فتحت السلطات العراقية، اليوم الثلاثاء، مقبرتين جماعيتين في جنوب البلاد، تضمّان جثث مواطنين أكراد تم إعدامهم خلال حقبة صدام حسين. وتضم المقبرة الأولى، التي تقع في منطقة الشيخية في "بادية السماوة" في محافظة المثنى، جثث 70 من النساء والأطفال تم إعدامهم رمياً بالرصاص، حسب ما جاء اليوم الثلاثاء في بيان مقتضب لـ"لجنة شؤون المقابر الجماعية". وقام بفتح المقبرة وإحصاء الجثث موظفون في "دائرة حماية وشؤون المقابر الجماعية" في "مؤسسة الشهداء" العراقية، بدعم من الطب العدلي وبحضور وفد برلماني وأعضاء في الحكومة المحلية في المثنى وعوائل الضحايا. یذكر أن "مؤسسة الشھداء" تتبع مجلس الوزراء العراقي وتعنى برعایة ودعم عائلات القتلى خلال حقبة النظام العراقي السابق إلى جانب ضحایا الإرھاب. وكانت "مؤسسة الشهداء" أعلنت في أبريل/نيسان الماضي، العثور على مقبرة جماعية كبيرة تعود لبداية الثمانينيات في السماوة. وقال مدير الطب العدلي الطبيب زيد اليوسف: "بدأنا اليوم فتح مقبرة جماعية في منطقة تل الشيخية الواقعة جنوب السماوة (300 كلم جنوب بغداد) وهي تعود لضحايا أكراد". وأوضح أن "المقبرة تضم رفاة أكثر من 70 شخصاً وغالبيتهم من النساء والأطفال الذين تراوح أعمارهم من رضيع إلى 10 سنوات، أعدموا في العام 1988 من خلال الأدلة المتوفرة". وأضاف اليوسف أنه "تبين أن النساء معصوبات العيون وهناك طلقات نارية بالرأس، إضافة إلى طلقات عشوائية في مناطق متفرقة من الأجساد". وأظهرت عمليات الحفر الأولية الطبقة الأولى من المقبرة، لكن قد تكون هناك طبقة ثانية والعمل جار لمعرفة العدد النهائي، وفق اليوسف. وأعدم الرئيس السابق صدام حسين، الذي أطيح بنظامه في العام 2003 بعيد غزو أميركي للبلاد، قبل أن يمثل أمام المحكمة بتهمة "إبادة" ما يقارب من 180 ألف كردي في إطار عمليات "الأنفال" التي شنها بين عامي 1987 و1988. وتقع المقبرة في بادية السماوة بجنوب العراق، والتي كانت تضم سجن "نقرة سلمان"، حيث كان يخفي فيه النظام السابق معارضيه السياسيين. وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1.3 مليون شخص. وعثرت أجھزة الأمن العراقیة في وقت سابق على العدید من المقابر الجماعیة في صحراء السماوة التي كان یعدم بھا نظام صدام ضحایاه ویدفنھم فیھا. يذكر أن السلطات العراقية بدأت مؤخراً بفتح المقابر الجماعية، بعدما توقفت خلال فترة محاربة داعش.
مشاركة :