الغطس في البحر يخفف أعراض الاكتئاب والألم المزمن

  • 7/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هناك الكثير من الأدلة على أن السباحة في الماء البارد تنشط مستقبلات درجة الحرارة تحت الجلد، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إطلاق هرمونات مثل الأدرينالين والإندورفين التي تعد من مسكنات الألم الطبيعية لدينا. وقد أظهرت بعض الدراسات أن السباحة في البحر يمكن أن تقلل من أعراض الألم المزمن والتهاب المفاصل الروماتودي. يساعد أيضا إطلاق الإندورفين والأدرينالين في تفسير سبب تأثير السباحة في الماء البارد على الاكتئاب والقلق. وهناك الكثير من الأطباء الذين أثبتوا المزايا العقلية للمياه الباردة، حتى في فصل الشتاء. يقول كريس فان تولكن إنه حتى بعد سباحته لمدة قصيرة في الماء البارد جعله يشعر بالغبطة لساعات وبالهدوء لعدة أيام بعد ذلك. ونقلا عن صحيفة دايلي ميل البريطانية، نشر كريس مؤخرا في المجلة الطبية البريطانية حالة امرأة تبلغ من العمر 24 عاما تدعى سارة والتي كانت تتناول مضادات الاكتئاب منذ سن 17 عاما. بعد ولادة ابنتها، أرادت سارة أن تتخلص من تعاطي الأدوية. وتحت المراقبة والتوجيه، بدأت ببرنامج السباحة الأسبوعي في المياه الباردة. فأدى ذلك إلى تحسن شبه فوري في حالتها المزاجية وتراجع مستمر وتدريجي في أعراض اكتئابها. مع مرور الوقت، أصبحت قادرة على التخلص من جميع الأدوية. وبعد عامين من بدء العلاج بالسباحة، لا تزال في غنى عن الأدوية.ولكن هناك دليل آخر على فوائد الغطس في الماء البارد ورد في دراسة فرنسية. قام العلماء فيها بتوظيف 237 مريضا يعانون من اضطراب القلق العام وتم توزيعهم بشكل عشوائي إما لمدة ثمانية أسابيع من الحضور المنتظم في أحد المنتجعات أو لتناول أحد مضادات الاكتئاب الشائعة. وكانت النتائج أن تحسنت كلتا المجموعتين، لكن أولئك الذين قضوا وقتهم في المنتجع حققوا نتائج أفضل على المدى القصير والطويل. يقول مايكل موسلي، كاتب التقرير المنشور في الدايلي ميل، “أجد للطفو على سطح البحر تأثير المهدئ لذهني. أنا أستمتع بالطفو وأعيش اللحظة. وأحب الإحساس بالرضا بعد القيام بنشاط صعب بعض الشيء”. وأردف أنه عندما كان يسبح في وقت مبكر من اليوم، سمع امرأة في منتصف العمر تحث امرأة أخرى على المجيء إلى الماء وهي تقول لها “هيا تعالي إنك بحاجة إلى تقوية نظام المناعة لديك”. لقد كانت هناك العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات في محاولة لإثبات نظرية تلك المرأة، لكن قلة منها كانت تدرس تأثير الماء البارد على الجهاز المناعي عند البشر. ويقول موسلي “الوحيدة التي استطعت العثور عليها هي دراسة أجريت في هولندا قبل بضع سنوات. جند لها الباحثون أكثر من 3000 شخص، واختاروا منهم مجموعة بشكل عشوائي لدفعها إلى الاستحمام في الماء البارد كل صباح لمدة شهر ومجموعة للمراقبة”. طُلب من بعض الذين تم دفعهم إلى الاستحمام تحمل برودة الماء لمدة 30 ثانية، في حين طُلب من آخرين تحملها لمدة 90 ثانية كاملة. وبمجرد انتهاء الشهر، عرض الباحثون على المتطوعين التوقف أو الاستمرار في الاستحمام في ماء بارد لمدة 30 يوما أخرى. وكان موقفهم مثيرا للإعجاب، وفق موسلي. فقد فضل 80 في المئة منهم الاستمرار. ويبدو أنه كان له بالفعل تأثير مفيد على جهاز المناعة لديهم. يذكر أن ريتشارد راسل، وهو طبيب بريطاني من القرن الثامن عشر، كان من أوائل الأطباء البريطانيين الذين أبدوا حماسة بشأن المنافع الطبية للسباحة في البحر. ولم يشجع مرضاه على السباحة في المحيط فحسب، بل حثهم أيضا على شرب الكثير من مياه البحر، والتي يعتقد العلماء أنها لم تنفعهم أبدا.

مشاركة :