لم أكن أعلم أن الغناء جريمة

  • 7/25/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قرأت ما نشرته صحيفة “العرب” اللندنية في عددها الصادر يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من يوليو الحالي في صفحة أونلاين تحت عنوان “فاضل عواد يعتزل الغناء بسبب السياسة” وأود أن أوضح هنا بعض الأفكار التي تداولها الجمهور تعليقا على قرار اعتزالي، ومنهم من لا يريدني أن أدخل عالم السياسة وعدّها سبة وعيبا وهذا غير صحيح، إذ لا يوجد برلماني عراقي واحد يدافع عن حقوق الفنانين، كل واحد يدافع عن كتلته وحزبه. ولم يتكلم برلماني واحد عندما قطعوا منحة الفنانين البائسة منذ خمس سنوات وهي 65 دولارا في الشهر فقط، فلنتأمل مواقف دولة الإمارات المثالية بالاحتفاء بالفنان عندما كرمت عشرة فنانين عرب بمئة ألف دولار لكل واحد ومنهم دريد لحام والممثل الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا. رشح معي إلى الانتخابات البرلمانية العراقية ممثلون منهم: الدكتور رياض شهيد والممثلة هناء محمد وموزع موسيقي… فالمسألة لا تخصني وحدي إذًا، وإنما تؤكد من جديد النظرة المتدنية للفنانين جميعا، وأنا أعرف ذلك وأردت بترشيحي اختبار الجمهور هل تطور أم بقي على مفهوم المقولة القديمة التي تقول: لا تجوز شهادة الطبال أو عازف الطبلة والرق في المحاكم الشرعية، وقد عممت المقولة على جميع الفنانين وهذا ظلم كبير للمثقفين من المطربين أو الملحنين أو الموسيقيين وغيرهم. دعوني أتساءل لِمَ لا يدخل الفنان عالم السياسة؟ ألم يكن أرنولد شوارزنيغر ممثلا وأصبح محافظا لكاليفورنيا؟ ولكن للأسف يبدو أن الجمهور يصفق للفنان حينما يكون على المسرح وما إن تنتهي المسرحية أو الحفلة حتى يدير ظهره، أهذا هو رد الجميل؟ سبقنا في الترشح للبرلمان العراقي الفنان المبدع مكي عواد فلم ينتخبه غير 65 مواطنا وهم أقرباؤه فقط، فكانت صدمة أيقظته من سباته العميق وذكرها لي بنفسه، فأثرت عليه بقوة، علما أنه من الممثلين المحبوبين بقوة من قبل الجمهور، وأنا لم أكن أعلم أن الغناء جريمة كبرى نعاقب عليها إلا بعد تخلي الجمهور عني وعن بقية الممثلين الآخرين الذين صدموا وأثر ذلك على مسيرتهم الفنية.

مشاركة :