أثار مقطع فيديو متداول لشخص يتحرش بطفلة صغيرة، انتقادات واسعة في المجتمع السعودي، فيما أكد عدد من المتابعين والتربويين فداحة ذلك الجرم، مطالبين بمعاقبة الجاني في حال إثبات صحة الفيديو، ومشددين على ضرورة معالجة تلك الظاهرة الغريبة على المجتمع . وطالب عبد العزيز المشيطي عضو جمعية الطفولة بالسعودية، الجهات المحتصة بالتحقق من صحة الفيديو المتداول، ومعاقبة المسئول في حال إثبات صحته. وحذر الدكتور سعد الشبانة المستشار التربوي، من تلك الظاهرة، مؤكداً أن التحرش الجنسي بالأطفال يجعلهم يفقدون الثقة في انفسهم، وفي المجتمع، ويؤثر ذلك بشكل سلبي على علاقاتهم الأسرية، موضحاً أنه في الوقت، الذي تسعى فيه الأسرة إلى تعليم أطفالها قيم الدين الإسلامي الحنيف المتعلقة بالتسامح، وتقبل الآخر والتعاون، يصطدم هؤلاء الأطفال بمثل تلك التصرفات، التي تعمل على هدم الشخصية وهز ثقة الأطفال في أنفسهم وفي الآخرين. وطالب الشبانة المدارس والمؤسسات التربوية بإعداد برامج منظمة للأطفال، لتوعيتهم وإرشادهم وتقديم الآراء التي تحميهم من التحرش، ولابد أن نكون أكثر جرأة لمناقشة مثل هذه الأمور في قالب تربوي متوازن. وأكد سليمان الصقعبي أن عدم وجود قانون يجرم التحرش بكل أنواعه، لا يعفي الأسرة من متابعة وتعليم أبنائهم وبناتهم الأطفال، وتحذيرهم من أي شخص غريب يمس أجسادهم، منتقداً ترك الأطفال يقفون في مثل هذه الأماكن، بحجة أن الأم ممنوعة من دخول هذه المواقع، ووجه رسالة إلى كل أم بقوله: أجساد أبنائك أهم من بعض الأنظمة العقيمة . وأشارت هوازن عبدالله الزهراني مستشارة تربوية وناشطة اجتماعية في حقوق الطفل ومؤلفة كتاب حماية وسلام، بقولها: حينما نسمع عن الاعتداء الجنسي ينتابنا الخوف والألم وتهاجمنا اسئلة لا بداية ولا نهاية لها، ونطالب بحلول من المؤسسات المهتمة. وأكدت الزهراني أن الأم هنا لها الأثر الاكبر، فهي التي تعطي الطفل الأمان النفسي والذي يمثل الوقاية الأولى له، تأتي بعدها خطوة هامة وهي تعليم الطفل والطفلة وتشجيعهما للحديث على سلوكيات مشبوهة، قد يتعرضان لها، مما يمكن له أن يقي من حدوث الإيذاء قبل وقوعه.
مشاركة :