ترددت كلمة (فساد) كثيراً على مسامعنا مؤخراً في الوسط الرياضي .. ومهما كانت حقيقة ذلك وهل هو اتهام أم إساءة؟!! وهل يجب البحث عن الحقيقه أو غض الطرف عن ذلك؟ لانملك إلا نردد ماقاله طرفه بن العبد شاعر المعلقات: " ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً * ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ . ويأتيكَ بالأنباءِ من لم تَبعْ له * بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ" .. إلا أنني سأتطرق إلى نوع آخر من الفساد .. الذي كان سبباً في خسارة فريق كامل من المصابين بموسم الإصابة بالرباط الصليبي في زمن شح المواهب السعودية.. ففي حراسة المرمى: وليد عبدالله وفواز القرني وفي خط الدفاع: تركي الخضير، يحيى مسلم، ومنصور الحربي.. خط الوسط: ياسر الفهمي، محمد كنو، عبدالله الأسطا، عبدالله عطيف، أحمد الفريدي، وإبراهيم غالب.. خط الهجوم: ريان بلال، زامل السليم، وياسر القحطاني.. باتت الملاعب السعودية, تعاني من فساد العديد من أرضيات ملاعبنا التي أصبحت وكأنها "مزرعة للأرانب" المليئة بالحفر والمطبات الصناعية.. وهنا يجب التقصي والبحث ومحاسبة القائمين على صيانة وزراعة المنشآت الرياضيه بالاتحاد السعودي لكرة القدم.. سبب آخر للإصابات وهو طمع المدربين والمسؤولين في الأندية على المنافسة في جميع البطولات.. مع محاولة الثبات بتشكيلة ثابتة ومطالبة اللاعبين بتقديم ريتم ثابت في جميع المسابقات المحلية والقارية وهو الأمر الذي أرهق اللاعبين ذهنياً وبدنياً.. وما ضياع عشرات الفرص السهلة أمام المرمى إلا أكبر دليل على فقدان تركيز اللاعبين, إضافة إلى الضعف الواضح في اللياقة وتكرار الإصابات.. يجب على المدربين تحديد الهدف لكل موسم من المشاركة بالبطولات مع الأخذ بالاعتبار أن متوسط المعدل الدولي لمشاركة اللاعب هو40 مباراة رسمية في الموسم الواحد وضرورة التدوير في المراكز حتى لا يكون اللاعب عرضه للإجهاد والإصابة.. وأخيراً .. يشارك اللاعبون في تسببهم بإيذاء أنفسهم .. فالسهر وسوء التغذية وعدم التقيد بتمارين تقوية العضلات والنوم الجيد والتدخين وخلاف ذلك .. جميعها مسببات لإرتخاء العضلات وارتفاع نسبة تعرض اللاعبين للإصابة .. يبدو أننا لازلنا بعيدين كل البعد عن عالم الاحتراف الحقيقي الذي لم نطبق منه إلا اسمه ومقدمات العقود الضخمة في ظل غياب التأمين الطبي على اللاعبين, الذي سيخفف من قيمة هذه العقود بسبب ضمان مستقبل اللاعبين في حال الإصابة وسيريح الأندية من تحمل نفقات العلاج..