قناة الجزيرة.. تاريخ إعلامي أسود

  • 7/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن أي قناة إعلامية تدعي «الرأي والرأي الآخر» والانفتاح على جميع الأطياف السياسية والاتجاهات الفكرية، يظل من واجبها عرض الآراء المختلفة والاتجاهات المتضادة، وفق الحدود القانونية والأخلاقية والمهنية التي يتم ضبطها من خلال القوانين الدولية والأعراف السياسية. لقد أصبح المشاهد العربي والأجنبي على قناعة تامة بأن أجندة (الجزيرة) تتجاوز محاولاتها الفاشلة للظهور بمظهر القناة الإعلامية التي تعرض جميع الآراء بشكل محايد، إلى العمل على زعزعة الأمن الوطني للخليج والدول العربية من خلال التدخل في شؤونها الداخلية وبقصد إخضاع تلك الدول إلى رؤية نظام الحمدين السياسية التخريبية في المنطقة حتى وإن تطلب ذلك شراء الذمم وفبركة الأخبار ودعم الإرهاب في سبيل الوصول إلى مبتغاهم. فالأطروحات التي تقدمها قناة الجزيرة هدفها ضرب الوحدة السياسية للدول العربية والإسلامية كخطوة أولى في محاولة إنهاكها سياسيا وأمنيا لخلق الظروف الملائمة لحالة من «التوحش» تجعل من هذه الدول كيانات «فاشلة»، وبذلك يسهل إخضاعها وتوجيهها. ولا تزال قطر وذراعها الإعلامية التخريبية المتمثلة في قناة الفتنة (الجزيرة) تمارس دورها المعتاد في تأجيج الفتن ونشر الإرهاب ودق الأسافين بين الدول العربية وبث روح التفرقة بين أبناء المجتمع الواحد من خلال ما تعرضه من برامج تلفزيونية تنشر الأكاذيب والفبركات الإعلامية من أجل النيل من سمعة الدول التي تتصدى لمخططات نظام الحمدين التخريبي في المنطقة. وكحلقة من حلقات المؤامرة التي تقودها قطر مستعينة بقناة الجزيرة، أطلت علينا القناة قبل أيام ببرنامج ما خفي أعظم الذي عرض من خلاله مذيع القناة تامر المسحال ما قال عنه انه سبق صحفي وتسجيلات تُعرض لأول مره ليتبين بعد ذلك أن ما جاء في البرنامج ما هي إلاّ تسجيلات كاذبة ومفبركة بشهادة من ظهر في تلك التسجيلات ليعود تامر المسحال ومن ورائه قناة الجزيرة وقطر خالي الوفاض ومطأطئي الرؤوس لما لحقهم من الخزي والعار بعد ما فُضح أمرهم أمام العالم. إن ما جاء في برنامج ما خفي أعظم على قناة الجزيرة من قصص وأكاذيب لا تمت للواقع بصلة تطاولت فيها القناة على المقامات السامية في مملكة البحرين يعد عملاً لا أخلاقيا وبلطجة إعلامية يجب التصدي لها بكل حزم. فقد بثت القناة تسجيلا لإرهابيين من تنظيم القاعدة يدّعون أنهم تلقوا دعمًا من المملكة لأغراض القيام بعمليات إرهابية!! من دون أن تعرض القناة أي دليل مصوّر أو صوتي أو أي وثائق أو أدلة مادية تدعم هذه الادعاءات التي كشفت بين ثناياها تورط قناة الجزيرة والنظام القطري في الاستعانة بإرهابيين من أجل تسجيل مواد كهذه للإضرار بسمعة مملكة البحرين وأجهزتها الأمنية وابتزازها وإحداث شق في المجتمع البحريني المتجانس بكل أطيافه ومكوناته. ومنذ متى كان الإرهابي صادقًا في كلامه؟ فالذي يقتل ويفجّر ولا يتورع عن ذبح الأطفال والأبرياء بالمقابل لن يتردد أبدًا في الكذب والتدليس والادعاءات الباطلة من أجل تشويه سمعة الأوطان التي كانت عصيّة عليهم وعلى أفكارهم المسمومة، بل إنهم يعتبرون هذا الكذب ضربًا من ضروب الجهاد التي يؤجرون عليه. ألم يظهر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد أحداث 11 سبتمبر على قناة الجزيرة ليعلن أنه يتبرأ من هذا العمل الجبان وأنه لا يمكن للتنظيم أن يقوم بقتل الأبرياء!! ومن ثم بعدما فُضح أمرهم وتوالت الأدلة على تورط تنظيم القاعدة في تلك الأحداث بثت قناة الجزيرة أشرطة لأسامة بن لادن يتحدث ويبارك هذا العمل (غزوتي نيويورك وواشنطن، على حد تعبيره)، وينعى الإرهابيين الذين قاموا بضرب برجي التجارة العالمي والذي راح ضحيته آلاف الأبرياء! نعم إنهم يكذبون كما يتنفسون وقد وجد التنظيم ضالته في قناة الجزيرة التي سهّلت لهم تلك المهمة، فقناة الجزيرة اشتهرت بكونها المنبر الإعلامي للقاعدة منذ أحداث 11 سبتمبر، فقد فتحت القناة أبوابها لتنظيم القاعدة ليبث أشرطته التحريضية وخطب زعمائه لتكون بذلك قناة الجزيرة صوت التنظيم الذي ينشر أخباره أولا بأول ويبث اللقاءات الحصرية مع أعضائه. إن ما تقوم به الجزيرة بعيد كل البعد عن المهنية ولا يمت للعمل الصحفي بصلة، بل هو تحريض ممنهج تمارسه القناة وفقًا لتعليمات النظام القطري، وجميعنا اطلع على التسريبات المنشورة لحمد العطية الذي كان مستشار الشيخ خليفة بن حمد، في محادثة هاتفية له مع أحد الإرهابيين في البحرين، واعدًا إياه ببث الجزيرة لمواد تدعم الإرهابيين في المنامة. فهل بعد ذلك من دليل يثبت تورط النظام القطري وقناة الجزيرة في الأحداث الإرهابية التي شهدتها البحرين؟ فالأوضاع الكارثية التي خلفتها أكاذيب قناة الجزيرة تمثل الطموح الوحيد لتنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة. تعد قناة الجزيرة من أكثر القنوات الإعلامية التي انشق عنها عدد كبير من المذيعين العاملين فيها، فالاستقالات بالعشرات من المذيعين الذين انكشف لهم حجم المؤامرات التي تحاك في المطبخ الإعلامي في القناة وسيطرة التوجه المنحرف للنظام القطري وجماعة الإخوان المسلمين على القناة وما يتم بثه من برامج وأخبار. فقد نقلت وكالة فرانس برس عن احدى المذيعات المستقيلات من قناة الجزيرة قولها «إن عددا كبيرا من مذيعي الجزيرة استقالوا من القناة نتيجة سياسة قناة الجزيرة التي لا تحترم القواعد المهنية فالموظف لا يعامل بحسب مؤهلاته وخبرته ولكن بحسب مزاجية بعض المسؤولين» بحسب ما ورد في تقرير لوكالة فرانس برس. وأشارت إلى ان بعض المسؤولين في القناة «يوجهون إلى مذيعات القناة ملاحظات خارجة عن حدود اللياقة وخارج الإطار المهني والأخلاقي». وفي شهادة أخرى للصحفي السابق بقناة الجزيرة محمد فهمي الذي فضح الآلية التحريضية التي تتبعها قناة الجزيرة في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية. حيث قال فهمي «إن آلية عمل شبكة الجزيرة الإعلامية التي يتحكم فيها النظام القطري، ترتكز على أداء أدوار مزدوجة، الأول هو دعم جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات الإرهابية المتشددة، عبر القناة الناطقة باللغة العربية، فيما تعمل قناة «الجزيرة» الإنجليزية على تحسين صورة النظام الحاكم في الدوحة». مؤكدًا أنه تم تعيين 25 شخصا ينتمون إلى جماعة الإخوان ولا يمتون بصلة للعمل الإعلامي وتم فرضهم على القناة. إن تاريخ قناة الجزيرة والنظام القطري حافل باللعب بورقة الأشرطة التي ينشرها الإرهابيون من خلالهم فقناة الجزيرة تتواطأ مع التنظيمات الإرهابية في نشر تلك التسجيلات لتتاجر بها سياسيا ولتروج لأفكار التنظيمات الإرهابية، ففي كتابه «في طريق الأذى» كشف الإعلامي المعروف والمنشق عن قناة الجزيرة يسري فودة مقدم برنامج «سري للغاية» عن اللقاء السري الذي جمعه في شقة في كراتشي بمدبري هجمات 11 سبتمبر وهما خالد شيخ محمد رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة، والمنسق العام للعملية رمزي بن الشيبة. إن اللافت في شهادة الإعلامي يسري فودة ليست فقط الدليل الذي يثبت علاقة أحد مذيعي القناة بتنظيم القاعدة والذي أصبحنا نعرفه جميعًا بل ما جاء في ذلك الكتاب والذي أخذ شكل المذكرات عن اللقاء الذي جمع يسري فودة مع أمير قطر وذلك بعد اللقاء السري الذي جمع فودة مع عضوي تنظيم القاعدة، حيث أشار يسري فودة في كتابه إلى أنه بعد أن قام بتسجيل اللقاءات التي قام بها مع عضوي تنظيم القاعدة تم مساومته من قبل التنظيم على أن يتسلم تلك التسجيلات مقابل مبلغ مليون دولار وعلى أن يتم إخراج التسجيلات بالطريقة التي يرسمها التنظيم من خلال إظهار صور منفذي أحداث 11 سبتمبر مصحوبة بصوت أسامة بن لادن وهو يلقي أبيات من الشعر! ومن ثم يعقبها مقولة بوش عن الحرب الصليبية! في سيناريو يسوّق لأفكار التنظيم الإرهابي ولكسب تعاطف بعض المغرر بهم. والجدير بالذكر ما ورد في شهادة يسري فودة بخصوص لقائه مع أمير قطر في حينها حمد بن خليفة آل ثاني والذي أبدى استعداده للحصول على أشرطة القاعدة بأي ثمن ومهما كلف الأمر ليماط اللثام عن أحد صور التعاون القطري مع تنظيم القاعدة من خلال فتح الفضاء الإعلامي القطري لأعضاء وقيادات تنظيم القاعدة ليبثوا سمومهم وأفكارهم التحريضية عبر القناة. ونحن في مملكة العز والفخار مملكة البحرين الحبيبة لن تنال منا تلك المحاولات الوضيعة من قبل نظام مارق باع نفسه للشيطان ووجه كل طاقاته وإمكانياته نحو التخريب والفتنة، ومخطئ من يعتقد أن مرتزقة الجزيرة بتلك البرامج التي تبث الأكاذيب ستفت في عضد البحرينيين ووحدتهم الوطنية بل لن تزيدنا سوى قوة وتماسكًا والتفافًا حول قائدنا وحكيمنا جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه. ‭{‬ أكاديمي متخصص في العلوم الشرعية وتنمية الموارد البشرية Dr.MohamedFaris@yahoo.com

مشاركة :