تواصل – فريق التحرير: فُجع الوسط الإعلامي والثقافي في المملكة والعالم العربي، أمس الثلاثاء، بوفاة الإعلامي وعضو مجلس الشورى السابق عبدالرحمن الشبيلي بعد تعرضه لحادث عرضي وسقوطه من شرفة منزله في باريس منذ أيام. وكان الشبيلي، رحمه الله، قد تعرض لإصابة وُصفت بالحرجة، ونُقل عبر الإخلاء إلى العاصمة الرياض، حيث وافته المنية مساء أمس. ونعت وزارة الإعلام والأوساط الثقافية والإعلامية المؤرخ الدكتور الشبيلي، وقالت الوزارة في تغريدة عبر حسابها الرسمي: “ودعت المملكة علماً من أعلامها في المجال الإعلامي، وذلك بعد سنوات طويلة أسهم من خلالها في تأسيس عددٍ من المؤسسات الإعلامية السعودية، على أُسس علمية ومهنية راسخة”. وتفاعل العديد من المثقفين والإعلاميين مع وسم “#عبدالرحمن_الشبيلي”، حيث انهالت الدعوات له بالرحمة والمغفرة كما تذكروا مآثره في الساحة الإعلامية والثقافية. أحد رواد الإعلام في المملكة ونعى الإعلامي أحمد العسَّاف، الفقيد بقوله: “حصد الدكتور عبدالرحمن الشبيلي تعاطفاً كبيراً، واكتسب دعوات كثيرة، وضم محبين إلى قائمة محبيه الذين زادت محبتهم له.. يا ترى! أيتفكر بعض الطافحين على المنصات والشاشات وعالم الحرف في حالهم وحال الناس معهم لو كانوا مكانه! أستاذ يا أبا طلال في عملك وصمتك وفي مصابك أيضاً…!”. وتفاعل الأكاديمي، سعد آل سعود عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام مع خبر وفاة الشبيلي بقوله: “رحم الله الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، فهو أحد رواد الإعلام السعودي، وأبرز مؤسسيه، رحل بعد أشهر من إصداره كتابه “مشيناها”. مشيناها خطىً كُتبت علينا * ومن كُتبت عليه خطى مشاها ومن كانت منيّته بأرضٍ * فليس يموت في أرضٍ سواها وغرد الإعلامي عبدالله المديفر بقوله: “كان بيني وبين الراحل عبدالرحمن الشبيلي موعد قادم لعمل حلقة تلفزيونية عن الإعلام وكتابه مَشَيناها إلا أن القدر كان أسرع.. رحمك الله أستاذنا الكبير.. “. ونعى الإعلامي والكاتب عبدالعزيز حمد الجطيلي الفقيد عبدالرحمن الشبيلي بقوله: “اليوم كنت أقرأ في كتابه “مشيناها” سرداً رائعاً لطفولته وتصويراً مبهراً لأحياء ومتاجر عنيزة القديمة، وأثناء القراءة رسالة على جوالي أجدها تنعى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، خيم الصمت والحزن وأدركت أنني انتقلت للصفحة الأخيرة”. وقال صالح الشبيلي: “عمي عبدالرحمن الشبيلي يا صافي القلب يا نقي السريرة، كنت القريب المحب الحنون، لن أنسى توجيهك لي ولا كلماتك فيّ، أكتب هذه الكلمات وقد اغرورقت عيناي بالدموع، العزاء موصول لبناتك وحفيدك وأسباطك السبعة”. أثرى الساحة بمؤلفاته ومقالاته وغرد د.عبدالله الرشيد بقوله: “رحم الله الإعلامي الكبير الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وأسكنه فسيح جناته. من رعيل الإعلاميين الأوائل، ساهم في تأسيس إذاعة وتلفزيون الرياض، وأثرى الساحة بمؤلفات ومقالات وكتب وبرامج تحفظ تاريخ السعودية”. يُذكر أنه، رحمه الله، وُلد في عنيزة عام 1944 ويملك في رصيده 55 كتاباً ومحاضرة مطبوعة في تاريخ الإعلام وسِيَر الأعلام يصف نتاجه الأخير بأنه “حكايات عمر لم يعرف الفراغ، وحياة قلق شكلتها الصدف منذ الطفولة”. محطات في حياة الشبيلي انتقل الشبيلي، إلى الرياض لاستكمال دراسته الجامعية عام 1959 حيث كان يدرس في كلية اللغة العربية التابعة للمعهد العلمي، والتحق بجامعة الملك سعود وزاد من صعوبات تلك المرحلة بالنسبة له العمل الإعلامي الذي انضم إليه قبل إكمال دراسته في الجامعة. ومن المفارقات التي احتوتها حكايات الشبيلي أنه عندما كان طالباً يسكن في غرفة ضمن (قيصرية البلدية) بميدان الصفاة كان يأنس بالاستماع إلى (إذاعة طامي) في ذروة شهرتها عام 1961 دون أن تتشكل لديه فكرة مسبقة للعمل الإعلامي، وأنه سيكون أحد الأفراد المؤسسين لانطلاقة البث الإذاعي الرسمي من الرياض بعد نحو 4 أعوام وتحديداً في 3 يناير عام 1965.
مشاركة :