واشنطن - وكالات: أشار موقع لوب لوج الأمريكي إلى وجود دلائل تجبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على إعادة النظر بتحالفه مع ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، وقال الموقع إنه ومنذ بداية الربيع العربي في الفترة ما بين عامي 2010 و2011، وتزايد مطالب التغيير الديمقراطي في العالم العربي، تطوَّرت علاقةٌ خاصة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتخدم العديد من القضايا المشتركة. حيث ساهم البلدان في عودة الاستبداد إلى مصر، من خلال تمويل نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد أن أطاح بالرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي في عام 2013. ويتابع الموقع “بدأ السعوديون والإماراتيون تدخلاً في اليمن يُزعم أنه يهدف لإعادة الرئيس الشرعي، عبدربه منصور هادي، إلى العاصمة صنعاء، ثم فرضوا حصاراً، يبقون عليه إلى الآن، على جارتهم قطر على خلفية اتهامات لها تزعم بالتآمر ضدهم وإضعاف العمل المشترك لمجلس التعاون الخليجي. فضلاً عن تأييدهم، وتمويلهم الآن، للجنرال خليفة حفتر خلال تحديه للإجراءات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا. بالإضافة لزعمهم أنهم هم من يفرضون الوضع الراهن للسياسة العربيّة، في مواجهة الدعوات لإجراء تغييرات سياسية وغير سياسية داخل البلدان العربيّة. غير أن هذا التحالف كما يؤكّد تقرير الموقع يواجه الآن بعض التحديات، إذ قررت الإمارات سحب جزءٍ على الأقل من قواتها العسكرية في اليمن خارج البلاد. ومن ناحية، تُسلِّط الخطوة الإماراتية تلك الضوء على المشكلات الخطيرة في التدخل المستمر هناك، وهو التدخل الذي انتهجته الإمارات والسعودية منذ مارس عام 2015. ومن ناحيةٍ أخرى، تُشير تلك الخطوة إلى اختلافاتٍ حول الكيفية التي ينظر بها كلا البلدين لمساعيهما المشتركة على مدار السنوات الأربع الماضية، وهي المساعي التي اعتبرها البلدان ضروريةً لمنع مجال النفوذ الإيراني المستقبلي في شبه الجزيرة العربية. وفي الثامن من يوليو الماضي، أعلنت الإمارات انتقالها من استراتيجية «القوة العسكرية أولاً» التي تتبعها في اليمن، إلى انتهاج موقفٍ دبلوماسي. فضلاً عن إعادة توزيع وتقليص عدد القوات هناك. ومن الناحية الاستراتيجية، فإن الاستبدال والاستحواذ السعودي على المواقع العسكرية المهمة، يعني أن الانسحاب الإماراتي أشد خطورةً مما أُعلِنَ عنه بالأساس. ويهدد إخلاء الإماراتيين للقواعد العسكرية، الموجودة على شاطئ البحر اليمني، بفتح المنطقة لعمليات التسلل والتخريب، بغض النظر عن تأثير الحصار البحري الحالي الذي فرضته قوات التحالف بقيادة السعودية على الجزء الغربي من البلاد. فهل تعيد المملكة النظر في علاقتها بأبوظبي؟ الأمر باختصار هو أن السعودية ربما تعيد التفكير اليوم في العلاقة التي نشأت بين ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ونظيره محمد بن زايد، باعتباره القوة المؤثرة والداعمة. إذ ستُثار أسئلةٌ صعبة حول هذه العلاقة، وقيمة التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، وقدرة السعودية على التعاون مع أصدقاء الإمارات في جنوب اليمن.
مشاركة :