لكل مهاجر قصة..صورة لأم تحاول إنقاذ إبنها من مزيج سام مكون من العنف والفقر وانعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ والفساد كافة أشكال المعاناة التي يعيشها دول العالم الثالث، على الحدود الأمريكية المكسيكية تثير تعاطفا كبيرا وتفاعلا فيروسيا على شبكات التواصل الإجتماعي فضلا عن مواقع الأخبار العالمية. أمسكت "ليدى بيريز" يد ابنها البالغ من العمر ستة أعوام، وبنحيب بدا ظاهرا في صورتها التي إلتقطها لها مصور وكالة رويترز الأخبارية، مزحت البكاء بالتوسلات التي تضرعت بها إلي أحد أفراد حراس الحدود المكسيكيين المتواجدين على الحدود المكسيكية الأمريكية والذي زاد إنتشارهم بشكل كبير بعدما هدد ترامب المكسيك وطالبها بمزيد من الأمن على الحدود لوقف سيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون أمريكا. أريد أن يكون له مستقبلًا أفضل من ذك الماضي الذي واجهته في جواتيمالا، كانت المرأة تتحدث عن أبنها الذي كان يحدق بنظرات غير مستوعبة للحارس الذي يحمل سلاحه. طالبته المراة مرارا وتكرارا وتوسلت إليه أن يخلي سبيلهما إلي السماح لها بالمرور إلي الحدود الأمريكية، كانت تقول له لا تدعهم يعيدوني مرة أخرى، أريد فقط أن أعطي ابني حياة أفضل. وصلت العديد من العائلات إلى الحدود المكسيكية مع الولايات المتحدة من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور، هربًا من العنف والفقر وانعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ والفساد، إلا أن تحت ضغط من الولايات المتحدة لوقف تدفق المهاجرين، وجه رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ما يقرب من ثلث قوة شرطة الحرس الوطني العسكري في البلاد للقيام بدوريات على الحدود. أثارت الصورة التي تجسد المحنة التي عاشتها بيريز انتقادات في المكسيك، للدرجة التي دفعت رئيس المكسيك السابق فيليب كالديرون بإعادة نشر الصورة على حسابه وكتب: يا للأسف! يجب ألا تقبل حكومة المكسيك هذا". التقط مصور رويترز خوسيه لويس جونزاليس تلك الصور وقال إن الجندي المتمركز في الصورة، الذي رفض التصريح بإسمه قال إنه كان ملتزم بالأوامر فقط. وقال جونزاليس لرويترزلم يهاجم الجندي المرأة خلال مشهد التوسل والتضره الذي استمر تسع دقائق كما أن بيريز لم تكن راضية عن استجابة الجنود الصارمة لذا إندفعت إلي الحدود مع ابنها عندما نظر الجندي بعيدًا.تم إحتجاز الأم وابنها من قبل حرس الحدود الأمريكية في انتظار النظر في قضيتهما التي ستنفرج عن السماح لهما بالدخول أو إعادتهم إلي المكسيك. ووفقا لما نشرته الجارديان البريطانية، تعتبر إدارة ترامب دخول بيريز وأنتوني، دخولا غير قانوني، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية تجعل من الدخول القانوني لطالبي اللجوء أمرًا مستحيلًا تقريبًا. دفعت صعوبة طلب اللجوء الأشخاص إلى محاولة الدخول إلى أجزاء أخرى من الحدود، غالبًا بقصد القبض عليهم من قبل دورية الحدود الأمريكية ليتم السماح لهم بالانتظار عدة أشهر قبل السماح لهم بالاتصال بالمسؤولين الأمريكيين وطلب اللجوء. منذ ذلك الحين، أُعيد ما يقرب من 20 ألف شخص تمكنوا من طلب اللجوء من مسؤول أمريكي إلى المكسيك لانتظار معالجة قضيتهم كجزء من سياسة إدارة ترامب المعتمة في الخاصة بالمهاجرين.أبلغ المهاجرون العائدون الصحفيين والمحامين والمحاكم أنهم تعرضوا للابتزاز والاعتداء والاغتصاب في المكسيك. لا أحد يعلم ما يحمله المستقبل لبيريز وابنها، لكن المصور قال إن وجهها في الصور انعكاس بسيط لمعاناة جميع المهاجرين.كثير من الناس يحكمون على المهاجرين، ويسألون لماذا لا يبقون في بلدهم، ولماذا يأتون إلى هنا أو لماذا يعبرون إلى الولايات المتحدة... وكل تلك الأحكام مجرد هراءات دون علم فلكل مهاجر قصة.
مشاركة :