إطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ منتصف يوليو 2020

  • 7/24/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» أكّد كلٌ من «وكالة الإمارات للفضاء»، و«مركز محمد بن راشد للفضاء»، أن «مسبار الأمل»، محور مشروع دولة الإمارات؛ لاستكشاف المريخ، سينطلق بعد أقل من عام في منتصف شهر يوليو/تموز 2020، ليصل مدار الكوكب الأحمر خلال الربع الأول من عام 2021؛ تزامناً مع عام اليوبيل الذهبي للدولة. وأوضح الجانبان في بيان مشترك أن «نافذة الإطلاق» الزمنية لأول مشروع عربي من نوعه لاستكشاف كوكب آخر، ستكون مفتوحة ابتداء من النصف الثاني من شهر يوليو/تموز 2020. وتعرف «نافذة الإطلاق»، بالفترة التي يتوجب أن ينطلق خلالها المسبار نحو المريخ في أفضل توقيت ملائم لذلك، حين يكون كوكبا الأرض والمريخ في أقصى نقطة تقارب لهما خلال دورانهما حول الشمس، وفي خط مستقيم معها، الأمر الذي يحدث مرة واحدة فقط كل عامين؛ حيث سينطلق المسبار من الأرض في مدار إهليجي؛ ليلتقي هذا المسار في النهاية مع مدار المريخ.سيتمّ إطلاق «مسبار الأمل»، من «مركز تانيغاشيما» الفضائي في جزيرة جنوبية في اليابان؛ حيث سيوضع في مقدمة صاروخ حامل مشابه للصواريخ المستخدمة في إطلاق الأقمار الصناعية، وسيستغرق وصوله إلى المريخ مدةً تتراوح ما بين سبعة إلى تسعة شهور.ويحتاج المسبار الفضائي خلال رحلته إلى تغيير موضعه من وقت لآخر؛ وذلك من أجل توجيه ألواحه الشمسية باتجاه الشمس؛ بهدف إعادة شحن بطارياته، ومن ثم إعادة توجيه لاقط الموجة الخاص به باتجاه كوكب الأرض؛ بهدف المحافظة على الاتصال مع مركز العمليات والمراقبة.ويهدف هذا المشروع الفريد إلى جمع معلومات حول طبقات الغلاف الجوي للمريخ ودراسته؛ لمعرفة أسباب فقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين؛ حيث إنهما يعدان يشكلان المكونين الأساسيين للماء، من الطبقة العليا للغلاف الجوي لكوكب المريخ. ولأول مرة ستزوّد مهمة فضائية المجتمع العلمي الدولي بصورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر. ومن المتوقع، أن يرسل «مسبار الأمل»، أكثر من 1000 جيجا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ. «الأمل» إنجاز تاريخي يقترب من التحقيقوقال الدكتور أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «نقترب اليوم من تحقيق إنجاز عربي وإسلامي تاريخي في مجال الاستكشاف الفضائي مع وصول الاستعدادات لإطلاق «مسبار الأمل» إلى مراحلها الأخيرة، وهي الاستعدادات التي تجري بدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة وبأيدي «أبناء زايد» الذين يسعون لرفع اسم الإمارات عالياً بين النجوم؛ من خلال هذا المشروع الطموح الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة؛ لاستكشاف الكواكب الأخرى». وأضاف: «سيكون «مسبار الأمل» محطة فارقة في مسيرة الإنجازات الإماراتية، التي انطلقت منذ يوم تأسيس الاتحاد، وهو تأكيد للعالم أجمع بأن دولة الإمارات دخلت السباق العالمي؛ لاستكشاف الفضاء، وأنها مُصممة على حجز مكانة ريادية فيه بين الدول المتقدمة في هذا المجال الصعب والمُعقد». ومن جانبه، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة «مركز محمد بن راشد للفضاء»: «بدأت الاستعدادات الأخيرة؛ لإرسال «مسبار الأمل» إلى مداره حول كوكب المريخ؛ حيث بات الآن يفصلنا أقل من عام عن إنجاز تاريخي جديد، يضاف إلى سجل الإمارات الحافل».وأشار إلى أن المسبار رحلة بدأت بفكرة وأمل، وانتهت بواقع يشارك في صنعه علماء ومهندسون إماراتيون؛ لبناء وتعزيز رصيد الإمارات من المعارف الخاصة بقطاع الفضاء.من جانبه، قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «يؤكد نجاح عمليات التطوير التي يشهدها «مسبار الأمل» حتى المراحل الأخيرة وفق الجدول الزمني المعتمد، تميز البنية التحتية الفضائية الوطنية».وقال يوسف حمد الشيباني، مدير عام «مركز محمد بن راشد للفضاء»، إن «الإنجازات التي حققها فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، والذي يعمل على تطوير مشروع «مسبار الأمل»، بمختلف مراحله من التصميم إلى التجميع والاختبارات، ستكون عنواناً للفخر في تاريخ الإمارات الحديث».ويشهد «مسبار الأمل» إجراء خمسة اختبارات بيئية بدأت في يونيو/حزيران الماضي، وتستمر حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري؛ وذلك لضمان جاهزيته قبل موعد الإطلاق في يوليو/تموز 2020.وتشمل الاختبارات البيئية الخمس، التي ستجرى على «مسبار الأمل»: اختبار الاهتزاز (Vibration test )، واختبار التداخل والتوافق الكهرومغناطيسي (EMI: electro-magnetic interference and compatibility test )، والاختبار الحراري (Thermal test: on extreme temperature )، واختبار الفراغ (Vacuum test )، واختبار الصدمة (Shock test ).ويهدف اختبار التداخل والتوافق الكهرومغناطيسي، إلى التأكد من عدم وجود أي تأثير في إنشاء ونقل واستقبال الطاقة الكھرومغناطیسیة، وعدم تشكيلها أي تداخل مغناطیسي، كما سيتم التأكد من عدم وجود أي تشويش على الإشارات عند استخدام ترددات الرادیو، التي قد تؤدي إلى انخفاض أو خلل في أداء المعدات الكهربائية والإلكترونية.فيما يهدف الاختبار الحراري، إلى التأكد من أن جميع أجهزة المسبار ستعمل إلكترونياً في الفضاء، وتتحمل التغيرات في درجات الحرارة القصوى التي ستواجهها في مهمتها؛ حيث سيتعرض المسبار خلال الاختبار إلى مجموعة واسعة من درجات الحرارة الساخنة والباردة، التي تمتد من درجة حرارة سالب 148 درجة مئوية إلى درجة حرارة 102 درجة مئوية؛ للتأكد من تحمل المسبار لمختلف الظروف في الفضاء الخارجي.ومن ضمن الاختبارات البيئية، سيخضع «مسبار الأمل»، لاختبارات تأثير صدمات الانفصال والاهتزازات على المسبار، إضافة إلى اختبار الفراغ، الذي يهدف إلى التأكد من أن أجهزته ستعمل إلكترونياً في فراغ الفضاء.ويُزود «مسبار الأمل»، بمجموعة من الأجهزة العلمية، تشمل كاميرا الاستكشاف Emirates exploration Imager (EXI)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية EMUS، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS.وبحسب «مركز محمد بن راشد للفضاء»، فإن جميع هذه الأجهزة تعمل بكفاءة عالية في مختلف الظروف البيئية المحيطة.وتعد مهمة «مسبار الأمل»، الوحيدة التي توفر صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم خلال الفصول المختلفة على الكوكب؛ حيث تم تحديد الأهداف العلمية للمسبار مع المجتمع العلمي العالمي والمهمات الأخرى؛ وذلك لتوفير معلومات جديدة تضيف لما هو موجود؛ لكشف أسرار الكوكب الأحمر (المريخ).وسيعمل الفريق العلمي الخاص ب«مسبار الأمل»، والذي يضم 10 كفاءات إماراتية ضمن فريق عالمي يضم أعضاء من مختلف دول العالم، بشكل متواصل على أبحاث مستمرة من شأنها الإجابة عن أسئلة حول الكوكب الأحمر ونقل المعرفة بين الإمارات والعالم، وسيقوم المسبار بجمع أكثر من 1000 جيجا بايت من البيانات الجديدة عن الكوكب.ونحت 26 مهمة فقط في الوصول إلى الكوكب الأحمر من الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان وغيرها، وتنضم دولة الإمارات في يوليو/تموز 2020 إلى هذه الدول؛ لتكون من بين 9 دول فقط بالعالم تساهم في استكشاف المريخ.ويتولى «مركز محمد بن راشد للفضاء»، عملية التنفيذ والإشراف على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ومبادراته العلمية والتعليمية والتوعوية المختلفة. كذلك يشرف المركز على مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال المسبار للفضاء في عام 2020، وتقوم وكالة الإمارات للفضاء بالتمويل والإشراف العام على المشروع، ومن المخطط أن تستغرق الرحلة نحو 7 إلى 9 شهور؛ ليدخل المسبار مداره حول الكوكب الأحمر في عام 2021، والذي يتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي ال50 لتأسيسها. إرسال بذور النخيل إلى الفضاء إنجاز إماراتي أشادت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي، بإعلان وكالة الإمارات للفضاء إرسال عينات بذور النخيل الإماراتي إلى محطة الفضاء الدولية لدراستها وبحث إمكانية زراعتها على سطح كوكب المريخ مستقبلاً.وقالت: «يمثل إرسال بذور النخيل الإماراتي إلى الفضاء، الخطوة العلمية الأولى من نوعها في العالم، إنجازاً فريداً يعزز من دور الإمارات في الدراسات والبحوث المختصة بالأغذية والفضاء، وتأتي مواكبة لرؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى ترسيخ نموذج مبتكر وتحويل الإمارات إلى مختبر عالمي مفتوح لإيجاد حلول فعالة لإنتاج وزراعة الغذاء في مختلف الظروف، ونقل الخبرات والعلوم والتكنولوجيا من أجل استشراف مستقبل مزدهر لكل العالم».وأضافت: «تأتي الخطوة الفريدة في إطار استراتيجية الدولة بمجال الفضاء ومشروع المريخ الذي يهدف لبناء أول مستعمرة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول عام 2117».

مشاركة :