ودعت مدينة سيهات (محافظة القطيف) أخيراً، مقيماً هندياً أمضى زهاء أربعة عقود يعمل بائعاً في أحد محال المواد الغذائية، وأقيمت حفلة «تكريمية» على شرف البائع محمد، بحضور شخصيات اجتماعية وأصدقاء العامل. وكرم صاحب المحل محمد فلاح الغانم، العامل الذي تنقل في العمل بين عدد من المحال، إلى أن انتقلت كفالته إليه. وقال الغانم لـ«الحياة»: «إن فكرة التكريم تراودني منذ مدة طويلة، لأرد له جميل ما صنعت يداه لي، فببركة هذا البائع فتحت ثلاثة مراكز أخرى في سيهات، ورابعاً في القطيف». وأضاف: «أقمت حفلة تكريمه من دون أن يعلم، فبعد آخر يوم دوام له في المركز، ذهب إلى بيت الله معتمراً، ورجع من مكة المكرمة، وفي اليوم الثاني من رجوعه، عملت كل تحضيرات الحفلة، وجهزتها بنفسي». ودعا الغانم وجهاء البلد وبعض المشايخ ومنسوبي جمعية سيهات ونادي الخليج وبلدية سيهات، لافتاً إلى أنه حرص على توجيه الدعوة إلى أكثر من 20 عاملاً من أصدقاء محمد، لحضور حفلة توديع زميلهم ومشاركته فرحته. وتخلل الحفلة إلقاء كلمات أشادت بالبائع محمد من جانب الحضور، الذين حرصوا على تقديم الهدايا له. فيما كانت عائلة العامل في الهند تشاهد الحفلة من خلال النقل المباشر، ما أثار مشاعرهم وهم يشاهدون الأهالي يتبادلون معه التحيات ويودعون والدهم بـ«العناق»، فيما نقلت إحدى الصحف الهندية خبر التكريم، في إشادة منها بحسن سيرة البائع خلال عمله في السعودية، وحفزاً لبقية الهنود لتمثيل بلادهم وأن يكونوا «سفراء» للهند. وعن أخلاق العامل، قال الغانم: «كان محمد عنواناً للرجولة ومثالاً للأمانة والصدق والإخلاص وذا أخلاق عالية»، مشيراً إلى أنه يمتاز بأنه «صاحب نكتة، ومتفانٍ في حب العمل، لدرجة أن المؤسسات والشركات التي نتعامل معها يعتقدون أن المركز ملكه». وذكر أن محمداً «أصبح يعرف سيهات أكثر من أهلها»، مستشهداً بأن «غالبية الزبائن ومن مختلف الأعمار ما إن يدخلوا المحل حتى يبادروا إلى السلام عليه بحرارة، ويتبادلوا الحديث معه، وبعد خروجهم من المركز أسأله عنهم، فيجيبني بقوله: «هذا فلان أبوفلان، وبيتهم في المكان الفلاني، واسم شهرته كذا».
مشاركة :