شكل المهاجم الويلزي غاريث بايل عنوانا أساسيا لوسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد تأكيد الفرنسي زين الدين زيدان العائد إلى الإدارة الفنية للنادي الملكي منتصف الموسم المنقضي، أن الويلزي (30 عاما)، لا يشكل جزءا من خططه لإعادة بناء الفريق بعد الموسم المخيب الذي عرفه محليا وقاريا. ولا يخفى أن علاقة زيدان بمهاجمه لم تكن على أفضل ما يرام خلال العهد الأول للفرنسي كمدرب للريال بين مطلع 2016 ونهاية موسم 2017-2018، وسط تقارير عن أنه كان يفضّل النجم البرتغالي السابق كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، على الويلزي الذي أمضى فترات طويلة على مقاعد البدلاء، وساءت علاقته حتى مع المشجعين. وسارع بايل بعد التتويج باللقب الثالث تواليا للريال في دوري أبطال أوروبا العام الماضي، بالتلميح إلى إمكانية رحيله عن النادي وربما العودة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، لكن تبدل المعطيات في القلعة البيضاء، من إعلان زيدان رحيله المفاجئ في ختام موسم 2018-2019، وانتقال رونالدو بعد أسابيع إلى يوفنتوس الإيطالي، أبقياه في مكانه، قبل أن يتجدد الحديث عن الرحيل مع عودة زيدان في وقت سابق من العام الحالي. وبعد أيام من إعلان زيدان صراحة أن البحث جار عن مخرج لبايل، تطرقت تقارير صحافية، ليل الجمعة السبت، إلى عروض صينية للاعب الذي انضم إلى ريال مدريد عام 2013 قادما من توتنهام الإنكليزي، في صفقة قدرت قيمتها بـ86 مليون جنيه (133.5 مليون دولار أميركي). وأشارت صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أن اللاعب الويلزي بات قريبا من الانضمام إلى نادي جيانغسو سونينغ الصيني حيث سينال 22 مليون يورو (نحو 24.5 مليون دولار) في الموسم الواحد، مشيرة إلى أن الاتفاق بين الطرفين بات شبه منجز “وتتبقى بعض التفاصيل الصغيرة لإنجازه”. من جهتها، كشفت شبكة “سكاي سبورتس” الإنكليزية أن ممثلي بايل يجرون مباحثات مع النادي الصيني، وأن الأخير “واثق بشكل متزايد من قدرته على إقناع بايل بالتوقيع” للانضمام إلى صفوفه، علما بأن باب الانتقالات بالنسبة إلى الأندية الصينية يقفل بعد أيام فقط، تحديدا، الأربعاء. الإعلام الرياضي أكد أن عقد اللاعب الويلزي غاريث بايل مع نادي جيانغسو سونينغ الصيني سيدر عليه {مليون جنيه إسترليني (نحو 1.24 مليون دولار) أسبوعيا} وأشارت الشبكة إلى أن عقد بايل سيدر عليه “مليون جنيه إسترليني (نحو 1.24 مليون دولار) أسبوعيا”، من دون أن توضح ما إذا كان هذا الرقم عبارة عن راتب فقط، أم يشمل مداخيل أخرى مثل اتفاقات رعائية أو إعلانية. وكان زيدان قد أكد في تصريحات، الأسبوع الماضي، أن بايل بقي خارج تشكيلة ريال مدريد لمباراته الأولى في كأس الأبطال الدولية الودية التي خسرها أمام بايرن ميونيخ الألماني 1-3 في هيوستن الأميركية، السبت الماضي، “لأن النادي يعمل على رحيله، لهذا السبب لم يشارك”. وأضاف “سنرى ما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة”، معتبرا أنه سيكون من الأفضل حسم هذه المسألة في أسرع وقت ممكن. ولعب بايل، الثلاثاء، دورا في تجنب ريال هزيمة ثانية تواليا في كأس الأبطال، بعدما مهد الطريق أمامه للعودة وإدراك التعادل أمام أرسنال 2-2 ثم الفوز بركلات الترجيح في لقاء الفريقين في لاندوفر الأميركية (ولاية ماريلاند). وأكد زيدان بعد اللقاء أنه “سعيد” من أجل مشاركة بايل وهدفه، لكنه شدد على أنه “لم يتغير أي شيء” بالنسبة لوضعه. وفي المباراة ضد الغريم أتلتيكو مدريد، الجمعة، شارك بايل كبديل في الشوط الثاني، من دون أن يتمكن من إنقاذ فريقه من خسارة قاسية 3-7. وفي حال انتقاله إلى الصين، سينضم بايل إلى أسماء بارزة جعلت من المارد الآسيوي محطة لها في مسيرتها الكروية، لاسيما في المراحل الختامية منها، مستفيدة من القدرة المالية للأندية الصينية والعقود المغرية التي تتوافر لها، على رغم تشدد السلطات في هذا المجال في الآونة الأخيرة، سعيا لتعزيز الاستثمار في المواهب المحلية. وسبق لأسماء مثل البلجيكي مروان فلايني، والسلوفاكي ماريك هامسيك، والبرازيليين أوسكار وهولك، أن وجدت طريقها إلى الدوري الصيني. لكن بايل سيكون الاسم الأبرز بين النجوم الأجانب، لاسيما وأن انتقاله -في حال حصوله- سيكون في مرحلة غير متأخرة من مسيرته، وسجله من الألقاب يفوق نظراءه، إذ يشمل مع ريال دوري أبطال أوروبا أربع مرات، وكأس العالم للأندية أربع مرات، والدوري الإسباني مرة واحدة في العام 2016. ونقلت شبكة “سكاي” عن الدنماركي ماتس دافيدسن، المسؤول السابق في نادي شنغهاي سيبغ، قوله إن انتقال بايل سيكون الأكبر في تاريخ كرة القدم الصينية. وأوضح “لا شك أنه (في حال حصول الصفقة)، سيكون أكبر لاعب على الإطلاق في الصين”. وتابع “ليس فقط على الصعيد الإعلاني والترويجي، لكن أيضا نسبة إلى مستواه. سيكون عامل جذب هائلا بالنسبة إلى كرة القدم في الصين”.
مشاركة :