«مهرجان البر الأسمري» الاحتفاء بغذاء استراتيجي ومنع اندثاره

  • 7/29/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم تتأثر الأكلات الشعبية في منطقة عسير بغزو الأطباق الغربية والشرقية؛ حيث تعتمد في صنعها على «البر» الذي اشتهر بزراعته مركز «بللسمر» بالمنطقة، وإقامة مهرجان للتعريف به تحت اسم «مهرجان البر الأسمري». وأوضح أمين لجنة التنمية السياحية ببللسمر وعضو لجنة المهرجان سعد بن سحيم الأسمري أن فكرة مهرجان البر كانت لأحد أبناء محافظة بللسمر، فمن يتابع المحافظة يجد أهاليها في موسم الحصاد يعملون على قدم وساق لجني المحصول، ونشاهد الأسر كبيرها وصغيرها في المزارع، شغلهم الشاغل خلال تلك الفترة هو إنهاء موسمهم الزراعي، وادخار ما يعتبر في حينه «أمنًا استراتيجيًا غذائيًا»، وهو قوتهم لمدة عام كامل، ويستهلك خلال العام إما بالأكل أو بالبيع، أو المقايضة بموجود السوق من السمن أو التمر أو القهوة، واحتياجات المنزل والأسرة. وتابع رئيس المهرجان، أنه من هنا أتت الفكرة بجمع هؤلاء المزارعين في مكان واحد، في احتفالية جماعية ما نسميه (مهرجان البر في بللسمر)، وإحضار منتوجهم العضوي صاحب القيمة الغذائية العالية والخالية من التهجين الوراثي والكيماوي، والمسقى بمياه الأمطار والمغذى بالأسمدة الطبيعية. وأضاف الأسمري، أن المهرجان لا يقتصر على استقطاب مزارعي بللسمر فقط، بل جميع مزارعي البر في المملكة، مشيرًا إلى أن منتج البر هو ما تشتهر به المنطقة ويحوز 99% من المدرجات الزراعية. وأكد أنه توجه بدعوة لمدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بعسير المهندس محمد العمرة، الذي بدوره قدم هذه الدعوة للأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وقام بتلبية الدعوة وزيارة المدرجات الزراعية في بللسمر في 1435ه، وإطلاق مهرجان البر اعتبارًا من العام الذي يليه (1436) بإشراف الهيئة. وأضاف الأسمري، أنه من هذا التاريخ يقام المهرجان بشكل سنوي، بعد موسم الحصاد، ويقدم المهرجان جميع أنواع الحبوب الزراعية، من ضمنها البر وما تجود به المدرجات الزراعية من غير أنواع البر، كما يعرض أيضًا السمن البلدي والعسل، إضافة إلى قسم للنباتات العطرية وقسم للأدوات الزراعية وقسم للأسر المنتجة، ومشاركة لفرع الزراعة ببللسمر. وأشار إلى أن الهدف من الاحتفالية السنوية هو إقامة تظاهرة زراعية يجمع فيها المنتج والمستهلك، وللمحافظة على عدم اندثار هذه الزراعة أو الاكتفاء بالمستورد، وحث وتشجيع المزارعين على المشاركة وتقديم بعض الجوائز وشهادات المشاركة لهم، واستصلاح المزارع واستمرار زراعتها والمحافظة على المسار الاقتصادي لها. وكذلك استقطاب الزوار من السكان والسياح والوافدين للمنطقة بالحضور، وإطلاعهم على الحضارة والموروثات الشعبية الزراعية، وإبراز منطقة بللسمر من خلال ما تشتهر به، كما يحصل في مناطق المملكة والعالم بإقامة مهرجان في بلدانهم بما تشتهر به. وأوضح الأسمري أنه كل عام نحاول إدخال كل جديد ومفيد على الاحتفالية مثل الجوائز والفلكلور والفروسية والشعر والفنون البصرية كفقرات مصاحبة للفعاليات، واستحداث أركان جديدة للمزارعين أو الحرفيين أو أصحاب مزارع البن والإدارات، مثل البنك الزراعي وتخصيص أركان في المعرض لذلك. وأضاف أن المهرجان يستمر لمدة خمسة أيام على فترتين؛ ابتداء من الساعة 8 صباحا وحتى 12 ظهرًا، ومن الساعة الرابعة عصرًا حتى السادسة مساء، موضحًا أن الهرجان يستهدف جميع شرائح المجتمع، فالمنتج غذائي وليست له فئة محددة، والبر يعتبر قوتًا للعالم أجمع باختلاف تحضيره واستخدامه. وأشار الأسمري إلى أن من يتجول بالمهرجان يرى فرحة المزارعين وتفاعل الزوار والمنظمين، فهم سعداء بالفعالية، كما أنهم متجاوبون وسباقون لحرصهم على سمعة منطقتهم ونجاح مهرجانهم، وهذا أكبر محفّز لهم وداعم، مضيفًا أن النساء يشاركن بدور كبير في المهرجان.

مشاركة :