واجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهامات أخرى بالعنصرية، بعدما هاجم نائباً من الأميركيين الأفارقة عن بالتيمور، واصفاً دائرته بأنها "مثيرة للاشمئزاز وموبوءة بجرذان". يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين على إثارة ترامب عاصفة من الانتقادات، إثر دعوته 4 نائبات ديموقراطيات من الأقليات إلى "العودة من حيث أتين"، علماً أن ثلاثاً منهنّ ولدن في الولايات المتحدة. وكان النائب الديموقراطي عن ماريلاند إيلايجا كامينغز انتقد الأسبوع الماضي وزير الأمن الداخلي بالوكالة كيفن ماكالينان، واتهمه بأنه لا يفصح عن وضع قاصرين من طالبي اللجوء، محتجزين في مراكز على الحدود مع المكسيك. وندّد ترامب بتصريحاته، معتبراً أن "دائرته بالتيمور أسوأ بكثير وأخطر بكثير". وكتب على "تويتر": "لا يود أي إنسان الإقامة فيها. دائرة كامينغز هي فوضى مثيرة للاشمئزاز، موبوءة بجرذان وقوارض. لو أنه يمضي مزيداً من الوقت في بالتيمور، لكان في مقدوره ربما المساعدة على تنظيف هذا المكان الشديد الخطورة والقذارة". وردّ كامينغز على ترامب، وكتب على "تويتر": "أعود إلى دائرتي كل يوم. وفي كل صباح أنهض وأكافح مع جيراني. من واجباتي الدستورية أن أشرف على السلطة التنفيذية. ولكن من واجبي المعنوي أن أخوض معارك من أجل ناخبيّ". وتغطي دائرة كامينغز جزءاً كبيراً من مدينة بالتيمور الصناعية التي يقطنها 620 ألف فرد، معظمهم من السود. وتواجه المدينة مشكلات اجتماعية متفاقمة، مع انتشار المخدرات والجريمة، وتُعدّ من المدن الأميركية الأكثر عنفاً، إذ تسجّل معدلاً يفوق 300 جريمة قتل في السنة منذ 2015. الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي، المولودة في باليتمور، نددت بـ "هجمات عنصرية" تجاه كامينغز "المدافع الكبير في الكونغرس وفي البلاد عن الحقوق المدنية والعدالة الاقتصادية". كذلك كتب جوزف بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح لتمثيل الديموقراطيين في انتخابات الرئاسة عام 2020، مخاطباً ترامب: "من المشين أن تهاجم (كامينغز) وتهاجم سكان بالتيمور بهذه الطريقة. أثبتّ مرة جديدة أنك لست مؤهلاً لمهمات الرئاسة. على الرئيس أن يرفع شأن البلاد، لا أن يحقرها". ووصفت السيناتور الديموقراطية كامالا هاريس هجوم ترامب على كامينغز بأنه "معيب"، مشيرة إلى أنها "فخورة" بأن يكون مقرّ حملتها في بالتيمور. واعتبر الرئيس الديموقراطي لبلدية بالتيمور برنارد يانغ أن هجمات الرئيس "خطرة ومؤذية"، وزاد: "كان الهجوم مهيناً. لن نسمح لأحد بالإساءة إلى سمعة مدينة بالتيمور وفريقها الحاكم الفاعل". لكن ترامب كرّر هجماته، إذ كتب على "تويتر: "إيلايجا كامينغز يمضي وقته بالإساءة إلى أشخاص أبرياء"، في إشارة إلى انتقادات وجّهها الأخير لعناصر شرطة الحدود. وتابع أن النائب "لا يفعل شيئاً لدائرته الفقيرة جداً والخطرة جداً التي تدار في شكل سيء!".
مشاركة :