سجل قطر في الشأن الصومالي ينصفها أمام تهمة دعم الإرهاب

  • 7/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ليس ثمة ما يدعو دولة مثل قطر لدعم جماعات إرهابية لتنفيذ تفجيرات يروح ضحيتها مدنيين أبرياء بذريعة "تعزيز مصالحها من خلال طرد منافستها دولة الإمارات" من الصومال-عُرف عن السياسة الخارجية لقطر دعمها للجهود الدولية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب، وإحلال الأمن والاستقرار في دول العالم كافة- التسجيل الذي استندت إليه "نيويورك تايمز" في اتهامها للدوحة احتوى على "إشارات مضلله" وفق تعبير الحكومة القطرية- أطلقت قطر العديد من المشاريع الاستثمارية في مختلف مناطق الصومال في قطاعات اقتصادية وتنموية وخدمية عدة، كما واصلت دعم قوات الأمن والشرطة ليس ثمة ما يدعو دولة مثل قطر لدعم جماعات إرهابية لتنفيذ تفجيرات يروح ضحيتها مدنيين أبرياء بذريعة "تعزيز مصالحها من خلال طرد منافستها دولة الإمارات" من الصومال. عُرف عن السياسة الخارجية لقطر دعمها للجهود الدولية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب، وإحلال الأمن والاستقرار في دول العالم كافة، إضافة إلى عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو من استراتيجيات السياسات الخارجية للدولة. وفي ذات الوقت ترفض قطر تدخل الدول الأخرى في شؤونها الداخلية أو محاولة المس بسيادتها أو الوصاية عليها، وهو هدف سعت دول المقاطعة الرباعية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لتحقيقه لولا أنه اصطدم بثبات الموقف القطري المستقل. بعد اندلاع الأزمة القطرية في 5 حزيران/يونيو 2017 وإعلان السعودية والبحرين ومصر والإمارات قطع جميع أشكال العلاقات مع دولة قطر، اتجه طرفا الأزمة نحو دول القرن الإفريقي لمقايضة المساعدات والاستثمارات بالموقف السياسي من الأزمة. واتخذت الصومال موقفًا محايدًا من الأزمة، من رؤية لها بضرورة البقاء على مسافة واحدة من كل من السعودية وقطر التي تربطها بهما علاقات اقتصادية ومساعدات تتلقاها الصومالزهذه المساعدات كان من بينها 10 ملايين دولار من السعودية قبل الأزمة بأقل من شهر دعما لإغاثة الصومال الذي يعاني من أزمات أمنية ومعيشية بالغة السوء منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي. ولا يزال الصومال يحافظ على موقف الحياد في الأزمة الخليجية على الرغم من وقوفه بشكل رسمي إلى جانب السعودية ودعمه وتضامنه في رفض أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السعودي الذي بدا واضحا بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي (أكتوبر 2018)، والضغوطات الخارجية التي تعرضت لها المملكة، ودعمها في ما تتبناه من سياسات وإجراءات قضائية على صلة بحادثة خاشقجي. **قطر وبناء الدولة المركزية بالصومالتتلخص السياسة القطرية تجاه الصومال في دعم بناء الدولة المركزية ذات السيادة وضمان الأمن والاستقرار الصومال والاستثمار في مرافق عدة بما يخدم التنمية وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الذي يعطي للدوحة نوعا من الخصوصية والنفوذ لتقليل تأثير المقاطعة الرباعية، خاصة بالمجال الجوي الذي زادت حركة الخطوط الجوية القطرية عبره زيادة لافتة.وأشارت تقارير إلى أن "الصومال سمح لدولة قطر باستخدام مجاله الجوي، حيث استخدمت أكثر من 15 طائرة قطرية المجال الجوي الصومالي في اليوم الأول من الحصار". وتحتفظ العلاقات بين دولة قطر والصومال بسمات تميزها عن علاقات الصومال مع غيرها من الدول. فالصومال شريك مهم لقطر وعلاقات البلدين "مبنية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة"، من وجهة نظر الحكومة القطرية كما عبر عنها بيان مكتب الاتصال الحكومي في رده على تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. لم تتجاهل قطر الرد على التسريبات "المزعومة" لصحيفة "نيويورك تايمز" التي ادعت الصحيفة أنها حصلت على تسجيل بين سفير الدولة في مقديشو وأحد مواطني دولة قطر تحدث عن "مصلحة قطرية" في أحد التفجيرات التي شهدها ميناء بوصاصو شمال الصومال في أيار/ مايو الماضي. احتوى التسجيل الذي استندت إليه صحيفة نيويورك تايمز على "إشارات مضلله" وفق تعبير الحكومة القطرية، وهو ما يقود إلى أن متابعة تقرير الصحيفة لا يجزم قطعا بصحة التسجيل الذي قالت إنها حصلت عليه من استخبارات دولة عربية لم تذكرها بالاسم. احترمت دولة قطر "السياسات التحريرية الخاصة" للصحيفة التي رفضت تسليم الدوحة نسخة من التسجيل لدعم "التحقيق الذي تجريه دولة قطر بشأن المزاعم التي نشرتها الصحيفة". وأصدر مكتب الاتصال الحكومي في دولة قطر بيانا توضيحيا يوم 23 يوليو/تموز ردا على تقرير الصحيفة الأمريكية، مؤكدا على أن رجل الأعمال القطري خليفة المهندي لا يحمل أية صفة رسمية وليس مستشارا من أي نوع لحكومة دولة قطر "ولم يكن مستشارا أبدا، وهو لا يمثل دولة قطر". ويؤكد مكتب الاتصال الحكومي على عدم أحقية رجل الأعمال القطري في "إصدار تعليق نيابة عن الحكومة، وسيتم التحقيق بشأن ما قام به هذا الشخص، وسيتحمل تبعات مسؤولية تعليقاته". وفي تصريحات لوزير الخارجية الصومالي نقل فيها "رضا" بلاده عن بيان دولة قطر التي نفت تورطها أو صلتها بتفجيرات بوصاصو، ما يدحض، حسب المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر "ما ورد من تلبيس في مقالة نشرتها نيويورك تايمز كانت احتوت على إشارات مضللة إلى التورط في تفجيرات بوصاصو في شهر أيار/مايو الماضي". **الصومال: قطر لا تدعم الإرهابويشدد وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي أحمد عيسى عوض على أن قطر "لا تدعم الإرهاب وليس لها أي علاقة بالتفجيرات في الصومال، بل تدعم الأمن والاستقرار". وتحدث عن أنه قرأ تقرير الصحيفة الأمريكية بالكامل "دون أن يجد فيه أي حقائق، إنما مجرد اتهامات"، معبّرا عن رضا بلاده عن بيان قطر بشأن ادعاءات الصحيفة. لم يقتصر الموقف مما نشرته الصحيفة الأمريكية على المسؤولين الحكوميين الصوماليين بل تعدى ذلك إلى موقف لمنظمات المجتمع المدني أشادت بالدور الذي تلعبه قطر في توحيد صفوف الصوماليين ودعم المصالحة والتعايش السلمي. **منظمات دولية تدافع عن قطروحذر التحالف الوطني لمنظمات حقوق الإنسان (تحالف يضم 28 منظمة ناشطة في مجال حقوق الإنسان) في بيان من "الزج باسم قطر في العمليات الإرهابية لأنه أمر لا يصدق ومثير للسخرية". ويرى التحالف أن دولة قطر تتمتع بسجل فاعل وقوي في مساعدة الصوماليين، كما أن المنظمات القطرية تستجيب بفاعلية عالية للأزمات الإنسانية والاحتياجات الإنمائية للشعب الصومالي. ظل الصومال الذي يقع في منطقة القرن الإفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية للأمن الدولي، دولة هشة وغير مستقرة أمنيا، تنازعتها حروب داخلية وصراعات أفضت إلى نشوء العديد من الجماعات المتشددة. وتخوض الحكومة الاتحادية ومقرها العاصمة مقديشو حربا مستمرة منذ عام 2004 ضد "حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة المصنف عالميا على قائمة المنظمات والتنظيمات والجماعات الإرهابية. وفي تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 15 أيار/مايو الماضي حول الصومال تحدث عن عدم استقرار الحالة الأمنية في البلاد.واشار غوتيريش في تقريره إلى أن حركة الشباب تقف خلف معظم الهجمات ضد المسؤولين الحكوميين وأفراد الأمن والمرافق الحكومية، وكذلك المطاعم والأسواق والفنادق، وبلغت 77 هجمة في مارس/آذار باستخدام متفجرات يدوية الصنع. **قطر والصومال معا ضد الإرهابوتدعم دولة قطر الحكومة الصومالية في حربها ضد الإرهاب، وقدمت الدوحة أوائل هذا العام 68 مركبة مدرعة لقوات الأمن الصومالية. وعلى الصعيد العالمي، فإن قطر عضو عامل وفعال في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش"، وتستضيف قاعدة "العُديد" التي تنطلق منها الطائرات الأمريكية لضرب مواقع التنظيم في العراق وسوريا. كما تحاول قطر تقديم المزيد من المساعدات للحكومة الصومالية ودعم ميزانية الدولة عبر منح مالية كان آخرها نحو 20 مليون دولار مع مواصلة مناقشة سبل تحسين وتطوير العلاقات عبر زيارات متبادلة رفيعة المستوى لمسؤولين من البلدين. وأطلقت قطر العديد من المشاريع الاستثمارية في مختلف مناطق الصومال في قطاعات اقتصادية وتنموية وخدمية عدة، كما واصلت دعم قوات الأمن والشرطة لتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة. لذلك فإن تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" يأتي في سياق تداعيات الصراعات للدول المتنافسة على النفوذ والمصالح في الصومال، وهو ما تدركه قطر التي تعاملت مع تقرير الصحيفة بمنطق الدولة التي تدعم جهود الصومال والمجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب بالصومال ودول العالم الأخرى. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :