الحالة النفسية والغذاء غير الصحي تسببان ضغط الدم

  • 7/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إيمان عبدالله آل علي ارتفاع ضغط الدم، مرض صامت، وبات يصيب أعداداً كبيرة من أفراد المجتمع، ووصل حسب إحصاءات المسح الصحي الوطني إلى 28.8%، في العام الماضي، وزاد بنسبة 91% خلال 8 سنوات، وتعد الإمارات الأعلى في مؤشر ارتفاع ضغط الدم مقارنة بدول الخليج. فضلاً عن ذلك، ثمة مرضى مصابون بالمرض ولا يدركون ذلك نتيجة تجاهل الأعراض، وعدم إجراء الفحوص الدورية، وحسب جمعية القلب الأمريكية، فإن الإنسان يحتاج يومياً 1.5 جرام صوديوم، والمتوسط الإماراتي كمستهلك يتناول أكثر من 5 جرامات صوديوم في اليوم، من خلال الأطعمة والمواد الاستهلاكية التي تزيد الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتعد الوجبات السريعة، والسكريات، والوجبات الغنية بالدهون والدسمة، المنتشرة بكثرة في دولة الإمارات، من المسببات الرئيسية في ارتفاع ضغط الدم، حسب الأطباء، ويعد عامل الخطر الأكبر للإصابة بسكتة دماغية، وأمراض القلب، والتحكم في ارتفاعه من شأنه أن يقلل فرصة التعرض للعديد من الأمراض.أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بحسب النتائج الرسمية للمسح الصحي الوطني المعتمد من منظمة الصحة العالمية، أن نسبة البالغين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً ممن لديهم ارتفاع في ضغط الدم بلغت 28.8% بعد أن كانت 14.7% في عام 2010، ما يعني ارتفاعاً في نسبة المصابين يصل إلى 91.8%. وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل على تكثيف حملات التوعية بمرض ارتفاع ضغط الدم، وتقليل استهلاك الملح، وتعزيز الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم، من خلال خدمات الفحص الدوري، والعمل مع الجهات المختصة على إصدار تشريع بتقليل استهلاك الملح، والدهون المشبعة، وسن سياسة التطبيق.وحسب نتائج المسح مقارنة مع دول الخليج في مؤشر ارتفاع ضغط الدم، تجاوزت الإمارات دول الخليج في مؤشر ارتفاع ضغط الدم؛ حيث وصلت إلى 28.8%، وفي البحرين 21 %، والسعودية 23.3 %، والكويت 23.6 %، وعُمان 24.8 %.وأكدت الوزارة أنها تركز على زيادة الوعي والعلاج والمتابعة والتشجيع على تجنب عوامل الخطورة المؤدية للإصابة، فضلاً عن توعية الأفراد، وتشجيعهم على اتباع أنماط حياة صحية من خلال تناول الطعام الصحي، والتقليل من استهلاك الملح، بسبب عواقب الإكثار من استهلاكه الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم، ويرفع مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب، وذلك في إطار استراتيجية الوزارة التي تهدف إلى تعزيز أنماط الحياة الصحية لمجتمع دولة الإمارات لتطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية «2017 - 2021»، بالتعاون مع الجهات المعنية ومنظمة الصحة العالمية.وأكدت أن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل المسبب الرئيسي للوفيات في الدولة بنسبة تعادل 30 %، ويعتبر مرض ضغط الدم أحد هذه الأمراض. ونسبة الإصابة بمرض ضغط الدم مرشحة للارتفاع خلال السنوات المقبلة، بسبب توافر العوامل المسبب للإصابة بالمرض. وأكدت الدكتورة «ريتو كاري»، أخصائية جراحة عامة، أن الوجبات السريعة، والسكريات، والوجبات الغنية بالدهون والدسمة، المنتشرة بكثرة في دولة الإمارات، هي من المسببات الرئيسية في ارتفاع ضغط الدم، إلى جانب العوامل الوراثية، والبدانة، والتدخين، والحالة النفسية السيئة من أبرز أسباب ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وأمراض القلب والأوعية الدموية. كذلك يؤدي الإكثار من استهلاك الملح إلى ارتفاع ضغط الدم، لذلك يجب التوعية بأهمية اتباع أساليب حياة صحية، وتناول الطعام الصحي،وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم. وضع قوانين صارمة وأكد د.سهيل الركن، استشاري أمراض المخ والأعصاب والدماغ بمستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي، ورئيس الجمعية الإماراتية لطب الأعصاب، أنه حسب الدراسات التقديرية فإن المصابين بارتفاع ضغط الدم من البالغين في الدولة أكثر من الثلث، وأكثر من المصابين بالسكري، وفي دراسة خاصة بمستشفى راشد فإن عدد المصابين بالجلطة الدماغية في المستشفى 72% منهم لديهم ارتفاع في ضغط الدم. وشدد على ضرورة وضع قوانين صارمة للحد من استخدام الصوديوم في الأطعمة، ووضع تشريعات للتغذية، وتعميمها على البضائع المستوردة والمطاعم، وتوعية الناس بحيث يرون الملصق الذي يحتوي على محتويات المنتج كافة، ويختارون المنتج الصحي، ونحتاج إلى برامج توعوية مكثفة لارتفاع ضغط الدم، وعلاقته بفرط تناول الصوديوم، فثمة دراسة أجريت تثبت أنه إذا قلل الشخص 50 % من استهلاكه للأملاح والصوديوم يومياً، سيقلل ضغطه نحو 16 درجة من غير حاجته لتناول الدواء. وأضاف: توجد دراسة جديدة أجريت في ألمانيا قبل سنتين، مفادها أن مشي الشخص سريعاً يومياً 20 دقيقة سيعيش 20 سنة إضافية، حيث يعتدل ضغط الدم، وعضلة القلب، والذهن، والمدارك العقلية تصبح أفضل، فبممارسات بسيطة لا تكلف الحكومة شيئاً يمكننا الحد من العديد من الأمراض، ويجب الاستثمار فيها. يطلق عليه القاتل الصامت وأكد د. سامح السيد، أخصائي طب الكلى في مستشفى الزهراء بالشارقة، أن ثمة اكثر من دراسة أجريت في الإمارات العربية المتحدة، وجد أن اكثر من 30% يعانون الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم الذي يطلق عليه القاتل الصامت، حيث لا يعاني الكثيرون أية أعراض نتيجة لارتفاع ضغط الدم. ويقسم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين رئيسيين، حسب الأسباب، فالنوع الأول، وهو الأكثر انتشاراً بنسبة تزيد على 80% وهو غير معروفة أسبابه، وتلعب الوراثة دوراً رئيسياً في الإصابة به، أما النوع الثاني فله أسباب متعددة، أهمها أمراض الكلى المزمن، وزيادة نشاط الغدة الدرقية، والغدة فوق الكلوية، وأمراض المناعة، مثال مرض الزئبقة الحمراء، ومرض السكري، وبعض أمراض القلب، والسمنة المفرطة، ومرض توقف التنفس أثناء النوم. وتشكل التغذية الصحية دوراً أساسياً، حيث يجب الاعتماد على تناول الفاكهة، والخضراوات الطازجة، والأسماك المشوية، والإقلال من اللحوم، والملح، والمخللات، كذلك الإقلال من تناول الكافيين، والامتناع عن التدخين. العوامل المسببة للمرضوأجرت سيجنا الشرق الأوسط للتأمين، استبياناً يسلط الضوء على الاعتقاد الخاطئ السائد بين سكان دولة الإمارات حول العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم، وأعراضه. وقال آرثر كوزاد، الرئيس التنفيذي لشركة سيجنا الشرق الأوسط، 30% من البالغين يعانون ارتفاع ضغط الدم، و96% من الأفراد الذين يصابون بأول نوبة قلبية لديهم سابقة بمرض ارتفاع ضغط الدم، و16% لم يفحصوا ارتفاع ضغط الدم من قبل، و45% يعتقدون أن ارتفاع ضغط الدم لا يعتبر مشكلة صحية خطيرة، و50% ممن يعانون ضغط الدم لا يدركون المشكلات الصحية التي يسببها هذا المرض. وأكد أن الدراسة أشارت إلى أن التوتر الشديد، والتاريخ العائلي، والوزن، والخمول البدني، هي أكبر العوامل المسببة لمرض ارتفاع ضغط الدم، وأن ضغط الدم المرتفع قد لا يكون له أية أعراض، وهذا يؤدي إلى توصيف هذه الحالة بأنها «قاتل صامت». ومن المحتمل أن يكون هذا عاملاً رئيسياً في تدني مستوى الوعي، وارتفاع معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم في البلاد. أول نوبة قلبية قال الدكتور عمر حلاق، استشاري أمراض القلب والأوعية التداخلية في المستشفى الأمريكي بدبي، إن نحو 69% من الأفراد الذين يصابون بأول نوبة قلبية لديهم تاريخ بمرض ارتفاع ضغط الدم. لذا يتعين على الأطباء أن يتعاونوا مع المرضى لتوعيتهم بأفضل الطرق المناسبة للتخفيف، والتحكم في المرض قبل أن يشكل تهديداً للحياة. يتوفى سنوياً 17 مليون شخص تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص على مستوى العالم يعاني ارتفاع ضغط الدم، ويتوفى سنوياً ما يقارب ال 17 مليون شخص عالمياً، بسبب أمراض القلب والشرايين، ومن هذه الوفيات هناك نحو 9.4 مليون وفاة عالمياً، بسبب مضاعفات ارتفاع ضغط الدم. ويعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم، (والمعروف باسم القاتل الصمت)، المسؤول عن 45% على الأقل، من حالات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب، و51% من الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية.

مشاركة :