قل أنا منتج.. لا تقل أنا مسجون!

  • 7/30/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

"جون"، و"هبي"، و"لايف"، و"بليسد" منتجات عطور نسائية ورجالية صنعها أربعة شبان سعوديين برائحة سعودية خالصة ومميزة، تضاهي منتوجات ماركات عالمية. ولوحة سريالية هناك، استوحاها فنانها من العالمي "السلفادور دالي"، مزج فيها الخيال بالواقع، لوحات فنيّة أخرى وأخرى متقنة الخطوط، متجاذبة الألوان، متعددة الخامات بين القماش والخشب والقهوة والمجسمات.. ناطقة بمعاني التسامح والإنسانية والحب والشموخ. وفي ركن آخر، تلتقي صناعة السّبح المتنوعة بالأحجار الكريمة والمزينة بقطعٍ بديعة، مع صناعة أعمال خشبية أخرى متنوعة الأغراض، وحرف يدوية جاذبة مطرزة بالخياطة والمناحل والميول التجارية وأكثر. وفي المنعطف نفسه، تجد حراك "المركز الإعلامي" ومهنية عمله بصناعة المحتوى الهادف المتنوع، واحترافية كتابة السيناريو، وصناعة الإعلانات والإنتاج، التي بلغت 35 فيلمًا وثائقيًا خلال 15 شهرًا فقط، تدعمها صحيفة شهرية ذات تبويب منوع جاذب. وبعد الزوايا والأركان الإنسانية البديعة ننتقل إلى "المسرح أبو الفنون"؛ حيث الإضاءات الجميلة والصوتيات والتقنيات الحديثة، فتوجت المحطة الإبداعية الأخيرة بأفلامٍ وثائقية وقصائد شعرية "وطنية" ووجدانية وأوبريتات موسيقية بأداء راق وحماسي، ثم مسرحيتي "سفرة وحسرة" و"عرض الظل" اللتين خاطبتا الجمهور بأسلوبٍ كوميدي خفيف الظل، معززٍ لعدد من القيم والسلوكيات الإيجابية الهادفة، ثم كانت أنغام "الوطن" تتراقص بين أيدي الفرقة الموسيقية وعزفها المنفرد والمتمازج بين آلات موسيقية متعددة وألحان فنية ناغمت بين الطرب والأصالة والوطنية، حتى كان الختام "فوق هام السحب" بأداء حماسي من الفرقة وكفوف وحناجر الحضور!. ما سبق كله ليس عمل شركة إنتاجٍ أو مهرجانٍ ثقافي أو ترفيهي، بل كان شعار "قل أنا منتج.. لا تقل أنا مسجون"، رفعه نزلاء سجون مباحث بريمان، بعد أن قرر برنامج لـ"إدارة الوقت" قتل وقت فراغهم خلف الأسوار ليزاولوا "صنعة"، أو احتراف "مهنة"، أو تعزيز "هواية" أو سبر أغوار "موهبة" تبحث عن مكنونهم واتجاهاتهم واستعداداتهم. المهرجان الثاني لأجنحة "إدارة الوقت" داخل سجون مباحث جدة - برنامجٌ إنساني بامتياز، قامت عليه رئاسة أمن الدولة السعودية، فعكست واقع حياة النزلاء بعد تطوير حياتهم، وإخراج مواهبهم المختلفة، ورعاية اهتماماتهم لتحقيق معنى الإصلاحيات ذات القيمة في إعادة تهيئتهم للتعامل مع الحياة بطريقة تعزز إنتاجيتهم، وتحويل عدد من أصحاب القضايا الأمنية والإرهاب إلى عناصر فاعلة مبدعة. البرنامج الريادي المبذول ولمدة ثلاثة أيام متصلة، قدم فيه النزلاء جميع الأعمال والأفكار الإبداعية، تدربوا عليها بعد أن وفرت إدارة السجون لهم الخامات، وقدمت لهم الدورات والأفكار التطويرية لمنتجاتهم المتنوعة، فكانت كل التفاصيل والأعمال والإبداع من عمل نزلاء خمسة سجون في وطني بكل فخر وطمأنينة. سجون رئاسة أمن الدولة باختصار وإنسانيّة، تحولت إلى "ساحة تصنيع بشري"، هكذا يبدو المشهد خلف الأسوار التي لم تصبح مكانًا للاحتجاز والتأهيل والتهذيب والإصلاح فقط؛ إذ تحولت للإنتاج والتأهيل المهني والفني والحياتي معًا.

مشاركة :