أخشى أن يكون مآلنا مشابهاً لمصير الهنود الحمر

  • 4/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذر الروائي الجزائري د. واسيني الأعرج من أن تكون نهاية العرب مشابهة لنهايات الهنود الحمر، الذين كانت لهم حضارة، إلا أن مصيرهم كان الفناء، منوهاً إلى أننا نعيش مرحلة خطيرة داعياً إلى عدم التقليل من المخاطر، وقال: "ينتظرنا أحد مصيرين؛ فإما أن تقذف بنا نهاية تلك المرحلة نحو حداثة محتملة تبنى على أسس موضوعية أو تنتهي بنا نحو الإفناء"، وأضاف: "ما الذي يمنع أن نتحول إلى هنود حمر!"، وقال ليلة تكريمه في إثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة بحضور حشد كبير من المثقفين والمهتمين بالمشهد الثقافي :"أكتب رواية تحمل عنوان"حكايات العربي الأخير"، وهي جرس إنذار، يحاول فيها البطل أن يستعيد التاريخ الماضي قبل حدوث الكارثة"، ونوه إلى غياب الإنتليجنسيا العربية - مجموعة ثقافية عربية موحدة تتفق على حد أدنى وتدافع عن قيمها الثقافية - الأمر الذي أسهم في ضياع التأثير الثقافي والأدبي، والذي يمكن أن يمتد تأثيره على القرار السياسي متى ما تشكل لوبي مؤثر في القارتين الأوروبية والأميركية، ولفت إلى سوء الأوضاع التي يعيشها الوطن العربي حيث يعيش وضعاً قاسياً فالوضع تعقد كثيراً بحدوث التقسيمات الداخلية بعد أن عانى من تقسيم الأرض، وحدد وظيفة الكاتب بإنتاج القيم الجمالية. من جهة أخرى أشار الأعرج إلى أهمية المرأة في النص الأدبي، قائلا:" المرأة معطاءة، تخلق المستحيلات، حيث يوجد جانب خلاق لدى المرأة لا يتوافر لدى غيرها". أما عن النخب الثقافية العربية في أوروبا فأكد أن مشكلة العرب في أوروبا تكمن في البحث عن مجد شخصي، وأشاد بنخب عربية في الجامعات والمؤسسات الثقافية يسعون إلى تحسين الصورة القاتمة للعرب. أما عن سيرته الذاتية فأكد الأعرج أن حياته لا يوجد فيها ما هو استثنائي، وهو الذي ولد ونشأ خلال الفترة التي شهدت الاستعمار والثورة، وهي التجربة التي سببت له جروحات كثيرة لعل أهمها منع تعلم اللغة العربية، إلا أنه كان محظوظاً - على حد وصفه - بجدته الأمية التي كانت على درجة من النباهة، معيداً الفضل لها بتعلم العربية بعد إلحاحها وإصرارها عليه. الأعرج تناول بعد ذلك إشكالية العلاقة بين الفعل النقدي والإبداعي، وقال: "بقدر ما يكون الفعل الإبداعي أكثر تحرراً، إلا أننا نجد الحركة النقدية عموماً أقل بكثير من الفتوحات التي حققتها الرواية"، وأضاف: "قد يكون السبب في ذلك؛ لأن النقد في طبيعته الأكاديمية مشروط بسلسلة من النظم لا يستطيع أن يخرج عنها، ويظل الانفتاح محدوداً في الفعل النقدي"، وأشاد بتفرد قلة من النقاد في الساحة العربية التي استطاعت أن تخرج من الدائرة الأكاديمية الضيقة وتتعامل مع النص بوصفه منجزاً ثقافياً، وشدد على تبعية الفعل النقدي للفعل الإبداعي لأسبقيته. الأعرج الذي اكتشف متأخراً أنه يقرأ رواية ألف ليلة وليلة على أنها المصحف بعد أن سرقها من المسجد الذي كان يدرس العربية فيه، أكد على أنه شعر باللغة العربية بشكل استثنائي حين قرأ القرآن الكريم وأتم حفظ بعض أجزائه، وأعاد الفضل لتكوينه الثقافي لألف ليلة وليلة، وأبدى دهشته بالحضور الجيد لكتاب المغرب في المشرق العربي بعد شيوع الوسائط الإلكترونية وانتقال المركز الثقافي من القاهرة إلى بيروت والتأثير الجيد للجوائز العربية.

مشاركة :