يواجه مراسل صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية المحتجز في إيران منذ أكثر من 8 أشهر اتهامات بـ«التجسس»، حسبما أفادت وكالة «فارس» شبه الرسمية. وقالت الوكالة إن جيسون رضائيان، المحتجز منذ 22 يوليو (تموز)، يواجه اتهامات غير محددة، ويواجه أيضا تهمة «العمل ضد الأمن القومي». ولم يوضح التقرير مصدر المعلومة، لكن الوكالة ينظر إليها على أنها مقربة من المتشددين. وقال المسؤولون الإيرانيون، فيما سبق فقط، إن «رضائيان يواجه اتهامات أمنية، وإنه سيخضع لمحاكمة في المحكمة الثورية في إيران، التي غالبا ما تنظر قضايا متعلقة بجرائم أمنية». ودعت صحيفة «واشنطن بوست» ومسؤولون أميركيون ووالدة رضائيان مرارا إلى إطلاق سراحه. وأشارت وكالة «فارس» إلى عدم تحديد موعد للمحاكمة بعد. ويزعم ممثلو الادعاء العام أن رضائيان، الذي كان مدير مكتب صحيفة «واشنطن بوست» في طهران، ولديه جنسية أميركية وإيرانية، بحسب وكالة الأنباء، قد أطلع أميركيين، لم تذكر الوكالة أسماءهم، على معلومات اقتصادية وصناعية تتعلق بإيران. ولم يكن من الواضح كيف حصلت وكالة الأنباء على تلك المعلومات الخاصة بقضية رضائيان، الذي تم إلقاء القبض عليه في 22 يوليو، والذي لم يحصل على محام حتى هذه اللحظة. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «بيع معلومات اقتصادية وصناعية في وقت تفرض فيه عقوبات مثل بيع طعام إلى العدو في وقت الحرب»، في إشارة إلى العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب الاشتباه في سعيها لامتلاك وقود نووي لتصنيع سلاح نووي وليس فقط لاستخدامه في توليد الطاقة أو لأغراض طبية. ووصف مارتن بارون، المحرر التنفيذي لصحيفة «واشنطن بوست»، الاتهام الموجه لرضائيان بالتجسس بـ«الهزلي». وقال: «لقد مر نحو 9 أشهر منذ القبض على جيسون. الآن ذكرت وكالة أنباء إيرانية أن جيسون سوف يواجه تهما بالتجسس. وسوف تكون أي اتهامات من هذا النوع سخيفة وهزلية، وما هي إلا نتاج لخيال خصب وملتوٍ. ولم يتبقَ لنا سوى تكرار مطالبتنا الحكومة الإيرانية بإطلاق سراح رضائيان. وفي الوقت نفسه، نعتمد على محاميه في تقديم دفاع قوي». وصرحت ليلى أحسن، المحامية التي تم تعيينها لتمثيل رضائيان أخيرًا، لوكالة «أسوشييتد بريس» في طهران بأنها لا تستطيع التعليق على الاتهامات الموجهة ضد موكلها. وأوضحت أنها تمكنت أخيرًا من زيارة رضائيان المحتجز في سجن إيفين سيء السمعة. وقالت: «كان يبدو في صحة جيدة معنويا وبدنيًا. ويمكنني رؤيته في أي وقت. وطلب مني جيسون تقديم دفاع قوي. وأنا على اتصال مستمر بزوجته وأسرته. وقد طلبت أن يتم عقد محاكمة له في أقرب وقت ممكن». يذكر أن التقرير الإخباري الصادر عن وكالة أنباء «فارس»، هو أول تأكيد لاتهام رضائيان وزوجته يجانه صالحي في قضية تجسس. وصرح أحد أعضاء البرلمان الإيراني، الذي يعرف بانتقاده الصريح للرئيس حسن روحاني، والذي يمثل تيار الوسط، خلال شهر فبراير (شباط)، لوكالة الأنباء، بأن رضائيان قد «اخترق» مكتب الرئيس، وأشار بشكل واضح إلى ابن شقيق روحاني، الذي يتولى إدارة المكتب الإعلامي لعمه. وذكرت الوكالة أيضا ما وصفته بأنه علاقات صداقة شخصية ومهنية تربط رضائيان بـ6 صحافيين إيرانيين، ونشطاء في حقوق الإنسان، يقيمون في المنفى، وأكثرهم في الولايات المتحدة الأميركية. وأشارت إلى حضور اثنين منهم لجنازة والد رضائيان، أحدهما أمید معماریان، صحافي مقيم في نيويورك، كتب كثيرا مهاجمًا قضية الحكومة ضد رضائيان. وكانا قد تعرفا على بعضهما البعض عندما كانا يعملان صحافيين في «سان فرانسيسكو». وقال معماریان في مقابلة أجريت عن طريقة الهاتف: «نحن أصدقاء. نعم حضرت جنازة والده، فهذا أمر يفعله الأشخاص الطبيعيون».
مشاركة :