كاميرون خطب ود الناخبين الفقراء بمنازل رخيصة الثمن

  • 4/15/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يعتزم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استغلال إطلاق البرنامج السياسي لحزبه (أمس) لخطب ود الناخبين «بحلم محافظ» سيسمح لأكثر من مليون أسرة فقيرة بشراء منازل بأسعار مخفضة. وإذا أعيد انتخابه في 7 مايو (أيار) المقبل فسيعد كاميرون بأن يوسع حزبه برنامج «حق الشراء» الذي قدمته لأول مرة زعيمة حزب المحافظين الراحلة مارغريت ثاتشر، والذي من شأنه أن يسمح للناس الذين يعيشون في الإسكان الاجتماعي بشراء منازل بأسعار رخيصة. وساعد المخطط الأصلي في تعزيز فرص ثاتشر السياسية؛ إذ حققت ثلاثة انتصارات انتخابية، ويأمل كاميرون في أن يتيح له البرنامج تعزيز الرسالة الاقتصادية لبرنامجه الانتخابي وتوصيلها إلى الناخبين. ويهدف البرنامج إلى مغازلة الطبقة العاملة التي تخلت عن حزب كاميرون لصالح حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي، والأنصار المترددين لحزب العمال المعارض. ويمثل تعهد كاميرون تحولا نحو حملة أكثر إيجابية. وقال كاميرون أمس إن «‏حزب المحافظين يرغب في تقديم إجراءات لوقف سفر الشباب إلى العراق وسوريا، في إطار خطوات تهدف إلى مواجهة التطرف والإرهاب». وقبل أكثر قليلا من ثلاثة أسابيع على الانتخابات التي تبدو الأكثر منافسة في بريطانيا منذ السبعينات، يقع كاميرون تحت ضغط لتحقيق فارق بين حزبه وحزب العمال في استطلاعات الرأي التي كانت معظمها متقاربة. وحث كاميرون الناخبين على أن يتركوه «يبني على الأسس» التي وضعتها حكومة المحافظين بالتحالف مع «الديمقراطيين الأحرار»، على مدار السنوات الخمس الماضية، مشيرا إلى أنه «حول كسادا كبيرا إلى انتعاش عظيم» وأضاف: «في قلب هذا البرنامج، هناك اقتراح بسيط.. نحن حزب الطبقة العاملة نقدم لكم الأمان في كل مرحلة من حياتكم». كما تعهد بإنشاء 400 ألف وحدة سكنية جديدة، وخفض ضريبة الدخل على محدودي الدخل، إذا استمر المحافظون في الحكومة بعد الانتخابات المقررة في 7 مايو المقبل التي من غير المحتمل أن يفوز فيها أي من الأحزاب بأغلبية مطلقة. وذكرت وسائل إعلام مؤيدة للمحافظين أن الخطوة التي أقدم عليها الحزب أحيت سياسة رئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارغريت ثاتشر، وهي محاولة للفوز بأصوات الطبقة العاملة في الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل. وقالت صحيفة «ديلي إكسبريس» في عنوان تصدر صفحتها الأولى: «إن حلم ماجي (مارغريت ثاتشر) في حق الشراء قد عاد»، في إشارة إلى سياسة ثاتشر لبيع وحدات إسكان السلطة المحلية في ثمانينات القرن الماضي. فيما قالت صحيفة «ديلي ميل»: «ثورة جديدة في حق الشراء بعد 35 عاما من سياسة ماجي الحكيمة». من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «ذا تايمز» أن استراتيجيي المحافظين يعتقدون أن التعهد بالسماح بشراء الوحدات السكنية «سيحظى بالتأييد بين ناخبي الطبقة العاملة في الدوائر الانتخابية الهامشية». إلا أن روث دافيسون المسؤولة في «اتحاد الإسكان القومي»، الذي يمثل اتحادات الإسكان التي تدير نحو 2.5 مليون منزل، قالت إن خطة المحافظين لن تحل أزمة الإسكان في بريطانيا. وقال كاميرون أمس إن ‏حزب المحافظين يرغب في تقديم إجراءات لوقف سفر الشباب إلى العراق وسوريا، في إطار خطوات تهدف إلى مواجهة التطرف والإرهاب وفي كلمته، أمس، في الجامعة التقنية في سويندون معلنا البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين، ‏أضاف كاميرون أن خطط حزبه «لمكافحة التطرف تشمل منع دعاة التطرف من دخول البلاد، ‏وحظر المجموعات التي تنشر الكراهية، ومنح سلطات الأمن الصلاحيات التي يحتاجونها، ‏ومن بينها القدرة على الوصول إلى بيانات وسائل الاتصال». وقال رئيس الوزراء: «التقيت بأسر وأحباء الذين قتلوا على يد الإرهابيين، وأنا أقرأ تقارير ‏المخابرات، وأعلم التهديدات. على جيلنا محاربة تهديد التطرف بنفس العزم والمثابرة مثل أي تهديد ‏واجهته بريطانيا من قبل».‏ ودعمت وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، رئيس الوزراء في سجله لمكافحة الإرهاب، قائلة إنها ‏شهدته «يتخذ قرارات صعبة لمكافحة الإرهاب. لا يوجد أحد أفضل منه لقيادة بلادنا في عالم يشوبه الخطر والشكوك. لا يوجد أحد ‏أكثر منه عزما على إبقاء بلادنا آمنة».‏ كما وعد رئيس الوزراء بإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.‏ وأوضح أن «القيادة القوية لن تحرم الناس من أن يقولوا كلمتهم، ولكن الأمر يدور حول التفاوض.. ‏تغيير نظام الرعاية الاجتماعية للحد من الهجرة، ومن ثم السماح للشعب البريطاني أن يختار»، لافتا إلى أن «برنامج حزب المحافظين يبني ببساطة على اقتراح بسيط.. نحن حزب ‏الشعب العامل، نعرض الأمن في كل مرحلة من مراحل حياة المواطنين». وكان إد ميليباند زعيم حزب العمال المعارض، أطلق أول من أمس البرنامج الانتخابي الخاص بحزبه، حيث وعد بخفض عجز الموازنة، ومعالجة تدني الأجور، وانعدام الأمن الوظيفي، وتحسين الخدمة الصحية المحلية، وتوسيع الرقابة على الهجرة.

مشاركة :