تناولت وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأخبار المنشورة في الصحف خلال السبعينات، من باب التشبيه وإسقاطها على أرض الواقع حالياً، فلو كان لدينا دراسات علمية محايدة لكان بالإمكان فهم الخلل في تركيبتنا كمجتمع كويتي ثري بالمال، ويعاني من خلل في إدارة شؤون البلد والعباد عبر مؤسسات، كان يفترض منها أن تبحث عمّا هو مفيد وصالح للمجتمع، خصوصاً وأن التنمية المستدامة يقصد منها وجود مبالغ مالية ترصد لمشاريع حالية تُعنى بالتنمية، وتحجز مبالغ تستثمر بقصد تنفيذ مشاريع تنموية في القادم من الأعوام لضمان ديمومة التنمية.لنعرض لكم مقارنة بين كويت الأمس «السبعينات» وكويت اليوم في مجالات: التركيبة السكانية٬ الفساد الإداري والمالي٬ التعليم٬ الصحة والوقف.التركيبة الإسكانية: القضايا المثارة حول التجنيس العشوائي متقاربة متأصلة مع ما كان يثار بالأمس: إذاً هي ذات العقلية لم يطرأ عليها تغيير!الفساد الإداري والمالي: في الأمس كانت هناك مشاريع لا تنفذ على النحو المطلوب، ومعلومة لدى أصحاب القرار وإن كانت نوعاً ما أقل أثراً في التعليم والصحة.التعليم: كان في الأمس مضرب مثل لأن العملية التعليمية والتربوية كان يشرف عليها الكفاءات، أما اليوم فهي أصبحت سلعة ومحل تجارب، والدليل تدني مستوى التعليم العام والعالي، وضعف التحصيل العلمي، ناهيك عن هشاشة الجانب التربوي.الصحة: كانت طيبة المستوى، وأصبحت سلعة أشبه بالتعليم، وأهل الميدان أعلم بالأسباب!الوقف: لو عدنا للوراء حتى إلى الخمسينات٬ وبحث وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية فهد الشعلة فيها، لعرف أسماء نظار الوقف آنذاك... وأين هم الآن؟توضيح: في إحدى الدول العربية٬ كانت رواتب المعلمين٬ القضاة٬ الأطباء تدفع من أموال الوقف، وبالتالي كانت تنعم بحياة أفضل: عدل٬ تعليم جيد المستوى ورعاية صحية، ناهيك عن ازدهار نواحي الحياة الأخرى.الزبدة:ماذا نريد من هذا القول بعد أن تناول الكثير أخبارا تقارن حال الكويت اليوم وما كانت عليه في السبعينات وقبلها؟واضح الأمر٬ إننا نعاني من انحراف في الإدارة، وضعف في فهم السبل العلاجية، وكانت هناك مصالح معينة قد أفرغت التعليم٬ تنفيذ المشاريع٬ الصحة٬ النظم الإدارية والقيادية والوقف من محتواه.لو الأمر بيدي٬ لفتحت كل ملف على مصراعيه، وعينت رجالات دولة تشرف على كل ملف كل وحسب اختصاصه وتحديد أوجه الفساد المعنوي والإداري والمالي، شريطة أن تلقى التوصيات حيز التنفيذ من أصحاب القرار.مشكلتنا ليست في تقارب وضع القضايا منذ عقود عدة مضت... المشكلة أننا صمتنا لأسباب دنيوية ستزول بعد أن نضع الموتى في حفر خصصت لهم في المقبرة: فهل من متعظ؟... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter : @Terki_ALazmi
مشاركة :