أكد سفير الصين بالقاهرة لياو لي تشانغ أن هدف زيارة وفد مجلس "تعزيز التعاون جنوب - جنوب" في أول زيارة له إلى مصر هو تعزيز التعاون بين البلدين، مشيرا إلي أن منتدى اليوم يعد منصة وفرصة سانحة لتحقيق هذا الهدف. أضاف تشانغ - في كلمته التي ألقاها في منتدى الأعمال المصري - الصيني اليوم - أن مصر احتفلت منذ أيام بالعيد القومي بالذكري 67 لثورة عام 1952 وكانت مصر من أوائل الدول التي أقامت الصين علاقات دبلوماسية معها عام 1956 من خلال ممثلين تجاريين، موضحا أن عالمنا اليوم يشهد تغيرات غير مسبوقة في مقدمتها دخول كل من مصر والصين والدول الإفريقية مرحلة تنموية جديدة حيث تتشارك فيها هذه الدول في مبادرة الحزام والطريق .وأوضح بأن مصر تعد من أوائل الدول التي أعلنت عن مشاركتها في مبادرة الحزام والطريق والتي ترتبط ارتباطا وثيقا برؤية مصر 2030 حيث تخدم هذه المبادرة في المشروعات التي تقام في مصر مثل خطوط الكهرباء ومشروع القطار الكهربائي في مدينة العاشر من رمضان وإقامة منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة وكذلك منطقة (تيدا) للتعاون الاقتصادي والتجاري في العين السخنة التي تعد منصة مهمة لتعزيز التعاون الثنائي. وقال تشانغ إن قيمة الاستثمارات الصينية في مصر بلغت سبعة مليارات دولار، 90% من هذه الاستثمارات ضخت في الخمس سنوات الماضية والتي وفرت نحو 40 ألف فرصة عمل، لافتا إلي منطقة (تيدا) خلقت 3500 فرصة عمل في مصر وتوفر ضرائب تقدر بنحو 58 مليون دولار لمصر.وأكد أن هناك إنجازات تنموية كبيرة تحققت في ضوء اهتمام القيادة السياسية بتحسين الأحوال المعيشية وفرص العمل وتوفير التدريب المهني والرعاية الصحية والتعليم والتكنولوجيا ليطلق العنان لمجال ريادة الأعمال لأكبر سوق عربية يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، مضيفا أن هناك تعاونا في مشروعات البنية التحتية وبكين على استعداد للعمل بثبات مع القاهرة لتنفيذ المزيد من المشروعات بهدف تحسين الأحوال المعيشية.وأوضح أن مجلس تعزيز التعاون جنوب - جنوب يسعى إلي إقامة منصات تواصل وبحث مشروعات للتعاون مع مصر والدول النامية حيث تعمل الشركات الصينية في مجالات الكهرباء والطاقة والمعادن والتكنولوجيا، مشيرا إلي أن 3 آلاف شركة من 150 دولة سجلت حتى الآن مشاركتها في معرض الصين الدولي للاستيراد في مدينة شنغهاي، معربا عن أمله في مشاركة عدد كبير من الشركات المصرية للترويج لمنتجاتها في هذا المعرض. بدوره، قال رئيس مجلس تعزيز التعاون جنوب - جنوب، ليون شين هو، أن زيارة الوفد الصيني لمصر تهدف إلي استكشاف الفرص التجارية والاستثمارية للتعاون معها وكذلك فتح قنوات التواصل بين الشركات المصرية والصينية، مشيرا إلي أن مصر هي المحطة الثالثة للوفد الصيني في المنطقة بعد المغرب والسعودية.وأوضح أنه هناك إنجازات كبيرة للتعاون بين البلدين خاصة في مجالات الزراعة والصناعة وإقامة المنطقة التعاونية، لافتا إلى أن هناك أكثر من 1400 شركة صينية لها استثمارات أو مشروع في مصر.وأكد أن أهمية البيئة الاستثمارية التي تعمل كإشارة لجذب الاستثمارات الصينية، لافتا إلى أن تحسين هذه البيئة يتطلب جهودا كبيرة من قبل الحكومة ورجال الأعمال.وأشار إلى أن هناك اهتماما بجذب الاستثمارات لمصر من قبل الشركات من القطاع العام والخاص في الصين، مؤكدا أهمية دور الشركات الصغيرة والمتوسطة الصينية التي تعد جزء لا يتجزأ من الاستثمارات الصينية، وتوفر منتجات رخيصة عالية الجودة ويمكن لهذه الشركات أن تعمل علي تلبية الاحتياجات للسوق المصري وتصدير المنتجات الصينية إلي الأسواق الأخرى.وأعرب عن أمله أن يكون هذا المنتدى منصة للتبادل والتفاعل بين رجال الأعمال المصريين والصينيين من فتح قنوات اتصال واستكشاف فرص التعاون بين الجانبين، مشيرا إلى أنه التقى بالمسئولين المصريين في هيئة الاستثمار والمناطق الحرة وقام بزيارة منطقة (تيدا) في العين السخنة.من جانبه، قال رئيس مجلس جمعية رجال الأعمال المصرية علي عيسى إن الجمعية أقامت لجنة خاصة داخلها لتعزيز وتنمية العلاقات بين مصر والصين عام 2007 ولها علاقات وثيقة، ووقعت بروتوكولات تعاون مع 20 من كبريات الشركات الصينية من بينها الاتحاد الصيني لاتحادات الصناعات.أوضح أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج عام 2013 تعد من أهم المشروعات الناجحة في المجتمع الإنساني وأهميتها تنطوي على أن خصائصها تتعدى مبادرات أخرى سابقة خلال العقود السابقة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، مؤكدا اهتمام الجمعية بهذه المبادرة التي تمثل أساسا مهما للشراكة المصرية - الصينية في ضوء أن مصر قوة إقليمية رئيسة في الشرق الأوسط لا يمكن تجاهل اقتصادها.لفت إلى بأنه تم تنظيم الاحتفال التأسيسي لاتحاد منظمات أعمال الصناعات لطريق الحرير عام 2016 وعقد المؤتمر السنوي الأول لهذا الاتحاد في أبريل عام 2017 في مصر؛ إيمانا بأهمية هذه المبادرة في تنمية جهود مصر لإقامة المشروعات الضخمة وفرص استثمارية في مقدمتها مشروع محور تنمية قناة السويس لتكون مركز صناعي لوجيستي وفرصة للشركات الصينية ودول الأطراف في مبادرة الحزام والطريق.
مشاركة :