الوطن تتجول داخل أروقة أول متحف لنجيب محفوظ بتكية أبو الدهب وسط القاهرة

  • 7/25/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - عصام بدويوسط ترقب ثقافي دام لأكثر من 12 عاماً، افتتحت مصر متحف الأديب الكبير نجيب محفوظ، والذي بدأت فكرته عام 2006، عقب وفاته.وجاء الافتتاح بعد مطالبة عدد من كبار الكتاب والمثقفين، بإنشاء متحف يخلد ذكرى أديب نوبل في المنطقة التي نشأ فيها وترعرع في كنفها، وأثرت على منتجه الأدبي طوال حياته وهي منطقة الجمالية والحسين.وافتتحت وزيرا الثقافة والآثار، المصريان الأحد، متحف ومركز "إبداع نجيب محفوظ"، بتكية أبو الدهب بحي الأزهر "وسط القاهرة"، بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب والأدباء.ووصفت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم في تصريحات خاصة، ما حدث بالإنجاز الجديد الذي يضاف إلى سجلات الثقافة المصرية، مؤكدة أن نجيب محفوظ يعد أيقونة الرواية العربية، وأن اهتمام الدولة به يأتي من الحرص على قيمنا وحضارتنا وتراثنا وقوتنا الناعمة، قائلة: "لن نكتفي بإنشاء المتحف وإنما سيكون هناك برنامج ثقافي على هامش الافتتاح، للاهتمام بأبناء حي الجمالية والمحافظة من الموهوبين والمهتمين بالشأن الثقافي".وقد تعثر مشروع إنشاء متحف محفوظ لما يزيد عن 12 عاماً، بسبب الروتين والبيروقراطية إلى أن خرج إلى النور أخيرا بالشكل الذي يليق بصاحب الثلاثية بعد مجهودات كبيرة من وزارة الثقافة، ودعم حكومي، بعد الاستعانة المهندس الاستشاري كريم الشابوري، الذي قدم سيناريو جديد للعرض المتحفي خلال الشهور القليلة الماضية، وذلك من خلال فريق عمله وهم مجموعة من الباحثين قاموا بجمع المادة الخاصة بالعرض، وإعداد مخطط التأويل المتحفي والتصميم والقاعات، وهم الكاتب الصحافي مصطفى طاهر، وسارة هاني، أروى بهجت، عمرو شريف، عمر عبد الكريم، هايدي المسيري، آلاء هيكل، دينا المزاحي، عز عثمان.وقد أهدت ابنة نجيب محفوظ المتحف، عشرات الصور الفوتوغرافية التذكارية لأديب نوبل، والدروع والنياشين وعدة السمع، وساعة معدنية، ومبسم السجائروغيرها من مقتنيات محفوظ الشخصية.وعن التفاصيل الداخلية لقاعات المتحف، قال كريم الشابوري، في تصريحات خاصة، إن المتحف يتناول عدة مراحل من سيرة أديب نوبل خلال قاعات العرض المتحفي ما بين نشأته وحياته الشخصية مروراً بمشواره الأدبي ككاتب مرموق والجوائز التي حصل عليها محلياً وعالمياً في مقدمتها جائزة نوبل.وكشف الشابورى، قائلاً، تمضى القاعات لتستعرض أعمال محفوظ الأدبية وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية شارك فيها كبار الفنانين، كما يستحضر المتحف شخصيات من روايات نجيب محفوظ، بشكل يجعل الزائر يشعر بالفعل أنه بداخل عالم محفوظ، ليس فقط من خلال رواياته، ولكن أيضاً من خلال الأفلام التي تعرض لقاءات مع محفوظ تعكس أفكاره وفلسفته الكامنة وراء أعماله الأدبية، واستعراض لقيمة محفوظ في إعادة اكتشاف القاهرة التاريخية أدبياً وإنسانياً وأثرياً مثلما تجلى في ثلاثيته الشهيرة.وتبدأ رحلة الزائر داخل المتحف من "قاعة الحارة"، التي تبلغ مساحتها 27 متراً، وهي التي تتعرض لعلاقة نجيب محفوظ بالحارة المصرية التي ألهمته في الكثير من إبداعاته، حيث تهدف القاعة إلى الغوص في تفاصيل الحارة المصرية المتمثلة في أزقة وحواري القاهرة، وتقدم القاعة من خلال الوسائط السمعية والبصرية، مادة فيلمية عن الحارة وعلاقتها بأديب نوبل.القاعة الثانية داخل المتحف تحمل عنوان "أصداء السيرة" وتبلغ مساحتها 45 متراً مربعاً، وتمثل القاعة الجانب الشخصي من حياة محفوظ ومشوار حياته وأدبه، من خلال أراء النقّاد الذي أجمعوا أن مسيرة محفوظ الإبداعية تلخص تطور فن الرواية العربية في مراحلها التاريخية والواقعية والرمزية والملحمية، ولولاه لظل الطريق غير ممهد للأجيال التالية، وجاء تصميم القاعة ليقسمها إلى قاعتين متصلتين تتناول حياة محفوظ بجميع مراحلها مع عرض لمتعلقاته الشخصية واستحضار شخصه بالمكان.سحر المبنى الأثري، الذي يضم المتحف يلقى بظلاله على الزائر طوال جولته بالمتحف، وقد بدأ الأمير محمد أبو الدهب في بنائه عام 1703م، ويعتبر المسجد الملحق بالتكية من المساجد المعلقة، التي بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق، استخدم الموقع في بداياته ليكون مدرسة تساعد في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الوافدين على الأزهر، ويعد مسجد محمد أبو الدهب رابع المساجد التي شيدت في العصر العثماني، بعد مسجد سارية الجبل بالقلعة، مسجد سنان باشا ببولاق، مسجد الملكة صفية بالدواودية.ثالث القاعات داخل المتحف، هي قاعة التجليات التي تتناول فلسفة محفوظ من خلال سلسلة من النفاشات قدمها مع الكاتب الكبير جمال الغيطاني في حلقات تجليات مصرية، قد أولى الغيطاني أهتماما كبيرا بأدب نجيب محفوظ وقاهرة نجيب محفوظ التي تمثلت في رواياته بشكل خاص، وهو ما سيعايشه زوار المتحف من خلال المواد الفيلمية المعروضة بين محفوظ والغيطاني.القاعة الرابعة هي قاعة السينما، التي تعرض مشاهد من بعض روايات الأديب نجيب محفوظ والتي تحول بعضها إلى أفلام سينمائية، وتعرض القاعة مكتب محفوظ، حيث كان يعكف على كتابة تلك الروايات التي وجدت طريقها إلى قراء الروايات وعشاق السينما في مصر والعالم.المهندس الشابوري قال، إن القاعة تستهدف التعرف على أدب محفوظ وعلاقته بالسينما ومعايشة روح رواياته ونقل الحالة التي كان يعيشها عند الكتابة إلى الزوار، بالإضافة للتعرف على محتويات مكتبة محفوظ الشخصية وأهم الكتب التي أهدتها أسرته إلى المتحف.خامس قاعات المتحف هي قاعة نوبل، التي تتكون من فاترينة عرض تتوسط القاعة، تعرض شهادة الحصول عى نوبل وصورة طبق الأصل من ميدالية الجائزة التي حصل عليها الأديب نجيب محفوظ، أما محيط القاعة فيتكون من حوائط جرافيكية تعرض الشخصيات الحائزة عى جائزة نوبل في الأدب عى مدار117 عاماً منذ تأسيس الجائزة عام 1901، كما تعرض الحوائط الجرافيكية نص خطبة محفوظ التي تم إلقاؤها عند تسلم الجائزة.كما يضم المتحف قاعتي "أحلام الرحيل" و"رثاء"، بالإضافة إلى قاعة الدروع والشهادات التي تلخص المشوار الحافل والمنجز الكبير لنجيب محفوظ في الوصول بالأدب العربي إلى العالمية، بالإضافة إلى ركن مقهى الحرافيش، الذي يقدم محاكاة للحالة المحفوظية التي عاشها محفوظ برفقه أحبائه في الأجواء القاهرية.

مشاركة :