انتهى الطب الشرعي المصري من كتابة تقريره بشأن تشريح جثمان زكي مبارك، القتيل الفلسطيني بتركيا، والذي زعمت السلطات هناك انتحاره شنقاً في سجن سيليفري بإسطنبول. وكشف زكريا مبارك شقيق القتيل الفلسطيني لـ"العربية.نت" أن الطب الشرعي المصري انتهى من إعداد تقرير إعادة تشريح جثمان شقيقه، وسيتسلم محامي العائلة التقرير، السبت المقبل، مؤكدا أنه فور تسلم التقرير، سيتم إرفاقه مع صور الجثمان البالغ عددها 200 صورة، وتقرير الطب الشرعي التركي الذي أكد أن وفاة زكي مبارك كانت بسبب إصابته بجروح وليس بسبب انتحاره شنقا كما زعمت السلطات التركية، وتقديم كل التقارير مجتمعة للمحاكم الدولية. وفي السياق كشف شريف غنيم، محامي العائلة، لـ"العربية.نت"، أن نيابة حوادث القاهرة تسلمت تقرير الطب الشرعي، وتقوم بتفريغ محتوياته حاليا في محضر رسمي، على أن تقوم بإرسال المحضر إلى السلطة الفلسطينية في رام الله، مضيفا أنه في الوضع الطبيعي تقوم النيابة العامة بتسليم التقرير للمحكمة استنادا إلى قرار الإحالة، لكن في حالة زكي مبارك لا توجد دعوى قضائية مرفوعة في مصر، لذا ستسلم مصر التقرير إلى السلطة الفلسطينية باعتبارها صاحبة الاختصاص، على أن تحصل العائلة على صورة منه. وقال محامي العائلة إن التقرير سيدعم الدعوى القضائية التي تعتزم العائلة رفعها ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والسلطات التركية، ويؤكد تورطها في قتل زكي مبارك جراء التعذيب. يذكر أن جثة القتيل الفلسطيني وصلت مستشفى فلسطين بالقاهرة في مايو/أيار الماضي قادمة من تركيا وبها آثار تعذيب وخياطة طبية في كافة أنحاء الجسد، ومنزوعة الأعضاء مثل القلب والكبد واللسان والبلعوم أيضاً. وكشفت صور الجثمان تعرض القتيل لحروق شديدة، وكسور بالعظام والجمجمة، وآثار صعق بالكهرباء، وضرب بالهراوات والعصي الحديدية. وتقدمت أسرة القتيل الفلسطيني ببلاغ للنائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، تطلب فيه رسمياً إعادة تشريح الجثمان، وتقديم تقرير طبي بحالته، وإثبات العلامات الواردة به، والتي تؤكد تعذيبه وقتله جراء التعذيب، وتدحض رواية السلطات التركية بانتحاره، وهو ما حدث حيث وافق النائب العام على إعادة تشريح الجثمان. وعقب انتهاء عملية إعادة التشريح تم نقل الجثمان إلى قطاع غزة ودفنه في مقابر العائلة في دير البلح. واختطفت السلطات التركية زكي مبارك في أبريل/نيسان الماضي، قبل أن تخرج بعد أسبوعين لتعلن احتجازه في سجن سيليفري بتهمة التجسس، ثم عادت بعد أيام وأعلنت انتحاره شنقا في زنزانته.