أحيا اللبنانيون أمس، ذكرى مرور 40 عامًا على اندلاع الحرب الأهلية، بدعوات لتجنب الحرب، إذ أكد رئيس الحكومة الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري «إننا لن نسمح أبدا أن تعود» الحرب، لافتا إلى أن «لبنان لم يخرج من الحرب الأهلية ليدخل آتون الحروب العربية»، ومشيرا إلى «إننا لا يمكن أن نحمي لبنان إذا لم نقفل الأبواب في وجه الحرائق المحيطة ونتوقف عن الذهاب إليها بأنفسنا». وتوجه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى نجله تيمور جنبلاط والشباب اللبناني بالقول: «وصيتي لكم: إياكم والعنف والجهل». وأسفرت الحرب اللبنانية التي امتدت 15 عامًا (1975 – 1990) عن مقتل أكثر من 150 ألف لبناني وبات 15 ألف لبناني آخرون في عداد المفقودين لا تزال عائلاتهم لا تعرف عنهم حتى ما إذا كانوا على قيد الحياة. وأكد مقرر لجنة حقوق الإنسان في البرلمان اللبناني النائب غسان مخيبر «التزام الاستمرار في العمل على حل قضية المفقودين وضحايا الاختفاء القسري عبر تنفيذ خطة وطنية فعالة في هذا السبيل، ولا سيما إنشاء هيئة وطنية مستقلة وفاعلة لتأمين حق ذوي الضحايا بمعرفة مصائرهم واستعادتهم أحياء أو استعادة رفاتهم». ودعا مخيبر إلى «وضع مناسبة ذكرى مرور 40 عاما على اندلاع الحروب القاتلة والمدمرة في لبنان تحت عنوان (تنذكر تما تنعاد)، والعمل على توثيق مآسي هذه الحروب ونقلها إلى الأجيال التي لم تشهدها بجميع الوسائل المتاحة، لكي يتعظ اللبنانيون جميعهم ولا يكرروا أخطاء الماضي المدمرة، واعتماد تاريخ 13 أبريل (نيسان) من كل سنة يوما وطنيا لضحايا هذه الحروب ولا سيما المفقودين وحل قضية هؤلاء حلا نهائيا، والعمل على الوقاية من أي نزاعات في المستقبل عبر بناء الدولة المدنية الفاعلة الديمقراطية». وقال: «من دروس هذه الحروب أن النزاعات المسلحة ليست وسيلة لتحقيق أي شيء إيجابي، وأن على اللبنانيين إيجاد حلول عبر مؤسساتهم الديمقراطية الذاتية لا أن يرتهن أي منهم للخارج أو يتكل عليه، لأن مصالح الأقوياء تطغى دائما على المصالح اللبنانية وإن تقاطعت معها لبرهة»، مطالبًا اللبنانيين «بعدم ارتهان أي منهم لزعماء طوائفهم ارتهانا أعمى أو مصلحيا، بل أن يحافظوا على الرأي الحر والمقاربة النقدية لكل موقف واستقاء المعلومات الصحيحة». بدوره، قال وزير العدل اللواء أشرف ريفي إن «13 أبريل ذكرى مشؤومة ويجب أن تكون عبرة لجميع اللبنانيين كي يحافظوا على دولتهم ووطنهم ويرفضوا العنف والموت». وأدت مواجهات بين ميليشيات مسيحية لبنانية وفصائل فلسطينية إلى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975. وفي العام التالي دخلت قوات سوريا لبنان وظلت فيه حتى عام 2005. ثم غزت قوات إسرائيلية لبنان في عام 1978، وعادت مجددا في سنة 1982 واحتلت غرب بيروت الذي خاضت فيه ميليشيات مسيحية متحالفة مع إسرائيل على مدى 3 أيام حملة مروعة لقتل الفلسطينيين في مخيمي صابرا وشاتيلا للاجئين. وتراجعت القوات الإسرائيلية بعد ذلك إلى منطقة عازلة في جنوب لبنان ظلت تحتلها حتى عام 2000.
مشاركة :