أعلنت الرئاسة التونسية، الخميس، وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، في المستشفى العسكري بمدينة تونس في تمام الساعة العاشرة و25 دقيقة صباحا، بعدما أصيب بوعكة صحية مساء الأربعاء نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.تسريبات بوفاته فجرا وسادت حالة من الارتباك خلال الساعات التي سبقت الإعلان عن الوفاة، وسط تسريبات عن وفاة الرئيس التونسي روجها البعض فجر الخميس، حتى جاء الإعلان الرسمي من الرئاسة التونسية، لتعم حالة من الحزن على الشعب التونسي، الذي فقد شخصية سياسية من الطراز الرفيع، خصوصا أنه تدرج في العديد من المناصب المختلفة، التي أهلته بجدارة لتولي منصب الرئاسة.تسمم غذائي وأكد حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس الراحل، لقناة نسمة المحلية مساء الأربعاء، تعرض والده لتسمم غذائي، وأشار إلى أنه أنه تم نقله إلى المستشفى العسكري بتونس إثر تعرضه لوعكة صحية طارئة ناتجة عن مخلّفات التسمّم الغذائي الذي تعرّض له خلال الفترة الماضية. ودعت الرئاسة التونسية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الخميس، إلى الالتفاف حول المؤسسات الدستورية بعد رحيل الرئيس الباجي قايد السبسي.المادة 84.. من يحكم؟ ووفقا للمادة 84 من الدستور التونسي، في مادته 84، فإنه عند الشغور الوقتي لمنصب رئيس الجمهورية، لأسباب تحول دون تفويضه سلطاته، تجتمع المحكمة الدستورية فورا، وتقرّ الشغور الوقتي، فيحل رئيس الحكومة محل رئيس الجمهورية، ولا يمكن أن تتجاوز مدة الشغور الوقتي 60 يوما. أما إذا تجاوز الشغور الوقتي مدة الستين يوما، أو في حالة تقديم رئيس الجمهورية استقالته كتابة إلى رئيس المحكمة الدستورية، أو في حالة الوفاة، أو العجز الدائم، أو لأي سبب آخر من أسباب الشغور النهائي، تجتمع المحكمة الدستورية فورا، وتقرّ الشغور النهائي، وتبلّغ ذلك إلى رئيس مجلس نواب الشعب، الذي يتولى فورا مهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لأجل أدناه 45 يوما وأقصاه 90 يوما. وقال رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، الخميس، إنه سيتولى منصب رئيس البلاد مؤقتا، وفقا للدستور، ودعا في خطاب بثه التليفزيون الرسمي إلى الوحدة.تقديم موعد الانتخابات ومن جانبه، قال رئيس هيئة الانتخابات في تونس، إنه سيجري تقديم موعد الانتخابات الرئاسية، الذي كان مقررا في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال إنه بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي سيتم تقديم موعد الانتخابات الرئاسية، وفقا للدستور الذي ينص على أن يكون لتونس رئيس جديد في غضون 3 أشهر. 7 أيام حداد وقرر رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، الخميس، إعلان الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية، على إثر وفاة الرئيس التونسي محمد الباجي قائد السبسي. كما قرر رئيس الحكومة إلغاء كل العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات، وذلك حتى إشعار آخر.عيد الجمهورية الـ62 وتتزامن وفاة السبسي عن عمر ناهز 92 عاما، التي جاءت قبل أشهر على انتهاء ولايته، مع “عيد الجمهورية” الـ62. واستطاعت الجمهورية التونسية الحصول على استقلالها في نهاية حكم محمد الأمين باي، عام 1956، وتم إعلانها جمهوريةً في عام 1957، في الخامس والعشرين من يوليو، وكان الحبيب بورقيبة هو الرئيس الأول لها.الظهور في مناسبتين الوعكة الصحية، التي تعرض لها الرئيس التونسي الشهر الماضي، والذي نقل على إثرها للمستشفى العسكري، وقضى مدة تقترب من الأسبوع، كان لها تأثيرها على السبسي، حيث لم يظهر بعدها سوى في مناسبتين فقط. ونشرت رئاسة الجمهورية مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي في 5 يوليو الجاري، قام خلاله بتوقيع أمر دعوة الناخبين وتمديد حالة الطوارئ. وكان آخر مرة ظهر فيها الرئيس التونسي، الإثنين الماضي، في أثناء لقاء جمعه بوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي.العالم ينعي السبسي قدّم قادة وزعماء العالم رسائل تنعي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، كما قدمت العديد من المنظمات التعازي لأسرته. وكان من ضمن الرسائل ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى في حق الرئيس التونسي، حيث أشار إلى مساهمته التاريخية فى مسيرة تطور تونس وتعزيز استقرارها، والتي سيسجلها التاريخ بأحرف من نور. وأوضح أنه سيرته ستظل حية وفاعلة في وجدان الشعب التونسى والشعوب العربية جميعا، كما تقدم بخالص التعازى والمواساة لأسرة الرئيس السبسى والشعب التونسى.هاشتاجات فيما تصدّرت هاشتاجات “#السبسي” و”#السبسي_في_ذمة_الله”، و”#السبسي_وداعًا”، قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولًا في تونس. وانتشرت رسائل التعازي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الشعب التونسي عن حزنه برحيل الرئيس والسياسي المخضرم الباجي قائد السبسي.خلفيته السياسية وفي أبريل الماضي، أعلن السبسي، الذي يبلغ من العمر 92 عاما عدم رغبته في الترشح لولاية رئاسية ثانية بالرغم من أن دستور البلاد كان يسمح له بذلك. وقال في أحد الأحاديث الصحفية، إنه ليس مقتنعا بأن من مصلحة تونس أن يعيد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ولد الرئيس التونسي عام 1926 وسط أسرة فقيرة في منطقة سيدي بوسعيد، أحد الأحياء القديمة في العاصمة التونسية، وتوفي والده المزارع، عندما كان السبسي في التاسعة من عمره. سافر السبسي إلى فرنسا عام 1948، ودرس المحاماة، حتى تخرج من جامعة السوربون، وقرر العودة إلى تونس في عام 1952. تدرج السبسي في مناصبه من مستشار للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة إلى إدارة الأمن الوطني ثم وزيرا للداخلية عام 1965، إلى أن تقلد وزارة الدفاع عام 1969، ومن ثم سفيرا لبلاده بفرنسا. تولى السبسي رئاسة البرلمان بين 1990 1991 ثم انسحب من الحياة السياسية ليمارس المحاماة، حيث قام بتأليف كتابين أحدهما عن الزعيم التونسي “الحبيب بورقيبة، البذرة الصالحة والزؤام” عرض خلاله تجربته السياسية ولم يخف إعجابه بخطه السياسي وأفكاره وانجازاته في التعليم والصحة. ومع انطلاق الثورة التونسية تم اختياره رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية التي شُكلت بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، وذلك في 27 فبراير/شباط 2011 . في نهاية عام 2014 خاض السبسي الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وفاز بالاقتراع المباشر وأصبح الرئيس الرابع للجمهورية التونسية.
مشاركة :