نزح أكثر من 400 ألف نسمة في شمال غربي سوريا في غضون ثلاثة أشهر، على وقع التصعيد العسكري للقوات الحكومية وحليفتها روسيا، فيما قتل ما لا يقل عن 103 مدنيين في الأيام العشرة الماضية بينهم 26 طفلاً، في وقت نددت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، باستمرار الهجمات التي تستهدف المدنيين والمرافق الخدمية والطبية، في حين اغتيل قيادي سابق في «الجيش السوري الحر» المعارض شرقي البلاد. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون أمس، إن «أكثر من 400 ألف شخص نزحوا منذ نهاية إبريل/ نيسان» في شمال غربي سوريا. وتسببت غارات لقوات النظام أمس الجمعة، بمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرين آخرين بجروح. وقضى أحد القتلى جراء استهداف سوق جملة للخضر في مدينة سراقب، للمرة الثانية منذ الاثنين وفق المرصد وشهود عيان. وقال مدير مركز الدفاع المدني في المدينة ليث العبد الله «السوق شريان الحياة في المدينة لأن أرزاق الناس موجودة فيه». وتابع «الوحشية التي يستخدمها الطيران الحربي في قتل المدنيين وتدمير ممتلكاتهم أمر فظيع».وندّدت الأمم المتحدة أمس ب«اللامبالاة الدولية» حيال تزايد عدد القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية التي استهدفت مؤخراً «المرافق الطبية والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية مثل الأسواق والمخابز». وقالت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه في بيان «هذه الممتلكات مدنية، ويبدو من المستبعد جداً أن تكون قد ضُربت عرضاً نظراً إلى النمط المستمر لمثل هذه الهجمات». وأوضحت باشليه أن الضربات الجوية على مدارس ومستشفيات وأسواق ومخابز أسفرت عن قتل ما لا يقل عن 103 مدنيين في الأيام العشرة الماضية بينهم 26 طفلاً. وشددت على أن «الهجمات المتعمّدة ضد المدنيين هي جريمة حرب، كما أن من أمر بتنفيذها أو نفّذها مسؤول جنائياً عن أعماله». وأشارت باشليه بقلق إلى أن النزاع في سوريا «لم تعد تلتقطه الرادارات الدولية». وأضافت «أما اليوم، فتؤدي الغارات الجويّة إلى مقتل وتشويه أعداد هائلة من المدنيين عدة مرات في الأسبوع، ويبدو أن الرد عليها هو بتجاهلها جماعياً». ورأت أن «مجلس الأمن أصيب بالشلل بسبب فشل أعضائه الدائمين الخمسة المستمر في الموافقة على استخدام سلطتهم ونفوذهم لوضع حد نهائي للاشتباكات وعمليات القتل». وقالت الأمم المتحدة إن «مدناً وقرى بأكملها خلت على ما يبدو من سكانها الذين فروا... بحثاً عن الأمان والخدمات الأساسية». من جهة أخرى، قتل، ياسر الدحلة، القيادي السابق في الجيش السوري الحر ومجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية،أمس على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة ودير الزور شمال شرقي سوريا. واتهم قيادي في مجلس دير الزور المدني التابع للمعارضة السورية «وحدات حماية الشعب الكردي بأنها تقف خلف عملية اغتيال ياسر الدحلة القيادي السابق في الجيش السوري الحر ومن مؤسسي مجلس دير الزور العسكري». وأكد القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه «بحسب أحد مرافقي ياسر الدحلة فإن ثلاث سيارات أطلقت النار منها تعود لقوات سوريا الديمقراطية، على طريق دير الزور الحسكة». (وكالات)
مشاركة :