسف صديق هو البطل الذي أنقذ ثورة يوليو من الانتكاسة في اللحظة الأخيرة وهو الذي نفذ خطة الاستيلاء على قيادة الجيش ومن ثم السلطة بأسرها في مصر في ذلك التاريخ في الساعة الثانية عشر ليلة يوم 23 يوليو.
مشاركة :