تحاول الأمهات الحوامل قدر الإمكان تجنب حدوث حالات الولادة المبكرة؛ لأنها تتسبب في العديد من الأضرار للجنين، والتي ربما تصاحبه على مدى حياته؛ ولذلك يهتم الأطباء بتقــــــديم النصائح المهمة؛ لمنع هذه المشكلة.وفـــــي هذا الإطار نجحت دراسة نرويجية جديدة في التوصل إلى أن بعض الحوامل يتعرضن للإنجاب المبكر؛ نتيجة عدم استهلاك الكمية المطلوبة من فيتامين «ب12»، وخاصة من مصدره الحيواني.وحذرت هذه الدراسة السيدات في مراحل الحمل من عدم تناول المقدار المناسب من اللحوم والحليب والبيض، وهي مصادر حيوانية ضرورية؛ حيث تتناقص لديهن مستويات فيتامين «ب12» بشكل ملحوظ، ما يسبب مضاعفات جسيمة على صحة الجنين.وقام الباحثون بإجراء دراسة واسعة ضمت 12 ألف سيدة حامل من 15 دولة مختلفة، وتبين أن نقص فيتامين «ب12» يرتبط بمشكلة الإنجاب المبكر؛ لأن الطعام المتوازن والمتكامل؛ يمثل أهمية كبيرة لصحة الأم والجنين.وتنبع ضرورة تـــــناول فيتامين «ب12» من الدور الكبير الذي يلـــعبه في وظائف الجســـم الحيوية؛ حيث يساهــــم في إنتاج كرات الدم الحمراء، وكذلك طاقة الأيض الخلوية، وأي نقـــص أو تراجع في معدلة الطبيعـــــي؛ يقود إلى مشكلة الأنيميا، ويـــــؤدي إلى حدوث تلف شديد في الجهاز العصبي، ولا يستطيع الجسم إنتاج هذا الفيتامين بشكل ذاتي؛ ولكنه يستمده من مصدر حيواني.وتوضح الدراسة: إن البلاد التي تعتمد على وجبات حيوانية المصدر، تتراجع فيها مستويات نقص فيتامين «ب12» عند السيدات في مرحلة الحمل، بينما البلاد التي تعتمد على استهلاك الغذاء النباتي، يزيد فيها عدد الحوامل إلى 70% اللاتي يعانين نقصاً في هذا الفيتامين.ولا يؤثر نقص هذا الفيتامين في وزن الجنين؛ ولكنه يرتبط بزيادة فرص الولادة المبكرة بمقدار 25%، كما أظهرت النتائج أن السيدات النباتيات اللاتي يتناولن البيض يومياً لا يحدث لهن أي نقص في هذا الفيتامين؛ نتيجة الحصول على المقدار المطلوب منه.وتقول الدراسة: إنه يمكن الحصول على الكمية المطلوبة على مدار اليوم، عن طريق تناول اللبن و65 جراماً من الأجبان، ويجب أن تضاعف السيدات الحوامل من هذه الكميات، ويجب على النباتيين تناول المكملات الغذائية لهذا الفيتامين؛ لتعويض نقصه.
مشاركة :