أعلن بوروسيا دورتموند عاشر الدوري الألماني لكرة القدم أمس أن مدربه يورغن كلوب سيترك منصبه في نهاية الموسم غم ارتباطه بعقد مع النادي حتى 2018. وقال كلوب في مؤتمر صحافي عقده النادي: «قلت دائما إنني سأعلن عن تركي لمنصبي عندما سأشعر بأنني لست المدرب المثالي لهذا الفريق الرائع»، مشيرا إلى أن رحيله «ليس له أي علاقة بالوضع الراهن الذي يعيشه النادي». وأضاف: «أعتقد أنه القرار الصحيح وفي الوقت الصحيح، لم أتلق أي اتصالات من أي ناد بخصوص المستقبل لكن ليس لدي النية لوقف مسيرتي التدريبية لفترة طويلة». وتابع: «أردت فقط الكشف عن قراري حتى يتمكن النادي من التخطيط للمستقبل، اخترت هذا الوقت بالذات للإعلان عن قراري لأنه في السنوات الخمس الأخيرة اتخذ بعض اللاعبين قرارات في وقت متأخر ولم يتمكن النادي من التصرف»، في إشارة إلى القرار الصادم الذي اتخذه ماريو غوتزه بالانتقال إلى صفوف بايرن ميونيخ في أبريل (نيسان) 2013. وقال هانزيواخيم فاتزكه المدير الإداري لدورتموند إن قرار السماح لكلوب بفسخ عقده الذي كان من المفترض أن يستمر حتى عام 2018، اتخذ بعد محادثات أجريت على مدار الأيام الماضية. وأكد دورتموند أنه لن يتحدث بشأن المرشح لخلافة كلوب، رغم أن توماس توشيل المدرب السابق لفريق ماينز يعد مرشحا بشكل كبير لتولي المهمة. وكان كلوب البالغ من العمر 47 عاما قد تولى تدريب دورتموند عام 2007 قادما من ماينز، وقاد الفريق للتتويج بلقب البوندسليغا عامي 2011 و2012 ولقب كأس ألمانيا 2012 وكذلك الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا 2013. كما احتل المركز الثاني بالبوندسليغا خلف بايرن ميونيخ في الموسمين الماضيين. لكن هذا الموسم شهد تراجعا مخيبا لأمال دورتموند حيث يحتل المركز العاشر بجدول الدوري بعدما كان يقبع بالمركز السابع عشر قبل الأخير في يناير (كانون الثاني)، ثم خرج الفريق من منافسات دوري الأبطال. وقال فاتزكه «بناء على طلب كلوب أجرينا بعض المحادثات وتوصلنا إلى قرار مشترك لإنهاء العمل الذي بدأناه قبل سبعة أعوام شهدت نجاحا مذهلا.. الأمر يؤثر فينا كثيرا وأنتم واثقون من ذلك. إنه قرار صعب للغاية بالنسبة لنا لأننا ندرك العلاقة الخاصة التي تربطنا وتعتمد على الثقة المطلقة والصداقة». وقال كلوب: «هذا الفريق يستحق أن يقوده مدرب بكفاءة 100 في المائة. أدركت في الأسابيع والأيام الأخيرة أنني لم أعد أستطيع قول (أنا المدرب المثالي للفريق) بثبات. ومن أجل هذا الفريق الاستثنائي رأيت أنه من واجبي أن أبلغ مدير الكرة مايكل زورك وفاتزكه بالقرار». وأضاف: «إنها خطوة لإنهاء شيء ما كنت أريد كإنسان أن ينتهي. النادي كان رائعا عندما أتينا وقد تطور وبات أفضل الآن. ولكنك كمحترف يجب أن تصل إلى قرار، والذكريات الجميلة ستبقى دائما». وأشار كلوب إلى أنه ما زال يمتلك حلما كبيرا واحدا.. وهو الدوران مرة أخيرة حول المدينة في الحافلة مع فريق دورتموند احتفالا بكأس ألمانيا. وأشارت صحيفة «بيلد» على موقعها الإلكتروني أمس إلى أن توشيل، الذي حل مكان كلوب في تدريب ماينز واستمر بين عامي 2009 و2014 ولا يرتبط بأي عقود منذ الصيف الماضي، هو المرشح المرجح للتعاقد مع دورتموند لمدة أربعة أعوام. وكان اسم توشيل قد ارتبط بشكل كبير بفريق هامبورغ، قبل أن يعلن الأخير في وقت سابق أمس أنه أغلق باب المحادثات بسبب عدم الوصول إلى اتفاق وعين برونو لاباديا مدربا للفريق حتى عام 2016. ويتوقع أن يجلب رحيل كلوب عن دورتموند اهتماما واسعا به من جانب أندية في ألمانيا وخارجها، وقد أثيرت بالفعل شائعات كثيرة حول إمكانية انتقاله للدوري الإنجليزي الممتاز. ولم يرغب كلوب في الحديث بهذا الشأن وقال فقط إنه لا يود الابتعاد عن التدريب لفترة مثل توشيل أو مثلما فعل جوسيب غوارديولا في الفترة بين رحيله عن برشلونة وتوليه تدريب بايرن ميونيخ. وقال كلوب: «لا يوجد ثقل على كتفي. لست مجهدا. ليس لدي عقد مع ناد آخر ولا أخطط للحصول على فترة إجازة». وأكد كلوب أنه سيوجه تركيزه الآن إلى المباراة المقبلة المقررة أمام بادربورن آملا في أن ينهي الفريق الموسم بأفضل شكل ممكن. ويحظى كلوب المعروف بحماسه الكبير بشعبية هائلة لدى جماهير دورتموند وهو حقق مع النادي نموا كبيرا في موارده المالية بعدما كان على أعتاب إشهار إفلاسه في 2005.
مشاركة :