كشفت المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم أمس أن الاتحاد الأوروبي سوف يفرض رسوما إضافية على سلع أميركية تبلغ قيمتها 35 مليار يورو (39.1 مليار دولار) إذا فرضت واشنطن رسوما على صادراتها من السيارات إلى الولايات المتحدة. وقالت أمام لجنة تابعة للبرلمان الأوروبي “لن نقبل بأي تجارة غير حرة أو حصص أو فرض قيود أحادية على الصادرات. إذا كانت هناك رسوم، فستكون لدينا قائمة لإعادة التوازن”. وأضافت مالمستروم أن لائحة الرسوم المضادة “تم إعدادها بالفعل وأن الاتحاد الأوروبي يأمل بأن لا يضطر لاستخدامها”.وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في مايو الماضي أن بعض السيارات وأجزائها المستوردة تشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي. لكنه أرجأ لستة أشهر البت في ما إذا كان سيفرض رسوما من أجل إتاحة الوقت لإجراء محادثات تجارة مع الاتحاد الأوروبي واليابان. وتنتهي تلك المهلة منتصف نوفمبر المقبل. وذكرت مالمستروم أن الاتحاد الأوروبي يرحب بقرار الإدارة الأميركية إرجاء فرض الرسوم على السيارات وأجزائها “لكن لا ريب أن فكرة السيارات الأوروبية قد تشكل تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة هي فكرة سخيفة”. وأضافت أن محادثات التجارة مع الولايات المتحدة أسفرت عن نتائج متباينة. وتم إحراز تقدم في تيسير إجراءات الشركات لتُظهر أن منتجاتها تستوفي معايير الاتحاد الأوروبي والسوق الأميركية، لكن لم يتحقق تقدم في صفقة مقترحة لإلغاء الرسوم على المنتجات الصناعية. وأشارت مالمستروم إلى أن “الولايات المتحدة غير مستعدة لبدء المفاوضات الرسمية ما لم تكن الزراعة مدرجة فيها، وهذا خط أحمر لنا. لذلك لا شيء يحدث في هذا الملف في الوقت الحالي”. وأمام ترامب فرصة حتى نوفمبر المقبل لكي يتخذ قراره بشأن فرض تلك الرسوم التي قد تصل إلى 25 بالمئة. وتقدر الواردات الأميركية من السيارات الأوروبية وأجزائها بنحو 350 مليار دولار سنويا. ويتجاوز ذلك قيمة السلع الصينية التي تخضع لرسوم إضافية أميركية حاليا، والتي تصل قيمتها حاليا إلى 250 مليار دولار فقط، الأمر الذي يجعل المواجهة أكثر شراسة إذا اندلعت بين الجانبين. وقد أعدت الولايات المتحدة قائمة منفصلة بسلع أوروبية قيمتها 25 مليار دولار ستخضع لرسوم إضافية. ويخطط الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم قيمتها 11 مليار دولار على سلع أميركية، في إطار النزاع بين واشنطن وبروكسل بشأن الدعم الحكومي غير القانوني المتبادل لشركتي صناعة الطائرات الأميركية بوينغ والأوروبية أيرباص.
مشاركة :