متابعة: ضمياء فالح عادت المنشطات إلى الواجهة، مع دخول عام انطلاق أولمبياد طوكيو 2020 بنتائج إيجابية لعينات الدم وأعذار واهية تبدو مثل مهرج يظهر في الحفلات وأعياد الميلاد دائماً، المنشطات ليست جديدة في عالم الأولمبياد لدرجة لم نعد نتحمس ونصفق كثيراً لمن يحصد الذهب خشية أن تكشف الأيام زيفه وغشه، في أولمبياد سيدني 2000 انفجرت أول فضيحة منشطات عندما عثر أمن المطار على حقيبة تضم حقناً وأنابيب فيها دم وعينات بول وسارعت مجموعة من رافعي الأثقال إلى الحمام في محاولة لمحو آثار المنشطات قبل الخضوع للاختبار، وفي الأسبوع الماضي تم اكتشاف أن مصارعاً أوزبكياً حصد الذهب في أولمبياد لندن تناول المنشطات بعد إعادة تحليل عيناته المخزنة. هذا هو اللاعب رقم 60 الذي شطب من سجل المنافسين في أولمبياد لندن بعد وعود بأنه سيكون أكثر الدورات نظافة ونزاهة وقبل بضعة أسابيع اعترف عداء إسكتلندي يدعى لوك ترينور باستخدام المنشطات في سباق الضواحي ونصف الماراثون، وقال: «كنت غبياً جداً وارتكبت خطأ معيباً فأنا أعيش حياة رياضية ولدي الإمكانات للمنافسة لكنني دمرت مسيرتي بخطأ لا معنى له». ترينور ارتكب خطأ وغالباً سيحرم عامين من الرياضة ولا يوجد أي تعاطف مع غشه رغم أنه على الأقل كان شجاعاً ليعترف بخطئه ولم يكابر ويحتج مثل بعض الرياضيين، بعض رياضات تعاقب اللاعبين المتنشطين لكن بعض الرياضات تحاول حمايتهم مثل الملاكمة التي انتشر فيها مؤخراً خبر عن سقوط ديليان ويت في اختبار منشطات قبل مواجهته أوسكار ريفاس، لكن سمح له بالنزال وهذا خطر لأن اثنين من الملاكمين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي بعد إصابات شديدة في الرأس. انتشار الفضائح السباحة لم تكن بعيدة أيضاً عن الفضائح فاتحاد اللعبة (فينا) وقف مدافعاً عن السباح الصيني سون يانج بعد رفض اثنين من منافسيه الأسترالي ماك هورتن والبريطاني دنكان سكوت مشاركته منصة التتويج لأن يانج تناول عقاراً محظوراً، لكن الاتحاد الدولي للسباحة (فينا) برأ ساحته بناء على ادعائه عدم علمه بأن العقار محظور، (فينا) وصف تصرف هورتن وسكوت ب «غير الرياضي» بدلاً من تحيتهما على الدفاع عن نظافة اللعبة، فالسباح الصيني أوقف بسبب المنشطات في 2014 واتهم بتحطيم أنبوب عينة دمه بالمطرقة في شجار مع موظفي مكافحة المنشطات العام الماضي ثم سمح (فينا) له بالمشاركة في بطولة العالم بكوريا الجنوبية حالياً،لكن وكالة مكافحة المنشطات (وادا) ستتحدى (فينا) برفع القضية لمحكمة التحكيم الرياضي (كاس) في سبتمبر/ أيلول المقبل. يانج فاز بفارق طفيف على حساب منافسة الأسترالي هورتن(23 عاماً) ليحصد لقبه الرابع على التوالي في سباق 400 متر سباحة حرة في أول يوم من البطولة العالمية التي تمتد 8 أيام في كوريا الجنوبية، هورتن اكتفى بالفضية، لكنه رفض مصافحة يانج أو التقاط صورة معه بعد التتويج. الغش لا يقتصر على بلد دون آخر وأقرب مثال الكشف عن تناول السباحة الأسترالية شاينا جاك وانسحابها من البطولات العالمية. الصينيون انتهزوا فرصة سقوط شاينا وأمطروا حسابها في «انستجرام» بوابل من التعليقات بعد ادعائها أنها ستنسحب من المنافسة ل«أسباب شخصية»، واضطرت شاينا أول أمس السبت للتصريح علناً في حسابها: «بحزن كبير وألم عميق يجب أن أنسحب بسبب وجود مادة محظورة في الدم. لم أتناول هذه المادة عمداً فالسباحة كانت هوايتي وشغفي منذ عمر ال 10 سنوات ولم أكن أبداً لآخذ عمداً شيئاً يدمر مسيرتي ويقلل من احترامي للرياضة»، بعد ساعات أمطرها الصينيون برسائل باللغة الإنجليزية والصينية وكتب أحدهم: «أستراليا مثل سباحيها قمامة، وأفضل شيء يفعله هورتن التخلي عن جنسيته ويترك السباحة، لأنه ليس فخوراً بما فعلته مواطنته»، فيما اعتبر مشجع آخر إعلان شاينا ثأرا لمواطنه يانج وكتب: «تأكدوا أيها الأستراليون من نظافتكم قبل أن تتهموا يانج جزافاً »وكتب ثالث: «لا تعتذري، أعيدي الميداليات فقط». شاينا تعرضت للتقريع من الأستراليين أنفسهم وكتب مشجع: «دعينا من هراء الاعتذارات فقد ثبت بالدليل أنك مخادعة»، وكتب آخر: «شكرا لأنك جعلت الأستراليين يبدون كالحمقى الآن»، وأكدت قائدة فريق أستراليا في البطولة العالمية كيت كامبل من جهتها عدم علم بقية الفريق بتنشط شاينا جاك قبل إعلان الخبر، وأضافت: «أنا قطعاً ليس لدي علم، كل ما أعرفه أنها انسحبت لأسباب شخصية ولم نسألها احتراماً لخصوصيتها.نحن مع نظافة الرياضة وعدم وجود شاينا معنا الآن أكبر دليل على ذلك». من جهته، أكد اتحاد أستراليا للسباحة وجود عقار محظور في عينة شاينا بتاريخ 26 يونيو/ حزيران الماضي، لكنه لم يكشف عن ماهيته انتظارا لاستكمال التحقيقات لكن ريتشارد إنجز، رئيس وكالة مكافحة المنشطات الأسترالية السابق، قال: «لوائح وادا تسمح بإعلان تفاصيل المنشطات علناً. العديد من الرياضات الكبيرة تعلمت درس: لا تخفي شيئاً كي لا تحترق. اتحاد أستراليا للسباحة يتعلم هذا الدرس الآن أيضاً».
مشاركة :