نجحت شركة «أرامكو السعودية» بتسـلم مشروع التوليد المـزدوج للكهربـاء والبخـار فـي معمل الفاضلـي للغاز أول إمـدادات البخـار إلى المعمل الذي يبعد ما يقرب من 40 كلم عـن مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، وذلك للمسـاعدة في بدء تشغيل مجمع الغازات الصناعية في الفاضلي بأكمله بطاقـة 2.2 مليـار قدم مكعبـة فـي اليـوم، وبتكلفة إنشائية إجمالية بقيمة 50 مليار ريال، بالإضافة إلى تحقيقه وفورات كبيرة في التشغيل السنوي وفي رأس المال نتيجة تحسين المشروع، حيث سـجلت تعريفـة الطاقـة الكهربائيـة للمشـروع أدنـى مسـتوى تـم تحقيقـه، فـزادت الوفـورات الرأسمالية بقدر كبير نتيجة تحسين المشروع، فضلاً عن وفورات التشغيل السنوية. ويعـد مشـروع التوليد المـزدوج للطاقة والبخار المشـروع الأول فـي أكثـر مـن مجـال بالنسـبة للمملكـة وأرامكـو السـعودية، وهـو أول مشـروع مشـترك للطاقـة الكهربائيـة بين أرامكو السـعودية والشـركة السـعودية للكهرباء، بنسبة 30 % من المشاركة في الأسهم لكل شركة، وهـو أيضـاً أول مشـروع لتوليـد الطاقـة يعمـل بالغـاز لحرق كميات من الغاز قليل الوحدات الحرارية البريطانية تبلغ تقريباً 600 وحـدة حراريـة بريطانيـة / قـدم مكعبـة قياسـية كوقـود أسـاس، بالإضافـة إلـى توفـر وقـود احتياطـي مثـل غـاز البيـع بأقـل وحـدات حراريـة ومقدارهـا 930 وحـدة حراريـة بريطانيـة / قـدم مكعبـة قياسية. ويعـد مصـدر الغـاز منخفـض الوحـدات الحرارية البريطانية منفصلًا عـن غـاز حقـل الخرسـانية، الـذي يخضـع للمعالجـة بقـدر ضئيـل فـي معمـل الغـاز فـي الفاضلي. ولم يكن من السـهل الحصول على موافقة شـركة تصنيع توربينـات علـى حرق هـذا الوقود قليـل الوحـدات الحرارية البريطانيـة في التوربينات عالية الكفاءة، وفي بادئ الأمر، طلبـت إدارة تطويـر الأعمال الجديـدة الدعـم مـن كبـرى شـركات تصنيـع التوربينـات، لكـن لـم يوافـق أي مـن المصنعين على تقديم هذا الدعم، ولكـن تمكنـت إدارة جنـرال إلكتريـك مـن إثبـات أن هـذا الغـاز قليل الوحدات الحراريـة البريطانية يمكن حرقه في التوربينات عالية الكفاءة دون تكبد تكاليف كبيرة. وحالما تم التوصـل إلـى اتفـاق مـع شـركة جنـرال إلكتريك، وافقت شركة سيمنز كذلك على توفير توربينات عاليـة الكفـاءة يمكنها حرق الغـاز قليل الوحـدات الحرارية البريطانية، وتزويدها لأرامكو السـعودية بموردين يمكنهما حـرق غـاز الوحـدة الحراريـة البريطانيـة المنخفضـة فـي توربينـات عاليـة الكفـاءة، وفـي الوقـت الـذي سـعت فيـه الشـركة لإقامـة هـذا المشـروع بنظـام «البـوت» (التشـييد، والتملـك، والتشـغيل، ونقـل الملكيـة)، كانـت شـركات تصنيـع التوربينـات الأخـرى قـد رفضـت توفيـر التوربينات عالية الكفاءة لمعمل الفاضلي، وصممـت توربينـات غـاز الاحتـراق أيضـاً لتحويـل عملهـا بسـرعة مـن حـرق الغـاز منخفـض الوحـدة الحراريـة البريطانيـة إلى حـرق غاز البيع الذي يتميز بقيمة حرارية عالية. ونظراً لأنه لـم يسـبق القيام بالتحول السريع بين الغاز منخفـض الوحدات الحرارية وغـاز البيع، فقد عملت إدارة تطويـر الأعمال الجديـدة علـى تكثيـف التعـاون مـع جنـرال إلكتريـك، وميتسوبيشـي، وسـيمنز لبنـاء منصـات اختبـار لإثبات هـذا التصـور واعتمـاده قبـل عمليـة التنفيـذ، والمشـغل والمالـك الشـريك للمشـروع هـي شـركة إنجـي، وهي شركة طاقة متعددة الجنسيات مقرها باريس. وبهـذا النهـج الفريـد فـي التعـاون فـي صـورة مشـروع مشـترك بين شـركتي الطاقة الرائدتين في المملكة، وهما أرامكو السـعودية، والشـركة السـعودية للكهرباء، بالإضافة إلـى الاستغلال التجـاري المذكـور آنفـاً، لأول مرة تخضع عمليـة نقـل الطاقـة والبخـار للمشـروع لاتفاقيـة شـراء رئيسة، حيث تضمن لأرامكو السعودية والشركة السعودية للكهربـاء التوزيع العادل للإيرادات والأرباح من الاستغلال التجاري للبخار والكهرباء. ونظمـت إدارة معاملات الأطراف الأخرى فـي أرامكـو السـعودية المشـروع مـن الناحيـة التجاريـة إذ تعد هذه الإدارة المسـؤولة عـن جميـع مشـروعات «البوت» (التشييد والتملك والتشغيل ونقل الملكية) المنفذة نيابـةً عـن الشـركة، وهـي توفـر فرصـاً وظيفيـة فريدة مـن نوعها تجمع بين الهندسة، والتمويل، والهيكلة التجارية، وترحـب إدارة تطويـر الأعمال الجديـدة بفرصـة المشـاركة علـى نطـاق أوسـع مـع إدارات أرامكـو السـعودية الأخرى التـي قـد يكـون لديهـا مشـروعات مناسـبة للتنفيـذ كمشروعات «البوت». وتوقعت أرامكو عند توقيع اتفاقيات بدء تنفيذ المشروع إتمام كافة الأعمال الإنشائية لمشروع معمل الفاضلي العملاق للغاز والكهرباء وإنجازه بنهاية 2019، في وقت من المفترض أن يساهم بالوصول بالطاقة الإنتاجية للغاز في المملكة إلى أكثر من 17 مليار قدم مكعبة قياسية بحلول 2020، وذلك وفقاً لتأكيدات رئيس أرامكو م. أمين الناصر الذي ذكر أيضاً لـ»الرياض» خلال توقيع عقود المعمل الواقع شمال الجبيل أن هذه الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي تدعم إيجاد مزيد من القطاعات الصناعية السعودية منها الحديد والصلب، والألومنيوم، والبتروكيميائيات، وتحلية المياه، وإنتاج الكهرباء، والصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة التي تعمل على إنتاج المذيبات، والوقود، والمواد المتقدمة الأخرى. في حين يمثل مشروع معمل غاز الفاضلي امتداداً لمشروعات أخرى تسهم في تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني 2020 وهو تعويض الاحتياطات والمحافظة على الطاقة الإنتاجية للبترول وزيادة حجم إمدادات الغاز من خلال تطوير أعمال الاستكشاف والاحتياطات وتطوير قطاع النفط والغاز ورفع تنافسية قطاع الطاقة وفق رؤية المملكة 2030. ويتلقى معمل الفاضلي الغاز غير المصاحب لمعالجته من إمدادات حقل الحصباة البحري الذي يدعمه بطاقة 2 مليار قدم مكعبة قياسية، ومن حقل الخرسانية البري بطاقة 500 مليون قدم، في وقت يمثل هذا المعمل بعد إنجازه أحد أهم مكونات المنظومة الرئيسة لإمدادات الغاز في المملكة. ويعمل المعمل على إنتاج 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع، و4.000 طن متري في اليوم من الكبريت، و470 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز لتشغيل محطة مجاورة للتوليد المشترك للكهرباء والتي ستلبي متطلبات الطاقة والبخار للمحطة وتصدير نحو 1.100 ميغاواط من الكهرباء، في وقت تنظر أرامكو لهذا المشروع بأهمية استراتيجية في موقعه في منطقة كثيفة استخدام الطاقة وبكونه أضخم مشروعاتها للغاز والكهرباء الحديثة الجاري تشييدها حالياً ويمثل جزءاً أساسياً من شبكة الغاز الرئيسة بالمملكة حيث يساهم مع معملي واسط ومدين في إضافة أكثر من 5 مليارات قدم مكعبة قياسية من قدرة معالجة الغاز غير المصاحب سعياً لتوفير إمدادات آمنة ومستقرة من اللقيم للصناعات البتروكيميائية وغيرها ومصادر الطاقة في المملكة.
مشاركة :