للمرة الثانية خلال أيام، هاجمت إسرائيل ليل الثلاثاء - الأربعاء منطقة تل الحارة الاستراتيجية، المشرفة على مساحات واسعة من محافظتي درعا والقنيطرة، مستهدفة «مواقع عسكرية» تقع، حسب مصادر، تحت سيطرة «الميليشيات الإيرانية». ووفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا) والمرصد السوري، فإن «صواريخ إسرائيلية» استهدفت مناطق قريبة من مرتفعات الجولان، بينها «تل الحارة في محافظة درعا، ومنطقتا نبع الصخر وتل الأحمر في محافظة القنيطرة»، ما أسفر عن وقوع «خسائر بشرية ومادية». وتقول مصادر استخبارية غربية إن إيران تولت السيطرة على منطقة تل الحارة، بعدما كانت لسنوات طويلة قاعدة رادار رئيسية للجيش الروسي. جاء ذلك بينما زعم معارضون سوريون أن قوات ايرانية طردت عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني الموالية للرئيس بشار الأسد من حاجز عسكري في شارع الكورنيش بمدينة الميادين شرق دير الزور، ونشرت عناصر تابعة لها، بدلا منها. في موازاة ذلك، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الاقتراحات الأميركية الجديدة المتعلقة بالمنطقة الآمنة لا ترضي تركيا، موضحا أن اللجنة العسكرية المشتركة لم تتفق خلال محادثات أجريت على مدى 3 أيام على إخراج المقاتلين الأكراد منها، ولا على مدى عمقها، أو من ستكون له السيطرة عليها. وخلقت التهديدات التركية بشن عملية شرق الفرات حالة من القلق لدى الأكراد، حاولت واشنطن تخفيف حدتها بزيارة قائد القيادة الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي لمركز ثقل الأكراد بمنطقة كوباني شمال محافظة حلب، وإرسال مبعوثها لسورية جيمس جيفري إلى أنقرة. وفي خطوة طال انتظارها في الجهود المتعثرة لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ أكثر من 8 أعوام، أكد جاويش أوغلو أنه قد يتم الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية في الأيام المقبلة. وفي المنطقة المشمولة بالاتفاق الروسي - التركي لخفض التصعيد ونزع السلاح، أفاد المرصد بمقتل 7 مدنيين، بينهم 3 أطفال في غارات جوية وقصف مدفعي على عدة مناطق بمحافظة إدلب، التي لا تزال خارج سيطرة دمشق وتهيمن عليها جبهة النصرة سابقا. والاثنين، قتل ما لا يقل عن 50 شخصا معظمهم من المدنيين في قصف اتهم المرصد الطيران الروسي بشنه على معرة النعمان، لكن موسكو نفت أي تورط، كما قتل 14 مدنيا بصواريخ أطلقتها المعارضة على مناطق النظام. في المقابل، قالت السفارة الأميركية في تركيا ببيان، إن واشنطن وأنقرة ملتزمتان بتحقيق تقدم سريع وملموس بشأن خريطة الطريق المتفق عليها بشأن مدينة منبج. وأكد البيان أن المبعوث الأميركي الخاص بشأن سورية جيمس جيفري عقد في أنقرة اجتماعات إيجابية وبناءة مع المسؤولين الأتراك، لافتا الى أن الجانبين ناقشا مقترحات تفصيلية لتعزيز أمن تركيا على طول حدودها الجنوبية.