على الرغم من المناطق الوعرة والطرق الشاقة التي يسير عليها رجال حرس الحدود إلا أن ذلك لم يكن يومًا عائقًا في أداء واجبهم الوطني وحماية حدوده. فمن أعالي الجبال ووسط الوديان وعلى أطراف الصحراء يتمركزون في كل جانب تسبقهم العزيمة ويدفعهم فقط حب الوطن. وبالأمس القريب عايشنا معهم الموقف لساعات يؤكدون أنهم يستمتعون بأداء عملهم في سبيل الوطن، وهو ما انعكس جليًا بشكل إيجابي لدرجة أن غالبية الطرق هم من يقومون بشقها للوصول إلى القمة التي تحكم السيطرة على حدود الوطن، يتسابقون في حديثهم عنه، ويتمنون الشهادة من أجله. أربع ساعات قضيتها بينهم كانت بمثابة الشاهد الحي لرجال نذروا أنفسهم من أجل الوطن وترابه، كانت شاهدًا على تناغم كبير في سبيل الوطن بين هؤلاء الرجال ورجال القوات البرية. تجمعوا على حدود الوطن لهدف واحد وغاية واحدة تحت أمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -يحفظهم الله تعالى-، شمروا عن ساعدهم حينما ناداهم الوطن، انحدروا من علو تلك الجبال لتأمين الحدود، أعينهم لا تهنأ بنوم والوطن يئن لمصاب أصابه، فأقسموا أن حدود الوطن سوف تصبح مقبرة لكل باغٍ، كل واحد منهم يقف بجوار سلاحه متحصنًا، يراقب عن كثب. عيونهم في تلك اللحظات لا ترى سوى حدود الوطن، حتى وأنا أطرح عليهم بعض الأسئلة كانوا يتحدثون لي وعيونهم لا تنظر لي في غالب الأحيان، وإنما تراقب حدود الوطن، فهم يرون أن وقتهم ملك لهذا الكيان فمن غيره يستحق التضحية بكل شيء. رأيت روحًا عالية في أجسادهم وطمأنة انعكست على ملامح وجوههم المشرقة، يفيض تعاملهم ضباطًا وأفرادًا حبًا ووقارًا واحترامًا، فهم يؤكدون أن للجميع هدفًا واحدًا ولا مجال لغير ذلك. هادي القحطاني أحد حماة الوطن يقف على الخط الأول بكل عزيمة قائلًا، لن يهدا لنا بال حتى نقضي على هؤلاء الشرذمة التي عاثت في أرض اليمن فسادًا وسولت لها النفس بالمساس بحدود وطني الغالي، فنحن لهم بالمرصاد على كل شبر من حدودنا الجنوبية، ويشاركه الجندي القول بأن الجميع هنا لخدمة الوطن والذود عن حدوده الأبية والعصية على الحوثيين وغيرهم. لقد شكل حرس الحدود أهمية كبيرة وبالغة في إحباط المهربات والمتسللين والمخربين على امتداد الشريط الحدودي لهذا الوطن سواء عبر الجبال أو في الصحراء أو حتى في التضاريس القاسية أو في البحر، وهو الأمر الذي جعل هذا القطاع أو الجهاز من أهم القطاعات. وهو ما تأكد لنا خلال وقوفنا معهم في منتصف الأسبوع الجاري، الذي كان حافلًا بجنود الوطن على كل ثغر على الحدود، فهم بمثابة صمام الأمان لكل مواطن ومقيم وحماية لحدود وأمن وطننا الذي يقفون دونه، وجميع رجال هذا الوطن الأشاوس. المزيد من الصور :
مشاركة :