تأمين حرية الملاحة في مياه الخليج العربي والبحر الأحمر أصبح شاغلاً دوليا، ليس فقط لمواجهة الارهاب الإيراني المباشر، بل هو مهم جدا لمواجهة الأذرع الارهابية الموالية لإيران وغيرها في المنطقة، وإذا كان (الحوثيون) في اليمن لا يخفون ولاءهم السياسي والعسكري لإيران، فإن هناك مليشيات ارهابية متطرفة تمولها قطر موجودة في الصومال. ومؤخرا أوضح تسجيل صوتي كشفت عنه صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية تورط قطر بتفجيرات في مقديشو لصالحها، كما أكدت الصحيفة ان قطر استخدمت متطرفين لتنفيذ هجمات بهدف طرد منافسيها في الصومال. هذا يعني ان المخاطر التي تواجه الملاحة ليست محصورة في الخليج العربي فقط، بل كذلك البحر الأحمر، ومن هذا المنطلق أعلنت القوات المسلحة المصرية يوم الاثنين الماضي انطلاق فعاليات التدريب المشترك (تحية النسر – استجابة النسر 2019) بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية في مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والامارات العربية المتحدة، كما تشارك السعودية بصفة مراقب. ومثلما تشكل إيران عنصرا مهددًا للأمن والاستقرار في مياه الخليج العربي، فإن قطر هي الأخرى تشكل خطرا على الأمن والاستقرار في مياه البحر الأحمر من خلال دعمها المتشددين والمليشيات المسلحة المتطرفة في الصومال واليمن. إذن مصدر الارهاب ليس محصورا في إيران وحدها.. فهناك دلائل تكشف يوميا عن تورط قطر في دعم الارهاب والتنظيمات الارهابية في العالم العربي، وما تورطها بتصدير الاسلحة إلى المليشيات الارهابية في ليبيا الا دليل آخر على الدور القطري الذي لا يقل خطرا عن دور إيران المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة العربية. لكن ما يثير الحيرة والتساؤل هو عدم اتخاذ (الدول الأوروبية) مواقف حازمة ضد الدور القطري الداعم للإرهاب في سوريا وليبيا واليمن والصومال، تماما مثل مواقفها من (المتمردين الحوثيين) في اليمن، الذين تعتبرهم بعض الدول الأوروبية حزبا سياسيا وليس مليشيات مسلحة انقلبت على الشرعية بقوة السلاح والقتل! دور قطر المسكوت عنه في دعم الارهاب لا يقل خطورة عن دور الحوثيين الانقلابيين في اليمن والمسكوت عنهم أيضا!