في المسار الوطني لأي شعب يكون التفعيل الحقيقي للحركة التنموية وبناء المستقبل رهنا بمدى ما يمكن ان يقدمه المواطن في هذا المسار.. ويكون هنا الفرد احد العناصر الايجابية لخلق مستقبل افضل ليس له كفرد وانما ليشمل كل افراد الشعب.. إذ تمتحي "الأنا" في هذه الحالة ويكون العمل الوطني شمولي الفعل وشمولي النفع. ومن هنا كانت اشارة سمو رئيس الوزراء في الخطاب الموجه إلى المواطنين والذي حدد فيه برنامج الوزارة الجديدة في المرحلة المقبلة، كانت اشارة سموه إلى مسألة تطوير برامج ومناهج التربية والتعليم لتلبي احتياجات التنمية وبناء شخصية المواطن ليتحمل مسؤوليته في المرحلة القادمة. ولنا ان نتوقف عند الاشارة إلى "بناء شخصية المواطن" وهو ما يأخذنا إلى التأكيد على ان الدور المناط بالمؤسسة التربوية والتنمية بناء واعداد الشخصية الجديدة للمواطن الذي سيتحمل مسؤولية المستقبل. اننا لا بد من غرس مبادئ العمل الجماعي في المواطن وبناء الانسان العامل ضمن المجموعة فلن يكون المستقبل إلا للذين يتفانون في العمل بالروح الجماعية في كل موقع وفي كل مجال.. ان الدول التي اصبح لها كيان قوي وكيان صلب ليست الا تلك الدول التي انتهجت مبدأ العمل الجماعي. لقد آن الأوان في ان نغرس هذه المبادئ والتي هي ليست بعيدة عن تاريخنا وتراثنا وتقاليدنا وهويتنا العربية والاسلامية، كما أكد عليها سمو رئيس الوزراء في خطاب برنامج عمل الوزارة الجديدة. ان هذه المبادئ متى ما تم تأكيدها والعمل على إثراء برامج ومناهج التربية والتعليم بحيث يتشبع بها الجيل القادم من ابناء الوطن سوف نكون قد وضعنا اقدامنا على ارض صلبة تؤسس مستقبلاً افضل وحياة زاهرة لشعب عرف كيف يصنع المستقبل بالعمل الجماعي الفاعل في حركة البناء والتنمية وليكون بذلك مستحقاً للحياة الافضل. 6/29/1995 12:00:00 AM
مشاركة :