ساهمت المشاركة الأولى للمديرية العامة للسجون في مهرجان الورد والفاكهة ١٤٤٠هـ، في تغيير الصورة النمطية السائدة في أذهان البعض عن السجون وقسوة الحياة خلف القضبان في زنزانات موحشة. وما إن يدلف الزائر إلى المعرض المقام بمنتزه الأمير فهد بن سلطان بمدينة تبوك؛ حتى تستوقفه الدهشة والإعجاب بالأعمال الحرفية والمجسمات التراثية واللوحات التشكيلية المتناهية في الدقة والجمال والإبداع، من أعمال النزلاء والنزيلات، والتي تنم عن مواهب متقدمة وطاقات حقيقية ما كان لها أن تظهر وتتبلور بهذه الصورة إلا وسط بيئة داعمة وإيجابية وفصول تعليمية، وتدريب عملي وفّرت للنزلاء من الجنسين كل ما يمنحهم الراحة النفسية والصفاء الذهني، وهما أساس أي عمل إبداعي. ويؤكد المعرض بما احتواه، على نجاح برامج الرعاية النفسية والاجتماعية الممنهجة التي تقدم للنزلاء والنزيلات، التي تعمل بها الإدارة العامة للسجون. واستمع زوار المعرض لشرح وافٍ عن خدمة "فرجت" وهي خدمة تقدم عبر منصة "أبشر" لتلقي طلبات السداد عن السجناء المعسرين؛ وذلك من خلال التبرعات المباشرة لسداد ديونهم. وتأتي مبادرة "فرُجت" ضمن المبادرات التي تهدف وزارة الداخلية من خلالها إلى إشراك المجتمع في مد يد العون للموقوفين في قضايا مالية، وإتاحة ذلك عبر منصة "أبشر" الإلكترونية. ويشاهد الزوار -للمرة الأولى- الهوية الجديدة للمديرية العامة للسجون، والتي اشتملت على تغيير الزي والشعار، والتي دشنها مؤخرًا وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- في حين شاهد الزوار عرضًا مرئيًّا عبر شاشة التلفاز لفديوهات حديثة تسلط الضوء على الخدمات المقدمة للنزلاء والنزيلات في المؤسسة الإصلاحية والتي تقدم الرعاية الشاملة من إصلاح وتأهيل. وتفاعل كثير من الزوار مع العرض المرئي لبرنامج ثقة، الذي يحقق التحول الإيجابي في سلوك المستفيدين حتى يعود إلى مجتمعه عنصر مؤثر وفعال يحمل روح الانتماء للوطن ويستهدف برنامج ثقة النزلاء والنزيلات المتبقي من محكومياتهم سنة فأقل، واستمع الزوار أيضًا إلى شرح مفصل عن خدمة "إشراقة". وكشفت مشاركة المديرية العامة بالسجون بتبوك، عن أن هناك خطة لإنشاء مركز الأعمال في سجون منطقة تبوك وهو مركز خاص لمساعدة النزلاء الموقوفين في قضايا الحقوق المالية؛ بحيث يمكّنهم من متابعة أعمالهم، ويعينهم على الوصول إلى تسويات مع دائنيهم من خلال مركز تم تهيئته بكل الخدمات من هاتف الجوال وكمبيوتر وطابعات ووسائل وإنترنت، وهم في مبنى مستقل عن بقية القضايا الجنائية الأخرى.
مشاركة :