ألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى استعداد طهران لتبادل الناقلات مع لندن، وإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامج بلاده النووي. وبعد 5 أيام على احتجاز «الحرس الثوري» الإيراني ناقلة نفط بريطانية بالخليج، رداً على تمديد سلطات جبل طارق توقيف ناقلة إيرانية، قال روحاني، في تصريحات على هامش اجتماع الحكومة في طهران أمس: «لا نريد استمرار التوتر مع بعض البلدان الأوروبية». وفي إشارة واضحة إلى بريطانيا، أضاف أنه «إذا التزمت هذه البلدان بالأطر الدولية، وتخلت عن إجراءاتها الخاطئة بما فيها ما ارتكبته في جبل طارق، فستشهدون رداً مناسباً من جانب إيران»، مؤكداً أن بلاده مستعدة لمحادثات في حال «وجود هدنة» في العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على الجمهورية الإسلامية. وأوضح روحاني: «بهذا الخصوص تعمل بعض الدول كوسطاء، رغم أنها تقول إنها ليست وسيطة وتعبر عن آرائها فقط»، لافتاً إلى «بعض المراسلات من الجانبين حول هذه المسألة، ونحن نواصل ذلك»، في إشارة على ما يبدو إلى جهود اليابان وفرنسا. وأعلنت وزارة الخارجية السويدية، أمس، للمرة الأولى، أنها تجري اتصالات مع بريطانيا وإيران وأطراف أخرى بشأن الناقلة المحتجزة في بندر عباس. إلى ذلك، أبلغ مصدر في مكتب رئاسة الجمهورية في إيران، «الجريدة»، بأن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، جدّد خلال زيارته لطهران، الأحد الماضي، اقتراحه بأن تستضيف بغداد قمة تضم إيران والسعودية ودول الخليج العربية للحد من التوتر في المنطقة. وفي العراق، قالت مصادر مقربة من تحالف «الإصلاح والبناء»، الذي يضم الكتل النيابية المعتدلة في البرلمان، إن عبدالمهدي زار طهران بطلب عاجل من هذا الائتلاف الحزبي الداعم له، بعد دخول العراق مرحلة خطيرة جداً في ظل التوتر بالخليج. وأفادت المصادر بأن التحالف المقرب من مرجعية النجف الدينية، حث رئيس الحكومة على إبلاغ طهران أن العراق متمسك بالبقاء بعيداً عن أي تصعيد مع واشنطن ودول الخليج العربية، مضيفة أن عبدالمهدي قريب من هذا التوجه، وهو منزعج جداً من وثائق تثبت وجود تحركات إيرانية تحاول استخدام معسكرات «الحشد الشعبي» لتهديد المصالح الأجنبية في العراق. وأكدت أن طلبات عديدة وردت من حكومات أوروبية إلى بغداد، بضرورة إقناع إيران بتجنيب منطقة مضيق هرمز الاستراتيجية المزيد من التصعيد، وفتح باب للحوار بشأن الملفات العالقة، وهي أمور تلقى تفهماً جيداً من الأوساط السياسية في بغداد، إلى درجة أن كثيراً من قيادات الميليشيات يدفعون في اتجاه الحوار وتجنيب العراق أي مضاعفات. وأوضحت المصادر أن عبدالمهدي حاول أن يضع الرئيس الإيراني في صورة الضغوط السياسية والشعبية التي تتعرض لها بغداد فيما يخص ملف الأزمة الإيرانية، وأن رغبة طهران في مساعدة عراقية يجب أن تستند إلى شرط واضح، وهو جعل العراق خالياً من أي تهديد للغرب والأصدقاء العرب، كي يتمكن من لعب دور الجهة التي تخفف الصدمات الاقتصادية والسياسية والأمنية الموجهة ضد إيران. إلى ذلك، استبعد السفير الإيراني لدى الكويت، محمد إيراني، نجاح وساطة دول المنطقة لنزع فتيل التوتر بين بلاده والولايات المتحدة. وقال إيراني، في تصريح أمس الأول، تعليقاً على موقف بلاده من بعض وساطات وقف التصعيد، "لا أعتقد أن هناك أمراً مثل هذا يمكن أن ينجح في هذا الوقت".
مشاركة :