المفاوضات حول برنامج إيران النووي تصل مرحلة حاسمة باقتراب موعد الشروع في تحرير نص الاتفاق على ضوء النقاط المتفق عليها بصعوبة كبيرة مؤخرا في لوزان. وزير الشؤون الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال إن العملية ستنطلق الأسبوع المقبل. ولا شك أن تحرير نص الاتفاق لن يكون أقل صعوبة من المفاوضات في حد ذاتها التي جرت في لوزان وتَوَّجتْ أكثر من عشرة أعوام من الأخذ والرد بين طهران والغرب حول هذه القضية الحساسة. ويُتوَقَّع أن يتم تحرير الاتفاق بالتفاوض على كل كلمة في نصِّه بأكبر ما يمكن من الدِّقَّة. وفي حال لم يحصل التفاهم فإن العملية التفاوضية برمتها مُعرَّضة للانهيار الذي لا شك أن عددا من القوى السياسية الإقليمية والأمريكية تتمناه. تحرير نص الاتفاق والتوصل إلى توقيعه قبل يوم الثلاثين من شهر يونيو/حزيران المقبل يتوقف أيضا على التفاصيل الجوهرية التي لم تُحسَم بعد. من بينها مسألة رفع العقوبات فورا بمجرد التوقيع على الاتفاق، كما تطالب بذلك إيران، أو على مراحل وفق الرؤية الأمريكية/الغربية التي ترهن رفع هذه العقوبات بمدى تنفيذ طهران بنود الاتفاق النهائي. الجمهورية الإسلامية لا تقبل بأقل من رفع الحظر والعقوبات بشكل شامل للأوروبية منها والأمريكية وتلك التي فَرضتْها عليها الأمم المتحدة في آن واحد. بالإضافة إلى هذه النقطة الحساسة، واشنطن وحلفاؤها يطالبون طهران بالسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيشجميع منشآتها المدنية والعسكرية المرتبطة ببرنامجها النووي، فيما ترفض الجمهورية الإسلامية أيَّ حديث عن تفتيش هياكلها العسكرية رفضا قاطعا معتبرةً إياه أمرا سياديا وإستراتيجيا حساسا لا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال. من جهة أخرى، التوقيع على نص الاتفاق يبقى مرهونا أيضا بمصادقة الهيئتيْن التشريعيتيْن الأمريكية والإيرانية على حد سواء عليه. الأجواء التي ستنطلق في ظلها عملية تحرير نص الاتفاق الأسبوع المقبل ستوفر مؤشرات على نسبة حظوظ التوصل إلى توقيعه قبل آخر يوم من يونيو/حزيران المقبل، وهذا في حال لم تتأُر العملية التفاوضية بتطور الأزمات الإقليمية على الأقل في منطقة الشرق الأوسط والخليج.
مشاركة :