وزير الشؤون الإسلامية: التحالف العربي قوة في وجه شريعة الغاب

  • 4/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن زيارته الحالية لجمهورية باكستان الإسلامية تأتي للتواصل مع المسؤولين في وزارة الشؤون الدينية الباكستانية وعلماء باكستان، وأن هذا التواصل دائم ومستمر بين الوزارتين في البلدين. وقال في كلمة استهل بها اللقاء الصحفي الذي عقده في البيت السعودي بإسلام آباد الليلة الماضية: "إن الوقت الحالي والظروف الحالية التي تمر بها المنطقة وما يجري في اليمن أيضاً من اعتداء للمليشيات الحوثية على حقوق الرئاسة اليمنية وحقوق الشرعية للرئاسة المنتخبة، أيضاً يحتاج إلى كثير من الإيضاح في الإعلام الباكستاني ولعلماء باكستان حتى تصلهم الحقيقة في شكل مفصل، ومن المهم دائماً أن يكون عند الإعلام الوضوح في الحقائق لأن تحري الحقيقة والبحث عنها هو دائماً مطلب وذلك عبر وسائل الإعلام". وبين معاليه أن عملية "عاصفة الحزم" هدفها نصرة الشرعية، وأن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هو الذي طلب من المملكة ودول مجلس التعاون انقاذ اليمن من دمار كبير تقوم به مليشيات الحوثي". وأوضح الشيخ صالح آل الشيخ أن هذا التحالف هو عربي إسلامي ودولي يرفض الهيمنة التي تريدها دولة إقليمية وحمل السلاح وخرق سيادة الدول وعمل مشاكل في أي دولة، وهذا ليس المنطق السليم وليس منطق العشرة والجوار وليس مُقراً في القوانين العالمية والأعراف بين الدول وأيضاً ليس موافقاً للإسلام وما جاء في القرآن والسُنة بأن لا يجوز أن يعتدي أحد على أحد من المسلمين، والذي يحصل هو أن هذا التحالف هو قوة في وجه شريعة الغاب. وأشار إلى أن باكستان منذ نشأتها عودت الأمة الإسلامية على أن يكون لها الأثر الإيجابي في التحالفات وفي التعاون في قضايا الأمة الإسلامية، وقال "أنا أؤكد لكم أن باكستان والمملكة العربية السعودية دائما على أفضل ما يرام، ولذلك نحن نتوقع من دولة باكستان الشقيقة دائما الوقوف مع الحق. وأنهم لا يقرون التوسع الإقليمي لبعض الدول، ولا يقرون رغبة بعض الدول الإقليمية في إثارة القلاقل والخلافات في اليمن، فاليمن في تاريخه يعرفه العلماء والمؤرخون أنه معروف باليمن السعيد، لأنه دائماً في أمن وأمان، ومع وجود تعدد مذهبي فيه، وفيه جميع الفئات ومع ذلك لم يكن يوماً ما في اليمن أثارات مذهبية وعرقية تجعل اليمن غير سعيد، فاليمن في التاريخ يمن سعيد، وتحويل اليمن إلى يمن غير سعيد بمنطق سلاح ومنطق قوة فإن هذا لا يمكن أن يكون". وتطرق معالي الشيخ صالح آل الشيخ إلى ماشهدته الجمهورية اليمنية من أحداث قبل عدة سنوات ومع ما يوجد فيه من أسلحة إلا أن الثورة كانت سلمية وعلى شكل مسيرات ومطالبة، حتى صارت المبادرة الخليجية وكانت محل رضا الجميع، أما الآن فجاء حمل السلاح وفرض منطق القوة من قبل المليشيات، وقال "لذلك نتوقع من باكستان أن تحمي الحقيقة وتنصر المظلوم سياسياً وأن تقف في وجه التوسع الإقليمي لبعض الدول، فالجميع يعلم الأحداث التي تجري في العراق وسورية ولبنان والآن في اليمن. وحول احتمالية تأثير الحياد الباكستاني على العلاقات القائمة بينها وبين أشقائها في دول الخليج العربي قال معاليه: "أولاً الحيادية هذه جاءت فيما قرره البرلمان، أما دولة رئيس الوزراء والحكومة فهم يصرحون أنهم مع التحالف، وأما مسألة التدخل العسكري أو المد العسكري هو الذي فيه بحث، فالحكومة الباكستانية ودولة رئيس الوزراء صرحوا أكثر من مرة بأنهم مع المملكة العربية السعودية ومع التحالف". ورأى معالي وزير الشؤون الإسلامية أن المليشيات الحوثية هي أقلية بقرية في شمال اليمن، وجاءهم دعم من إيران وأصبحوا ينتشرون في اليمن بهذا الدعم وأدى إلى السعي نحو إسقاط الشرعية وإبعاد الرئيس وحل البرلمان وإلغاء الدستور، وهذه الأشياء كلها هي شريعة القوي وشريعة السلاح، مؤكدا أن العالم المتحضر والعالم المعاصر لا يمكن أن يقر منطق القوة وشرعية السلاح وشريعة فرض الأمور بالقوة. وأكد الشيخ صالح آل الشيخ أن المملكة تدعم السلام والاستقرار وتسعى لتكون الشعوب العربية والإسلامية في أحسن حالات العيش، وسواء أكانت النزاعات الداخلية قريبة أو بعيدة فإنها لا تسر المملكة العربية السعودية، التي تسعى دائماً إلى الصلح والتوافق، مشدداً على أن المملكة قوية بكل مجالاتها، قوية أولاً بدينها وفيها مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقوية إنسانياً، والعالم الإسلامي جميعاً مع المملكة لأن فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة وبها المقدسات الإسلامية، لا يمكن لأي مسلم في العالم أن يقبل أن تُمس المملكة العربية السعودية ولا أن تمس حدودها. وغادر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ جمهورية باكستان الإسلامية بعد زيارة استمرت يومين. وكان في وداع معاليه بمطار إسلام آباد الدولي القائم بالأعمال بالنيابة بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان الوزير مفوض جاسم بن محمد الخالدي ومستشار وزير الشؤون الدينية الباكستاني سجاد قمر، ونائب أمير جمعية أهل الحديث المركزية الشيخ علي أبو تراب. وقد أجرى معاليه خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات مع وزير الشؤون الدينية الباكستاني سردار محمد يوسف وزعماء الأحزاب السياسية والجمعيات الإسلامية والعلماء والبرلمانيين لتعزيز وتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين.

مشاركة :