جونسون يتسلّم الحكومة البريطانية... و3 وزراء يستقيلون

  • 7/25/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم تكريسه، التقى بوريس جونسون الذي انتخب رئيساً لحزب المحافظين، ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ليتسلم بعدها من رئيسة الحكومة المحافظة تيريزا ماي المنتهية ولايتها، السلطة ومعها ملف "بريكست". سلّمت، أمس، تيريزا ماي مفاتيح "10 داونينغ ستريت" إلى رئيس وزراء جديد مثير للجدل هو بوريس جونسون، ومعها ستترك للأخير أيضاً شظايا حزب محافظ منقسم عليه لملمتها، وأورثته أغلبية برلمانية هشة والأهم أزمة سياسية عنوانها العريض "بريكست". وتولى جونسون رسمياً، أمس، رئاسة الحكومة بعد انتخابه رئيساً لحزب المحافظين، ومهمته الأساسية إنجاز خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر المقبل، مع أو من دون اتفاق. وغداة فوز ساحق على خصمه وزير الخارجية جيريمي هانت، بات جونسون "55 عاماً" رئيس الحكومة الرابع عشر في عهد الملكة إليزابيث، وسيكون لقبه الرسمي "رئيس الوزراء واللورد الأول للخزانة". وخصص رئيس الوزراء المقبل فترة الصباح لينهي العمل على تشكيلة حكومته. وأكدت الصحافة البريطانية أن هذه الحكومة ستتضمن عدداً أكبر من النساء ومن الممثلين عن الأقليات الاثنية. وذكر مصدر قريب من جونسون أن الأخير سيعين أحد أبرز الناشطين في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016 دومينيك كومينغز مستشاراً رئيسياً له. ويشيد بعض المشاركين في حملات تأييد الخروج من الاتحاد بكامينغز لمنافسته حملة حظيت بتمويل أفضل بكثير للدعوة لبقاء بريطانيا في التكتل في استفتاء أجري في عام 2016، لكن آخرين ينتقدونه بسبب أسلوبه الفظ وفكره المنطوي على روح التحدي. ماي وأمضت تيريزا ماي ليلة أخيرة في مقر الحكومة في "10 داونينغ ستريت"، بعدما اضطرت للانسحاب لفشلها في إقناع النواب بالموافقة على الاتفاق الذي توصلت إليه مع المفوضية الأوروبية حول "بريكست" في نوفمبر الماضي. وحضرت ظهر أمس، آخر جلسة مساءلة أسبوعية لها في البرلمان، وجّهت خلالها كلمات لاذعة لزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين عندما اقترحت عليه أن يحذو حذوها ويترك منصبه. وكثير من نواب "العمال" غير راضين عن قيادة كوربين، لاسيما تعامله مع أزمة معاداة السامية المستمرة منذ فترة طويلة داخل الحزب ومراوغته بشأن موقف الحزب من "بريكست". لكنه يتمتع بدعم قوي من القواعد الشعبية للحزب، وأفلت في عام 2016 من محاولة للإطاحة به. وقالت ماي: "بوسعي أن أنهي الحديث بقول: لقد تقبلت بصفتي زعيمة حزب الأمر عندما انتهى وقتي ربما حان الوقت الآن لأن تفعل الشيء نفسه"، ما أثار صيحات استحسان عالية من نواب حزب المحافظين وهتافات تطالبها بقول "المزيد". وبدت علامات التأثر على ماي في بعض الأحيان، كما استغلت حضورها الأخير في البرلمان كرئيسة للوزراء لتوجيه كلمة عرفان لزوجها فيليب الذي كان يتابع الجلسة من الجزء الخاص بالجمهور. من ناحيته، قال كوربين: "أنا أشيد بحسها بالواجب العام"، مكرراً دعوته إلى إجراء انتخابات عامة. وأضاف أنه يأمل أن تعارض ماي التي ستظل عضوة بالبرلمان، "الخطط المستهترة الخاصة بخلفها". كلمة وداعية بعد ذلك، ألقت ماي كلمتها الوداعية أمام مقر الحكومة، المكان نفسه الذي أعلنت منه استقالتها في 24 مايو، باكية ومعبّرة عن "أسفها العميق" لإخفاقها في تنفيذ "بريكست" الذي صوت 52 في المئة من البريطانيين من أجله في استفتاء يونيو 2016. وقالت ماي والى جانبها زوجها فيليب، "أشكر البريطانيين على ثقتهم بي طوال هذه الفترة"، داعية النساء الى أن يحذوا حذوها والعمل على أن يصلوا مثلها إلى أعلى منصب في بريطانيا، مؤكدة أنها ستبقى في البرلمان لخدمة المملكة المتحدة التي وصفتها بـ "دولة الفرص"، متعهّدة في العمل على جعل بلدها واحداً من أعظم الدول، ومؤكدة أن "إنجاز بريكست في مقدمة أولويات" جونسون". وتوجهت إثر ذلك إلى قصر باكينغهام حيث قدّمت استقالتها رسمياً إلى الملكة، التي استقبلت لاحقاً جونسون وكلّفته تشكيل حكومة جديدة. وبعد هذا اللقاء ألقى رئيس الوزراء الجديد خطاباً، وأعلن تشكيلة فريقه. استقالات ولم ينتظر عدد من الوزراء في حكومة ماي طويلا قبل إقالتهم وقرروا الانسحاب. وهؤلاء هم وزراء المالية فيليب هاموند والعدل ديفيد غوك والتنمية الدولية روري ستيوارت، ثلاثة مؤيدين لأوروبا قالوا، إنهم لا يستطيعون العمل بأوامر من جونسون المستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق. وفي وقت سابق، ذكرت قناة "سكاي نيوز"، أن جونسون عرض على وزير الخارجية جيريمي هانت تولي منصب وزير الدفاع لكن الأخير رفض العرض. وقبل ساعات من تولي جونسون مهامه، تراجعت بورصة لندن قليلاً صباح أمس. يذكر أن لندن تشهد أوضاعاً سياسية هي الأخطر منذ انتهاء الحرب العالمية، إذ تشهد انقساماً بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتضعفها أزمة سياسية استمرت على مدى ثلاث سنوات منذ الاستفتاء على الخروج من التكتل. وإلى جانب المخاوف المرتبطة بـ"بريكست"، ستكون إحدى مهمات جونسون تهدئة المخاوف المرتبطة بتصاعد التوتر في الخليج. فالعلاقات بين لندن وطهران متوترة جداً بعدما احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز. فوز «بوجو» في صحف العالم حظي فوز بوريس جونسون، الملقّب "بوجو"، برئاسة الوزراء في بريطانيا، بتغطية واسعة في الصحف البريطانية والعالمية. وعنونت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية صفحتها الأولى بعبارة: "أنا هو ذلك الرجل"، مع صورة لجونسون، في إشارة إلى الشخصية التي كان ينتظرها الشارع البريطاني لشغل منصب رئيس الوزراء. أما صحيفة "أي" البريطانية أيضاً، فكتبت على صفحتها الرئيسية "وأخيراً حصلت على السلطة"، في حين عنونت "تايمز": "جونسون يذهب إلى العمل". وفي فرنسا، كتبت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية: "جونسون... العودة كمهزلة"، في إشارة الى مقولة كارل ماركس "إنّ التاريخ يعيد نفسه مرتين: مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة"، قاصداً نابليون الأول وابن أخيه لويس نابليون (نابليون الثالث). أما "لوموند"، فاكتفت بـ "جونسون في قيادة المملكة المتحدة"، في حين عنونت "لوفيغاور" المحافظة: "جونسون المدير الجديد لبريكست". واختارت "نيويورك تايمز" الأميركية عنواناً رصيناً، فكتبت "جونسون يتسلم قيادة بريطانيا الغارقة في أزمة عميقة"، بينما تطرقت "واشنطن بوست" الى تشبيه جونسون بترامب، وكتبت في عنوانها: "قد يكون ترامب وجونسون أصدقاء حميمين لكن الخلافات السياسية حاضرة". وكان عنوان الصفحة الأولى لصحيفة "سوزجو" المعارضة التركية "حفيد العثمانيين يصبح رئيساً للوزراء". وفي طهران، كتبت صحيفة "سازندغي"، على صفحتها الأولى، "ترامب البريطاني" فوق صورة لجونسون محتفلاً بفوزه. من ناحيتها، نشرت صحيفة "جام جام" المحافظة صورة معدّلة تظهر جونسون مرخيا ظلا على شكل ترامب على جدار خلفه، مع عنوان "تقليد أداء ترامب". أما صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، فعنونت "انتخبه المتشددون".

مشاركة :