شهد سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، حفل تخريج دورتي «المتطوعات التأسيسية والمتقدمة لطالبات المدارس 2019» التي نظمتهما هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية منذ 7 يوليو الجاري. وأعرب سموه عن فخره بإمكانات ابنة الإمارات وكفاءتها وهمتها العالية، وما تواصل تحقيقه من تميز في خدمة مجتمعها ووطنها، مؤكداً أنها تثبت في مختلف مجالات العمل الوطني أنها على قدر الثقة والمسؤولية. وأكد سموه حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على بناء شخصية شباب الوطن من الذكور والإناث من خلال تطوير معارفهم وتعزيز قيم الولاء والانتماء لهويتهم الوطنية، وتنمية مداركهم وترسيخ منظومة القيم الأخلاقية الحميدة لديهم وإكسابهم خبرات جديدة لإنشاء أجيال مؤهلة قادرة على تحمل المسؤولية، وتكون حصناً منيعاً لحماية مكتسبات الوطن. وهنأ الخريجات، وتمنى لهن النجاح والتوفيق ومواصلة تطوير مهاراتهن وقدراتهن بما يخدمهن على المستوى الشخصي، ويفيد مجتمعهن ووطنهن. كما حضر الحفل الذي أقيم أمس الأول، عدد من الشيوخ وكبار ضباط القوات المسلحة، وجمع من المدعوين وأقارب وأولياء أمور الطالبات. وقدمت الطالبات خلال الحفل عرضاً عسكرياً شمل التدريبات التي تلقينها خلال الدورتين من فنون التدريبات العسكرية التي تجسد معاني الانضباط والالتزام والولاء للوطن.. وتضمنت «مهارات فك وتركيب الأسلحة والقتال في المناطق المبنية، ومهارة المعركة والنار والحركة» بجانب عرض فقرة رياضة الجوجيتسو. وألقت كل من شما خليفة الرميثي، ومريم محمد عبدالله الجنيبي كلمة الخريجات أعربتا خلالها عن شكرهن وتقديرهن لقيادة الدولة الحكيمة التي أتاحت لهن فرصة المشاركة في الدورتين التدريبيتين اللتين اكتسبن خلالهما مهارات متنوعة شملت «التعامل مع الأسلحة ومهارة المعركة والإسعافات الأولية»، وغيرها من التدريبات العملية التي تعزز الثقة بالنفس وتصقل إمكاناتهن». وأضافتا «هي إماراتنا حكاية مجد ورواية عز صاغها رجال شعارهم الوفاء وقلوبهم الانتماء.. وها هن بنات الإمارات تسمو همتهن عالية في سبيل مجد الوطن ورفعته». واختتمتا «كل المحبة والولاء للقوات المسلحة لدولة الإمارات التي نفاخر بها العالم.. أننا أصحاب همة لا نقبل بغير عز الوطن عنواناً.. حمى الله قيادتنا وجعلهم ذخراً وعزاً». يذكر أن هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية خصصت الدورة الصيفية لطلبة المدارس ممن يرغبون في خوض التجربة العسكرية لبناء شخصية قوية فاعلة، ويسهم البرنامج التدريبي التطوعي في تعزيز الروح الوطنية وخلق جيل قادر على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس. وبلغ إجمالي الطالبات اللاتي تدربن في دورتي المتطوعات التأسيسية والمتقدمة 204 طالبات، وشمل مناهج الدورتين التدريب على الأسلحة وحركات المشاة والإدارة والإمداد واللياقة البدنية والجوجيتسو والإسعافات الأولية ومهارة الميدان ومهارة المعركة والقتال في المناطق المبنية وتمرين المبيت الخارجي. وأكد أولياء أمور خريجات الدورة الصيفية العسكرية الأولى لطالبات المدارس، فوائد مشاركة بناتهم في هذه الدورة، ودورها في تنمية مهاراتهن وصقل شخصياتهن وإعدادهن مبكراً للقيادة والريادة، بما ينعكس على استكمال مسيرتهن التعليمية بتميز وتفوق واضطلاع بدور رئيس في خدمة الوطن، في ظل الدعم المتواصل الذي تقدمه قيادة الدولة الرشيدة لمسيرة تمكين المرأة الإماراتية، مؤكدين أن الدورات الصيفية ما هي إلا تأهيل مبكر لإعداد أجيال وطنية ترتقي بالوطن، وتدافع عنه وتحافظ على ترابه. وقال أحمد الكعبي والد الطالبة ريم البالغة من العمر 15 سنة بمدرسة ناهل بالعين، التي شاركت في الدورة: «انعكست المشاركة في هذه الدورة على شخصية ابنتي بشكل كبير، كما قدمت لها العديد من البرامج الهادفة التي أسهمت في تنمية مهاراتها، بالإضافة إلى مساهمتها في تعليمها كيفية تنظيم الوقت وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منه، كما أن المشاركة في هذه الدورة كانت بمثابة فرصة ذهبية للتعرف إلى الحياة العسكرية والدور الكبير والعظيم الذي تقوم بها قواتنا المسلحة في سبيل الحفاظ على مقدرات الوطن وصون مكتسباته وأنه لنشعر بالفخر والاعتزاز إن استطعنا أن نغرس حب الوطن في نفوس أبنائنا الذين لبوا النداء». وقال عبدالله أحمد الحوسني ولي أمر الطالبة شما «يستحق منا هذا الوطن أن نرشد أبناءنا ونطور من قدراتهم لرفع شأن دولتنا ولا يقف في عمر محدد، فأبناؤنا ذوو 12 إلى 14 سنة قد أنجزوا خلال الدورة العسكرية التطوعية الصيفية كل المتطلبات والبرامج التي شملتها، وأدركوا مدى أهمية تعلم الصبر وتحمل المسؤولية من أجل وطن آمن ومستقر». من جانبها، قالت عائشة المعمري ولية أمر الطالبة ميرة غزوان من سكان مدينة حتا «إن ابنتي ومع الإعلان عن هذه الدورة كانت لديها رغبة كبيرة في المشاركة فيها، وشجعتها كثيراً على خوض هذه التجربة، ومعايشة أجواء الحياة العسكرية بانضباطها والتزاماتها». وقالت إن مشاركة ابنتي في هذه الدورة العسكرية حققت فوائد عدة لها، حيث أسهمت بشكل كبير في صقل شخصيتها، كما وفرت لها برامج عدة أدت إلى تنمية مهاراتها، بالإضافة إلى معايشتها الحياة العسكرية والتعرف على الدور الكبير الذي تقوم به قواتنا المسلحة لصون أمن وسلامة هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته». أما فاطمة راشد علي، والتي جاءت من دبا الفجيرة لتشارك أختها عفراء الفرحة بالتخرج، فقالت «إن مثل هذه المبادرات تعزز من الولاء وحب الوطن، وأطلب من أولياء الأمور مساعدة وتشجيع بناتهم على الانضمام لمثل تلك الدورات، وان يشجعوا أبناءهم وبناتهم على الانضمام... وقالت «بعد أن رأيت أختي والتغير الذي حصل في شخصيتها ومهاراتها فإنني أرغب في لانضمام للدورة العام المقبل حتى اعتمد على نفسي واستطيع أن أنظم حياتي». الطالبة الشيخة المها بنت سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان التي تشارك للسنة الثانية على التوالي بعد ما حظيت به من مهارات ومكتسبات خلال الدورة الأولى أكدت أنها تتبع مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن حماية بلادنا ليست سنة، بل فرض وتقدمت بجزيل الشكر إلى القيادة العامة للقوات المسلحة على تنظيمها لهذه الدورة التي عززت من ثقتها بنفسها في كافة المجالات، مشيرة إلى أن الدورة الصيفية العسكرية لطالبات المدارس، تمثل حافزاً كبيراً لبنات الوطن لينخرطن في هذه الدورات التي تصقل خبراتهن وتعلمهن الكثير من المهارات لحماية الوطن ورد الجميل له، مشيرة إلى أنه من الضروري استثمار طاقات الشباب في أنشطة وبرامج نافعة للاستفادة من مواهبهم. بدورها، قالت مي علي النعيمي البالغة من العمر 15 سنة من مدرسة أم كلثوم بالعين «التحقت بالدورة، وتعلمت أشياء كثيرة، منها مهارات الميدان والصبر والمشاة وفك وتركيب الأسلحة، وأنا مستعدة من الآن لمواصلة التدريبات والدخول في الدورة العام المقبل».
مشاركة :