هدد المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني بالدخول في «مواجهة خطيرة»، إذا تغير وضع مضيق هرمز، في ظل الدعوات الغربية لإطلاق مهام حماية للسفن التي تمر عبره، في حين أكد الرئيس حسن روحاني أن بلاده لم ولن تضيّع أي فرصة للتفاوض مع واشنطن. في رد هو الأعنف على جهود الولايات المتحدة والدول الأوروبية الساعية لإطلاق مهمة لحماية الملاحة في مياه الخليج، قبالة سواحل إيران، حذّر حسين دهقان المستشار العسكري للمرشد الأعلى علي خامنئي من أن أي تغيير في وضع مضيق هرمز، الذي تقول طهران إنها تحميه، يفتح الباب أمام «مواجهة خطيرة». وقال دهقان، في تصريحات أمس، إن «طهران لن تتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحت أي ظرف»، مضيفا: «معادلة إيران في هرمز هي: إما أن ينعم الجميع بالأمن ويصدروا نفطهم، وإما لا». وتابع: «كل القواعد والقطع العسكرية الأميركية بالمنطقة ستتعرض لاستهداف مباشر، إذا اتخذت واشنطن قرار الحرب»، مؤكداً أن أي حرب أميركية ضد بلاده يعني أن أميركا ستواجه إيران وحلفاءها في كل المنطقة. وفي تعليقه على التوتر الراهن بمضيق هرمز، عقب احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية بعد مدة وجيزة من احتجاز ناقلة إيرانية في جبل طارق الخاضع للندن؛ قال دهقان، الذي كان وزيرا للدفاع، إن مقترح بريطانيا بتشكيل قوة أوروبية في هرمز قد يجر إلى ما ليس في الحسبان. وأبدى استعداد بلاده لعقد ائتلافات سياسية وأمنية مع جيرانها لتأمين استقرار المنطقة، من دون أن يحدد مَن الجيران المعنيين. وشدد مستشار المرشد للشؤون الدفاعية على أن طهران لن تتفاوض مع أحد بشأن منظوماتها الصاروخية، مضيفاً أن هذا الأمر «وهم لن يتحقق». رسل الإمارات من جانب آخر، تحدث المسؤول الإيراني عن الإمارات التي قال إنها تحولت إلى مركز أميركي لضرب أمن إيران القومي، قائلا «إنها تعرف ما يجب عليها فعله». وقال إن الإمارات أرسلت إلى إيران رسائل، وأوفدت أشخاصاً يتحدثون عن السلام، معتبراً أن هذه الخطوات «تعود إلى فشل الإماراتيين الذريع إقليمياً». وفيما يخص الحرب في اليمن، قال دهقان إن تصريحات السعودية والإمارات، بشأن إنهاء هذه الحرب، «عقلانية سببها الفشل». في هذه الأثناء، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده لم تفوت يوما فرصة المفاوضات والحوار، وأنها لا تنوي أن تفعل ذلك في المستقبل. وقال روحاني، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، إن حكومته مستعدة تماماً للدخول في مفاوضات منطقية وعادلة تحفظ عزتها، لكنها لن تستسلم بذريعة المفاوضات. وتابع بالقول: «مضيق هرمز ليس مكانا لانتهاك قوانين الملاحة البحرية والتهاون بها، ولن نسمح بالإخلال بقوانينه. واحتجاز الحرس ناقلة النفط البريطانية خطوة قوية ومهنية». ولفت إلى أن «تأمين هرمز مسؤولية الحرس الثوري، ولا يمكن لأي طرف أن يتغاضى تحذيراته فيه»، مشدداً على أن بلاده لا تسعى إلى التوتر مع بريطانيا، «وإذا أفرجت الأخيرة عن ناقلة النفط في جبل طارق فستلقى الرد المناسب من إيران». كما دعا الرئيس الدول التي لا تنتمي لمنطقة الخليج إلى عدم التدخل في عملية تأمين المياه بالمنطقة، مؤكداً أن إيران «سترد بنفس الطريقة إذا تعرضت للانتهاك من جديد». نبرة حادة ولم يخف روحاني نبرته الحادة عند حديثه عن «اختراق الأجواء الإيرانية»، حيث هدد واشنطن بالقول إن «تكرار اختراق الأجواء الإيرانية من جانب الأميركيين بطائرة مسيرة أخرى سيلقى نفس الجواب» في إشارة إلى إسقاط طائرة مسيرة متطورة «درون» مايو الماضي. وجاءت تصريحات دهقان وروحاني أكثر حدة غداة رفض النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري وجود أي تحالف دولي لتأمين الملاحة في هرمز. وفي وقت سابق، قال ثلاثة دبلوماسيين كبار في الاتحاد الأوروبي إن فرنسا وإيطاليا والدنمارك أيدت مبدئيا خطة بريطانية لتشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن الملاحة عبر المضيق الاستراتيجي، في حين رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تقوم بلاده بحماية سفن الدول الغنية مثل الصين واليابان والسعودية، التي تمر عبر هرمز. نفي بريطاني إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» أمس، عن مصدر بريطاني قوله إن لندن لم ترسل أي وسطاء إلى إيران، لبحث مسألة ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها إيران منذ أيام. وكان مدير مكتب مرشد النظام الإيراني، محمد كلبايكاني، قد قال في وقت سابق أمس، إن لندن أرسلت وسيطاً إلى طهران لبحث مسألة الإفراج عن الناقلة المحتجزة منذ الجمعة. من جهة أخرى، سلم مبعوث الرئيس الإيراني الخاص عباس عراقجي رسالة خطية من روحاني إلى الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، مساء أمس الأول. وأكد عراقجي وماكرون على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني باعتباره وثيقة دولية متعددة الأطراف ومن أهم الانجازات الدبلوماسية في الوقت الراهن. العلمي وواعظي من جهته، قال محمود واعظي مدير مكتب روحاني إن بلاده ترحب بحل قضاياها العالقة مع السعودية والإمارات عبر الطرق السلمية. وفي وقت سابق، حذر المندوب الدائم للسعودية، في كلمة أمام مجلس الأمن في نيويورك، بصفته رئيساً للمجموعة العربية لهذا الشهر ونيابة عن الدول العربية، من أن «استمرار السلوك السلبي لإيران في المنطقة ليس من شأنه إلا تقويض الأمن والسلم الدوليين، لأن الدعم الواضح الصريح للميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، أصبح يشكل تهديداً للأمن الإقليمي ولحركة الملاحة الدولية، وخطراً على المدنيين في المنطقة». البرازيل والعقوبات من جانب آخر، هددت إيران بوقف وارداتها من البرازيل ما لم تقم الأخيرة بتزويد سفينتين إيرانيتين بالوقود، في إشارة إلى أن العقوبات الأميركية بدأت تؤثر على أنشطة إيران التجارية في العالم. على صعيد قريب، أكد وزير الصناعة والتجارة الإيراني، رضا رحماني، جدية إقدام الحكومة على خصخصة أكبر شركتين لصناعة السيارات في إيران، خلال العام الحالي أو المقبل، نتيجة انخفاض معدل إنتاج هذه الشركات وتعاظم خسائرها وديونها المتراكمة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
مشاركة :