عساس يستعيد ذاكرة الأعلام بثنائية الحب والوفاء

  • 7/25/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جميل أن نعرف مقامات «الرجال» فنقدرها، ونستذكر صنيعهم، فنبسط القول بالثناء المستحق، والتقدير المطلوب، والعرفان الواجب، إيقاظًا لقيم الوفاء لمن أفنوا حيواتهم في خدمة مجتمعاتهم، ورفعة أوطانهم، ليصبحوا بهذا المعنى «أعلامًا» في سماء الوطن، ونجومًا تستحق أن تعبر ذكراهم حجب الزمان، لتضئ للأجيال الطريق على ضوء الاحتذاء والقدوة والمثال والنموذج، ولن يكون ذلك ممكنًا إن لم تتحرّك الأقلام لتسطّر تاريخ هذه الأعلام، ويستمطر المداد من أجل توثيق جليل سيرتهم في مرآة الأيام.. وهذا دأب الأستاذ الدكتور بكري معتوق عسّاس في كتابه الموسوم «أعلام في حديث الذاكرة»، الذي انتقى من النجوم الأعلام في ذاكرته (31) شخصية بحديث مفرد وخاص، وزاد عليها بحديث مجمل خصّ به أساتذته في الجامعة، فكان الاختيار بمسبار الوفاء، فانبسطت رؤيته العرفانية في 146 صفحة من القطع المتوسط، جامعًا هذه المقالات عن هؤلاء الأعلام، بعد أن سبق له نشر بعضها في أوقات سابقة، فكان التئامها في هذا الكتاب، بإعلاء قيم التقدير، وتحريضًا على التوثيق، تسهيلاً لمن يبحث عن صنيع هذه الشخصيات.. ولا شك أن سؤالاً سيطوف في مطالع هذا الكتاب على عتبة العنوان قبل الدخول إلى عالمه، ومفاده: على أي قاعدة أو طريقة اختار «العسّاس» شخصياته؟.. سؤال حملت المقدمة الإجابة عليه، بلغة باذخة، حين قرر العسّاس بداية أن: «ثنائية (الحب والوفاء) كانت محرّضًا للقلوب قبل الأقلام، لحفظ بعضٍ من السير النابضة لهؤلاء الأعلام، لتبقى مكنونة بين الجوانح تُحرّك سارية الحقيقة في واحات الأدب، وتستنطق التاريخ الذي يشهد على ثبات (هؤلاء) في المشهد الإنساني وعلو كعبهم في المشاهد الفكرية والثقافية والاجتماعية».. في ضوء هذه المقدمة الوافية، يفتح المؤلف صفحاته لاستدعاء سير هؤلاء الأعلام، الذين بسط لهم صفحات كتابه، بثنائية «الحب والوفاء»، ولا سبيل إلى تلخيص الحب والوفاء، بل الغاية كل الغاية أن تكون هذه السطور إشارات باتجاه الكتاب، تقر بالإيماءة فقط، وتحرض على مطالعة «أعلام في حديث الذاكرة».

مشاركة :