أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية حول الوسيط والسفير القطري في الصومال، يوثق علاقة الدوحة بالتطرف والإرهاب. وقال قرقاش في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس: «في أزمة قطر مع جيرانها يوثق تقرير النيويورك تايمز حول الوسيط والسفير القطري في الصومال علاقة الدوحة بالتطرف والإرهاب، التسجيل خطير ولا يمكن نفيه ببيان مستعجل لم يصاحبه تحقيق». وتابع: «تهمة اللجوء إلى الإرهاب ضد الإمارات تصعيد مؤسف»، لافتاً إلى أن ما حدث يؤكد صواب إجراءات الدول الأربع. وكان الردّ القطري على التسجيل الذي أثبت تورّطها في التفجيرات والعمليات الإرهابية التي شهدتها الصومال، أقرب إلى «الاعتراف» منه إلى «التبرير»، وبما يكشف التخبط القطري في التعامل مع الأزمات المختلفة التي تواجه الدوحة. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز»، نشرت أخيراً، تفاصيل التسجيل المسرب الذي جمع بين رجل الأعمال القطري خليفة كايد المهندي، وبين السفير القطري في مقديشو حسن بن حمزة هاشم، وقال المهندي في التسجيل إن مسلحين نفذوا تفجيرات في ميناء بوصاصو الصومالي لتعزيز مصالح قطر. ولفتت الصحيفة إلى أن السفير القطري لم ينفِ التسجيل الصوتي، ولم يعرب عن استيائه لتنفيذ تلك التفجيرات لمصلحة بلده، وكذلك لم يُبدِ أي امتعاض من إشراف قطريين عليها، وأكدت الصحيفة أن التسجيل الصوتي كان عبارة عن مكالمة هاتفية للسفير مع المهندي، ولدى الاتصال به لم ينفِ المهندي المكالمة التي جرت في 18 مايو الماضي، وقال إنه كان يتحدث مع السفير القطري كمواطنَين وليسا كمسؤولَين رسميين. ولجأ مكتب الاتصال الحكومي القطري إلى إصدار بيان لنفي صلة الدوحة بالأمر، إذ حاول التنصل من كايد المهندي المقرب من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بقوله إن «المهندي لا يمثل قطر، وليس له الحق في إصدار تعليق نيابة عن الحكومة، وسيتم التحقيق بشأن ما قام به هذا الشخص، وسيتحمل تبعات مسؤولية تعليقاته». وزعم البيان القطري أن «الدوحة طلبت الحصول على نسخة من التسجيلات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية لدعم التحقيق الذي تجريه بشأن ما نشرته الصحيفة، ولكن لم يتم قبول هذا الطلب نظراً للسياسات التحريرية الخاصة للصحيفة، وعليه فإن المكتب يحترم سياسات الصحيفة، ولن يتخذ المزيد من الإجراءات في هذا الصدد». وتجنب البيان التعليق على دور السفير القطري في مقديشو، وهو الطرف الآخر المتورط في المكالمة الهاتفية، ورغم أن الرد كان محاولة للتنصل من رجل الأعمال القطري، إلا أنه ردٌّ لا ينكر أن المهندي مقرب من أمير قطر، فقد تردد اسمه أكثر من مرة، آخرها في خبر نشرته وسائل إعلام إندونيسية، عندما كان عضواً في الوفد الذي اصطحبه أمير قطر إلى الدولة الآسيوية. واتهمت إذاعة «آر.إف.إي» الفرنسية، أخيراً، قطر بتسيير مصالحها التجارية في الصومال عبر تحالفها مع الإرهابيين، مؤكدة أن الدوحة حولت المنطقة إلى صراع لفرض نفوذها عبر أساليب غير مشروعة، بدعم تركي، وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن حقيقة الدعم القطري للإرهاب في إفريقيا باتت واضحة رغم النفي المستمر لتنظيم الحمدين. وقالت الإذاعة: «هذه التسجيلات تكشف صراحة عن التحالف بين قطر والإرهابيين»، موضحة أن الدوحة حولت المنطقة إلى منطقة صراع على النفوذ مستخدمة الإرهابيين لمحاولة فرض نفوذها بأساليب غير مشروعة. وطالب حزب «ودجر» الصومالي المعارض والنائب أحمد معلم فقي، بفتح تحقيق فيدرالي حول التسريبات، وكل الوقائع المرتبطة بها. وكشفت صحيفة «لوكنار انشينيه» الفرنسية، قبل عامين، معلومات على لسان الناطق باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، الذي أكد أن ضابطاً في الاستخبارات القطرية يعمل كثيراً في تونس يقوم بتمويل الإرهابيين في ليبيا من خلال تحويله أموالاً من حساب له في بنك في تونس نحو بنك آخر بولاية تطاوين، ومن ثم تصل هذه الأموال إلى ليبيا، مقدّراً قيمة هذه الأموال بثمانية مليارات دولار، ونقلت الصحيفة عن المسماري قوله إن رجل الاستخبارات القطري هو خليفة كايد المهندي. • الردّ القطري على التسجيل الذي أثبت تورّطها في تفجيرات الصومال كشف تخبط الدوحة في التعامل مع أزماتها.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :