د.حماد عبدالله يكتب: ذكريات عن قصة !!

  • 7/24/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

رحم الله نجيب محفوظ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته هكذا أبدأ مقالى بالدعاء لكاتبنا الكبير وشيخ كتاب مصر المعاصرين وإبن الجمالية والدرب الأحمر والمغربلين ، والداودية ، والحبانية ، وقصر الشوق ، وبين القصرين والسكرية ، وسوق الظلط والحسين والغورية ، وخان الخليلى وتحت الربع واليكنية وسوق السلاح والفرقانى وشارع محمد على وحارة العوالم والباطنية وبيت القاضى .هذه هى أحياء وحارات شوارع القاهرة الفاطمية القديمة حيث تبدأ من القلعة (صلاح الدين ) مقر الحكومة فى عهد "محمد على باشا" وحتى مجىء "الخديوى إسماعيل" فإنتقلت الحكومة من القلعة إلى منطقة لاظوغلى والقصر العينى وشارع مجلس الشعب والمبتديان ..أما القاهرة القديمة فكانت شارع طويل يبدأ من القلعة حتى باب الوزير جامعاً لتلك المناطق التى ذكرتها فى مقدمة مقالى حيث ولد وعاش أكابر مصر من الكتاب والأدباء والفنانين والساسة والتجار وأساتذة الجامعات وأساتذة وشيوخ الأزهر العظماء فى هذه المناطق المعبأة بعبق التاريخ "ولدت" قصة الكاتب الكبير "حديث الصباح والمساء" لكى تسجل الحياة الإجتماعية  فى تلك المناطق بصدق وتنقل المشاعر الفياضة والإرتباط الأسرى بين العائلة الواحدة وتشابكها مع العائلات الأخرى ولعل المخرج العظيم "أحمد صقر" وكاتب السيناريو الكبير العظيم المرحوم "محسن زايد" وكذلك إبطال المسلسل بداية من النجمة "ليلى علوى" التى تفوقت على نفسها وقدمت ما لم تقدمه فى حياتها الفنية مثل هذا الدور المصرى الأصيل مع زوجها الإسكافى "المحترم أحمد خليل"ولعل هذا المسلسل قد قدمت فيه "دلال عبد العزيز" مع "عبلة كامل" (دويتو) مصرى لن يتكرر لأن الحياه فى هذه المنطقة لن تتكرر ولعل المرحوم "محمود الجندى" والمرحوم "وإبراهيم يسرى "وسلوى خطاب (أم عامر) كما لايمكن أن ننسى دور (داوود باشا) خالد النبوى ، عملاق فى دور قصيرإلا أنه قد أضاف إلى المسلسل (غموض) الحياة فى القاهرة الفاطمية وكيفية النشأة والتواصل من خارج الحى كما أن الصوت الشجى الذى قدم القرأن الكريم (تلاوة) والغناء القديم شدواً الفنان المرحوم (سيد شفيق) كل الأبطال قدامى وحداثى قد إختلطوا فى عمل فنى محترم ومع بقية أبطال هذا المسلسل قد وضعوا بمشاعرهم وأحاسيسهم  دراما إنسانية حقيقية فأنا أشهد كأحد أبناء هذا الحى ( المغربلين ) ومازالت بقايا من أسرتى تقيم فيه  أشهد بأن ( العفاريت ) كانوا جزء من حياتنا ونحن أطفال – كنا ننام حينما نهدد من(جدتنا ) بأن هناك عفريت سوف يأتى ليطفىء ( اللمبة الجاز ) ويتعامل مع الغير نائمين وعليه كانت أحلامنا تدور حول العفاريت وشكلهم وفى "كتاب المحمودية"  بحارة "الحبانية" كنا نجتمع أطفال المدرسة فى ( الفسحة ) لكى نقص على بعضنا أحلامنا ومارأيناه فى قصص فتحت إدراكنا على الحياة وكنا مع تقدم عمرنا نساهم فى المظاهرات "الوفدية"  "ومصر الفتاة" وغيرها من مظاهرات نخرج على أصدائها لنشارك الكبار الخارجين من مدارس "الخديوية" "والداودية" الإعدادية  وكذلك مدرسة "السنية الثانوية للبنات" هكذا كانت القاهرة الفاطمية وهكذا جائت ريشة الكاتب الكبير نجيب محفوظ لكى ترسم هذه اللوحة حديث الصباح والمساء ولكى تنقل لنا كيف ستكون الأخرة " الجنة " التى يتقابل فيها كل المنتقلين من الحياة الدنيا إلى الحياة الأخرة الجنة من وجهة نظر كاتبنا الكبير  خضرة وأنهار جارية وطيور سابحة فى السماء وأهل الأرض بملابسهم البيضاء فى سلام تام كالملائكة وسكون وهدوء والكل مع من يحب ويعشق فى الحياة  هكذا تصور نجيب محفوظ الجنة وهكذا نقل لنا فى كل فصل أو فى كل أمسية مع المخرج أحمد صقر صورة درامية تبدأ بالزواج ثم الولادة ثم الوفاة (الإنتقال) هكذا سنة الحياة تواصل أجيال وإنتقال وتأكيد على أن الحياة  رحلة قصيرة والأخيرة هى أصل الحياة اللهم إجعل أخرتنا خير من دنيانا "اللهم إئتنا فى الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة وقنا عذاب النار "صدق الله العظيم"".[email protected]

مشاركة :