الخرطوم – الوكالات: كشف محققون سودانيون امس أنّ عناصر من قوات الدعم السريع شبه العسكرية شاركت في العملية الدامية لفض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم الشهر الفائت، بدون أن يتلقوا أوامر رسمية بذلك. وقال فتح الرحمن سعيد رئيس لجنة التحقيق في فض الاعتصام في 3 يونيو إنّ الأوامر صدرت بتطهير منطقة كولومبيا التي «تشهد ممارسات غير قانونية» والقريبة من موقع الاعتصام، لكنّ جنرالا في هذه القوات «خالف التوجيهات» وأمر بفض تجمع المحتجين في عملية أوقعت عشرات القتلى. وذكر سعيد في مؤتمر صحفي بثّه التلفزيون الرسمي أنّ الجنرال «خالف التوجيهات وقام بقيادة قوة معسكر الصالحة (لقوات الدعم السريع) إلى داخل منطقة الاعتصام واصدر توجيهاته بإنزال القوة من العربات وقام بجلد المعتصمين». وقوات الدعم السريع هي قوات شبه عسكرية واسعة الانتشار والنفوذ ويخشاها الناس على نطاق واسع في السودان. ويتهم المحتجون ومنظمات حقوقية قوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، بالهجوم على المعتصمين، فيما يقول حميدتي إنها مزاعم هدفها تشويه صورة قواته. وعقد سعيد مؤتمره الصحفي لعرض نتائج عمل فريق التحقيق الذي ضم وكلاء نيابات وممثلين عن القضاء العسكري والمستشارين القانونيين للشرطة وجهاز الأمن وقوات الدعم السريع. وقال سعيد «في 6 ابريل تجمعت اعداد كبيرة من المواطنين السودانيين امام القيادة العامة للقوات المسلحة يمارسون حقهم الدستوري في التجمع السلمي» وتابع أنّ «بعض المخالفين كونوا تجمعا اخر فيما يعرف باسم منطقة كولومبيا وتمت فيه ممارسات سالبة وغير قانونية واصبح مهددا امنيا». وهو ما دفع السلطات «لاتخاذ الترتيبات اللازمة لتنظيف هذه المنطقة»، بحسب سعيد، وأكّد «صدرت التعليمات للقوات المنفذة بعدم تجاوز (منطقة كولومبيا) لمنطقة الاعتصام». وكشف سعيد عن تورط ضباط في قوات الدعم السريع عرّف عنهم بالأحرف الأولى من أسمائهم في مهاجمة المعتصمين. وقال إن «ضابطا برتبة لواء «ا س ا» اصدر أمرا للعقيد «ع ع م» بتحريك قوة مكافحة الشغب التابعة لقوات الدعم السريع ولم يكونوا ضمن القادة لمنفذين نظافة منطقة كولومبيا ولم تكن لديهما اي تعليمات او اوامر بالمشاركة في خطة نظافة المنطقة». كما أشار إلى أن «النقيب «ح ب ع» من قوات مكافحة الشغب التابعة لقوات الدعم السريع والذي حضر للمشاركة في عملية نظافة كولومبيا دخل منطقة الاعتصام» لتفريق المحتجين رغم عدم صدور الأوامر له للقيام بذلك. وأوضح «تبين ان بعض القوات المشتركة (في عملية كولومبيا) من قوات مكافحة الشغب وقوات الحماية وقوات التأمين، دخل بعض افرادها وتجاوزوا مهامهم بدخول ساحة الاعتصام». وتابع «قامت القوات بإزالة المتاريس وضرب الغاز المسيل للدموع والاطلاق الكثيف والعشوائي للأعيرة النارية ما ادى لاصابة بعض المعتصمين وسقوط قتلى وجرحى وحرق بعض الخيام وإتلاف بعض الممتلكات». وأكّد سعيد مقتل 87 شخصا بين 3 و10 يونيو بينهم 17 شخصا في ساحة الاعتصام في يوم فضه، بالإضافة لإصابة 168 شخصا دون أن يحدد الإطار الزمني لذلك. لكنّ لجنة أطباء السودان المركزية المقربة من حركة الاحتجاج قالت إنّ 127 شخصاً قتلوا في الثالث من يونيو خلال عملية فض الاعتصام.
مشاركة :