قطران شقيقان من أغنى بلدان العالم (قطر والإمارات العربية) دخلا في حرب خفية تُستعمل فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة بهدف بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة القرن الإفريقي عبر البوابة الصومالية حسب صحيفة ألمانية. ميناء بوساسو الصومالي حلل موقع "شبيغل أونلاين" الألماني اليوم (الأحد208 يوليو/ تموز 2019) استنادا لتقرير سابق لصحيفة نيويورك التايمز، الحرب بالوكالة التي تخوضها كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر في الصومال، وبالذات في إقليم جوبالاند (أرض البنط) الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، بهدف بسط النفوذ على منطقة القرن الإفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى. ففي إقليم جوبالاند يوجد ميناء بوساسو الذي تديره مجموعة إماراتية، وهو ما اعتبرت الصحيفة أنه يشكل "شوكة في عين قطر" وتابعت استنادا لتقرير لنيويرك تايمز الأمريكية نشر يوم الثلاثاء الماضي (23 تموز / يوليو/ 2019)، أن إسلاميين متشددين، بتكليف قطري، على ما يبدو، نفذوا هجمات مسلحة في المدينة. الصحيفة الأمريكية استندت إلى تنصت على مكالمة هاتفية لرجل أعمال قطري مقرب من الأسرة الحاكمة لبلاده وسفير بلاده في مقاديشو. ويتعلق الأمر بخليفة كايد المهندي الذي دعا إلى "طرد أهل دبي من هناك" بالعنف" وتابع "اجعلهم يطردون الإماراتيين حتى لا يجددون عقودهم. سأحضر تلك العقود إلى الدوحة". ويبدو أن القضية سببت حرجا كبيرا للدوحة التي أكدت أن رجل الأعمال المهندي لا يتحدث باسم الحكومة القطرية، وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للصومال. ويذكر أيضا أن شركة الموانئ الإماراتية أثارت استياء مقديشو على خلفية تطويرها مرافئ في بربرة في أرض الصومال، التي لم يتم الاعتراف باستقلالها، وفي بونتلاند. وبينما وقفت كثير من ولايات الصومال الفدرالية إلى جانب الإمارات، يُنظر إلى الحكومة المركزية على أنها مؤيدة لقطر في خضم الأزمة الخليجية. يذكر أن قطر سبق وأن علقت على ما ورد في التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وما نسبته لرجل الأعمال خليفة المهندي بالقول "إن الانفجار الذي وقع في مدينة بوساسو شمالي الصومال هو في صالح دولة قطر". وجاء في بيان مكتب الاتصال الحكومي في دولة قطر "أن المهندي ليس مستشارا من أي نوع لحكومة دولة قطر، ولم يكن مستشارا أبدا، وهو لا يمثل دولة قطر"، مضيفا أنه ليس لرجل الأعمال القطري المهندي الحق في إصدار تعليق بالإنابة عن الحكومة "وسيتم التحقيق بشأن ما قام به هذا الشخص، وسيتحمل تبعات مسؤولية تعليقاته". (شبيغل أونلاين / أ.ف.ب)
مشاركة :